طارق عبدالجابر: "خلاص..مفيش ثورة تانية".. بعثت رسالة لـ"السيسى" عبر السناوى.. والرئيس قال: "لومحتاج علاج هنعالجه..ولو مش معاه ثمن تذكرة العودة ندفعاله"..وقدمت تنازلات مؤلمة من أجل العودة لكنها القناعة

خلال 3 أعوام تنقل طارق عبدالجابر بين عواصم شتى، ومواقف سياسية متباينة، بدأت بالوقوف على منصة رابعة، وأمام كاميرات فضائيات أسطنبول، وانتهت بإعلان الندم، وطلب السماح له بالعودة إلى مصر بوعد من رئيس الجمهورية الذى كان يصفه هو قبل نحو عامين بما لم يقله مالك فى الخمر، لكن تبقى عودة طارق عبدالجابر تكتسب أهميتها باعتبارها حالة العودة الوحيدة من أسطنبول إلى القاهرة بعد أن ظلت الرحلة دائمًا خلال الأعوام القليلة التى تلت 30 يونيو فى اتجاه القاهرة - أسطنبول، وفى سياق الحوار التالى يكشف «عبدالجابر» كواليس الخروج والعودة.. متى قرر طارق عبدالجابر العودة إلى مصر؟ - حسمت قرارى بالعودة إلى مصر منذ مارس 2015 بسبب الظروف القاسية التى رأيت المصريين بعد 30 يونيو يتعرضون لها فى الخارج، رغم أنهم حاصلون على أعلى الشهادات التعليمية، وكان أمرًا صعبًا أن أراهم بهذا الوضع، بالإضافة إلى قسوة الغربة التى عانيت منها، فيكفى أننى أجريت عملية، وظللت داخل المستشفى لمدة شهر ولم يزرنى أحد.

ماذا تقصد بالظروف الصعبة؟ - رغم أننى على المستوى الشخصى لم أكن أعانى من أى صعوبات فى الحياة، لكننى شاهدت مصريين يعيشون مآسى حقيقية، بعضهم لا يجد ثمن الإيجار أو العلاج، وبعضهم لم يكن معه ما يمكنه من دفع ثمن عملية وضع لزوجته، وهذا الوضع كان فى تركيا وقطر وماليزيا والسودان وبلاد أخرى، وليس معقولًا أن تسمح لنفسك بأن تأكل وغيرك لا يجد ثمن قوت يومه.

ألم يكن تنظيم الإخوان يشملهم بالرعاية؟ - ليس كل الذين خرجوا من مصر بعد 30 يونيو ينتمون إلى الإخوان، إنما بعضهم متعاطفون معهم، وهؤلاء من شاهدتهم هناك.

كيف نفذت قرار العودة؟ - بعد مرضى فكرت مع نفسى، وتوصلت لقرار بضرورة العودة حتى أموت فى بلدى، وأدفن فيها، وشجعنى على هذا القرار مجموعة من أصدقائى فى أمريكا وفى مصر، ونصحونى بأن أبدأ فى هذه الخطوة، فبدأت التواصل مع بعض الأصدقاء الإعلاميين فى مصر، وأحدهم قال لى: «لابد أن تدفع الثمن، وتقدم تنازلات مؤلمة حتى تعود»، وبالفعل قدمت هذه التنازلات، لكن عن قناعة، وبعدها أجريت مداخلة مع الإعلامى جابر القرموطى، وأعربت خلالها عن رغبتى فى العودة إلى مصر، ثم مداخلة أخرى مع إيمان الحصرى، وبعدها تواصل معى الإعلامى أحمد موسى، وأجريت مداخلة معه، وأجريت اتصالات مع عدد كبير من الإعلاميين فى مصر.

