استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم بقصر الاتحادية، الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية، حيث عقد الرئيس والعاهل السعودى جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين.
وعقب انتهاء المباحثات، منح الرئيس الملك سلمان بن عبد العزيز قلادة النيل التى تعد أرفع وسام مصرى، وذلك تقديراً للعلاقات التاريخية والوطيدة التى تجمع بين البلدين، بالإضافة إلى المواقف النبيلة التى اتخذها خادم الحرمين الشريفين إزاء مصر وشعبها.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس استهل جلسة المباحثات بالترحيب بالعاهل السعودى والوفد المرافق، مؤكداً على ما تتسم به العلاقات المصرية السعودية من تميز وخصوصية وما يجمع البلدين من تاريخٍ مشترك ومصيرٍ واحد.
وأكد الرئيس أن زيارة الملك ستساعد على تحقيق نقلة نوعية فى التعاون الثنائى بين البلدين فى جميع المجالات وفقاً لما تم الاتفاق عليه فى إعلان القاهرة، مؤكداً على أهمية متابعة وتنفيذ نتائج المجلس التنسيقى المصرى السعودي، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وأعرب الرئيس، عن حرص مصر على مواصلة التشاور والتنسيق مع المملكة العربية السعودية إزاء القضايا الإقليمية والدولية بالنظر إلى ما تشهده المنطقة من تحديات نتيجة لتعدد الأزمات القائمة، وهو ما يتطلب تعزيز وتفعيل التضامن والعمل العربى المشترك على جميع المستويات بما يمكّن الدول العربية من التصدى لما تتعرض له من تحديات إقليمية وخارجية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الملك سلمان بن عبد العزيز أشار إلى ما تتمتع به مصر من مكانة خاصة لديه بوصفها بلد الحضارة والعلم والثقافة، مشيداً بالعلاقات التاريخية الوطيدة التى تجمع بين البلدين، والتى تصب فى خدمة الشعبين الشقيقين.
وأكد الملك، على أهمية دور مصر فى دعم الأمن القومى العربى ومقاومة الإرهاب. وأشاد العاهل السعودى بالخطوات التى اتخذتها مصر لاستكمال خارطة المستقبل ومواصلة مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً على وقوف بلاده إلى جانب شقيقتها مصر بكل إمكاناتها وفى مختلف الظروف، مما يجعل البلدين حصناً منيعاً للأمتين العربية والإسلامية.
وثمن الملك، النتائج التى تحققت على صعيد تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين وما تم التوصل إليه من اتفاقيات فى إطار المجلس التنسيقى المصرى السعودي. وأكد الملك سلمان بن عبد العزيز على ما يمثله تميز العلاقات المصرية السعودية على جميع الأصعدة من ضمانة للأمن القومى العربى والإسلامى، معرباً عن تطلعه لأن تكلل جهود إنشاء القوة العربية المشتركة بالنجاح.
وأضاف السفير علاء يوسف، أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، بما فى ذلك تنفيذ وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى توصل إليها الجانبان، فضلاً عن الاتفاق على إنشاء جسر برى يربط بين البلدين بما يساهم فى تعزيز التبادل التجارى وتسهيل حركة نقل الأفراد والبضائع بين القارتين الأفريقية والآسيوية. وقد أعلن الرئيس فى المؤتمر الصحفى عن إطلاق اسم "الملك سلمان بن عبد العزيز" على هذا الجسر.
وتطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع على الساحة العربية، حيث شهد اللقاء توافقاً حول أهمية مجابهة كافة محاولات التدخل فى الدول العربية. و تناول الجانبان التطورات فى اليمن، وأكدا على أهمية دعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية تُنهى الصراع القائم باليمن وتصونه من محاولات التدخل فى شئونه الداخلية والمساس بأمنه واستقراره والنيل من مؤسساته الشرعية.
وتطرق اللقاء كذلك إلى الوضع فى سوريا، إذ أكد الجانبان على أهمية دعم المفاوضات التى ترعاها الأمم المتحدة فى جنيف حول سوريا، ومساندة الجهود الدولية الرامية لتسوية الأزمة السورية بما يحفظ وحدة الأراضى السورية، ويصون كيان الدولة ومؤسساتها، ويدعم إرادة وخيارات الشعب السورى.
وتمت مناقشة الوضع فى ليبيا، حيث أكد الجانبان على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى لاستعادة الاستقرار فى هذه الدولة الشقيقة ودعم حكومة الوفاق الوطنى ومؤسسات الدولة الليبية. وشهد اللقاء كذلك تباحثاً حول أخر التطورات بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث أكد الجانبان دعمهما للتوصل إلى حل شامل وعادل على أساس حل الدولتين بما يُحقق تطلعات الشعب الفلسطينى لإنشاء دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس والعاهل السعودى عقدا عقب المباحثات مؤتمراً صحفياً مشتركاً، كما شهدا مراسم التوقيع على سبعة عشر اتفاقاً ومذكرة تفاهم بين البلدين.