مُدهش أن تجد نفسك بعد أربع سنوات من العمل البرلمانى، أمام نائب لا يعرف الدور المنوط به، كأنه لم يتعرف على مفهوم "عضو مجلس النواب" سوى بأنه صاحب البدلة الشيك الذى يزور المجلس كلما وجد لنفسه وقت دون أي ممارسة حقيقية، مُكتفياً بالمنشورات التى يكتبها على مواقع التواصل الاجتماعى، لاعباً دور الخبير، أو آرائه فى البرامج التلفزيوينة.
مُدهش أن تجد نفسك أمام دائرة بحجم مدينة نصر، وتحديداً منطقة "عزبة الهجانة" وكأنها بلا ممثل فى البرلمان، الأهالى يصرخون، مشكلات فى المرافق العامة مثل مشاكل المياه والكهرباء والصرف الصحى والقمامة ورصف الطرق، عدم وجود صناديق للقمامة، عدم وجود أعمدة الإنارة فى عدد كبير من شوارع الدائرة، عدم توافر الخدمات والأرصفة المتهالكة والأسواق المهملة، وغيرها من مشكلات المواطنين المستمرة والاستغاثات المتراكمة على صفحته وهو لا يبالى بها أو حتى بمجرد الرد عليها، حتى تصالحوا مع أنه لا يسمع، وتآلفوا مع أنه لا يرى.
مُدهش أن تجد نفسك بعد أربع سنوات من العمل البرلمانى، أمام نائب لم ينظم سوى زيارة وحيدة للدائرة بعد حادث إرهابى شهدته المنطقة فى شهر يناير الماضى، منتظراً كاميرات القنوات التلفزيونات، التى يحبها وتحبه، واكتفى بالتقاط الصور، والظهور فى البرامج تعليقاً على الحادث، وكتابة منشورات العزاء وإثارة العواطف.
مُدهش أن تجد نائباً بعد أربع سنوات من العمل البرلمانى،لم يحاول أن يستخدم أدواته الرقابية بالشكل المطلوب أو بأى شكل آخر، وحينما قرر أن يقترب من دوره التشريعى، قدم مشروعاً للحفاظ على الحيوان، ونسى الحفاظ على حقوق أهالى دائرته، وكأن أهالى دائرته كارت دخول المجلس والحصول على الكرسى، على أن يتجدد اللقاء فىأى انتخابات لاحقة.
مدهش أن تجد نائباً بعد أربع سنوات من العمل البرلمانى، لم يتقدم بأى طلب إحاطة بشأن أى مشكلة خاصة بأهالى دائرته أو بشأن أى أمر يتعلق بالمواطنين عامة، سوى بطلب الإحاطة والسؤال الذى تقدم به لكل من رئيس مجلس الوزراء ووزيرى الزراعة والتنمية المحلية، لامتناعهم عن تنفيذ القرار الجمهورى رقم 1982 لسنة 1969، والخاص بالأحوزة العمرانية، فضلاً عن خروج النائب ببيانات أو تصريحات تشير إلى تقدمه بطلبات إحاطة دون أن يتقدم فى كل مرة.
مُدهش أن تجد النائب تامر الشهاوى عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، بعد أربعة سنوات من العمل البرلمانى، لا يستمع لكل ذلك، كلما ردده مُقرب أو ناصح أو مُراقب أو مواطن من أهالى دائرته، ولا يكترث إلا بعدد "اللايكات" على صفحته على "الفيس بوك" الذى يقدم نفسه عليها بصفة الخبير، أو بعدد مشاهدات ظهوره فى التلفزيون.