من هم أبرز الذين ساعدوك فى تنفيذ قرار العودة؟ - تواصلت مع سليمان جودة، وبعثت له برسالة فنشرها بالنص، وبعدها تواصلت مع عماد الدين حسين، فتحمس للفكرة، وأبلغنى أنه التقى مسؤولًا أمنيًا كبيرًا أثناء حضوره افتتاح أحد المشروعات مع الرئيس، وطرح عليه الفكرة وأقنعه بها، وكتب بعدها مقالًا كان له تأثير كبير، ثم طرح علىّ أحد الزملاء أن أتواصل مع عبدالله السناوى، وبالفعل تحدثت معه، وكنت منهارًا بشدة، وكان موقفه مشرفًا، حيث قال لى بالنص: «سأقف معك إلى النهاية، فقلت له إن لدى رسالة للرئيس السيسى أريد أن أوصلها له، وبالفعل بعثتها للسناوى، وشرحت خلالها ظروفى وحالتى، وأبديت رغبتى فى العودة إلى مصر، وكانت هذه هى نقطة الانطلاق، وبعدها بيومين اتصل بى السناوى، وقال لى: «موضوعك اتحل»، لكننى أود أن أشير إلى أنه فى الوقت نفسه كان هناك إجراء آخر قام به طارق العوضى، المحامى الخاص بى، يتعلق بالجانب القانونى.

هل علمت أن رسالتك وصلت إلى الرئيس؟ - أعلم بكل ثقة أن الرسالة وصلت إلى الرئيس مع الشرح، وكان هناك تعاطف مع حالتى من جانب الرئيس، وبلغنى أنه قال: «لو طارق عبدالجابر محتاج علاج سنتكفل بمصاريف علاجه فى مصر أو فى الخارج، ولو محتاج ثمن تذكرة العودة سندفعها له»، وفى هذه اللحظة بكيت بشدة متأثرًا بالموقف.

قلت إنك حصلت على تطمينات رئاسية قبل عودتك بأيام.. كيف حدث هذا؟ - كان من المفترض أن أعود إلى مصر، لكن هجوم مصطفى بكرى علىّ أصابنى بالارتباك، ووقتها قررت عدم العودة، فقام طارق العوضى بإجراء اتصالات، وبلغه رد من مؤسسة الرئاسة كان نصه: «قولًا واحدًا ينور مصر»، وبسبب هذا التضارب تم تأجيل العودة.

ما حقيقة ما قاله أيمن نور عنك؟ - قلت له أنا أريد أن أشتغل بأى طريقة، ولا أريد أى أموال، ولكن الجلوس فى المنزل شىء سيئ، والإعلامى الذى يجلس فى المنزل بشكل إجبارى يكون ذلك أمرًا سيئًا له، ففوجئت به يقول لى إن باسم خفاجى، رئيس قناة الشرق، صاحبه وإنه سيتحدث معه، وعملت بقناة الشرق، ولم يكن أيمن نور رئيسها آنذاك.

ومن يدير قناة الشرق بشكل حقيقى الآن؟ - لا أعلم، ولكن ما أعلمه أن أيمن نور هو المالك لها.

من يقف وراء هذه القناة الآن، خاصة أنه أثير حولها كثير من الشكوك وحول الممول الفعلى لها؟ - من يقف وراءها هو باسم خفاجى وشركاؤه، وما أعلمه من واقع خبرتى أنه كان هناك خلاف بين الإخوان وباسم خفاجى.

هل كان لباسم خفاجى شركات offshore؟ - كان لديه شركة بالفعل، ولكننى لا أعلم ما إذا كان يعمل فى غسل الأموال أم لا.

ماذا عن الرواتب التى يحصل عليها مقدمو البرامج فى قناة الشرق؟ - ما أعلمه أنه كان هناك مقدمو برامج جدد يتقاضون رواتب أعلى منى.

ما علاقة السلطات التركية بقنوات الإخوان؟ - هى تسمح بفتح القنوات، وهى فى لحظة من اللحظات تغدر بهم، وأحيانًا تغمض أعينها عما تفعله تلك القنوات، ولكن هى فى أغلب الأحيان تغمض أعينها.

كيف كانت تغمض أعينها؟ - الأجهزة الأمنية التركية كانت على وعى بكل ما تذيعه قنوات الإخوان، ولكن كانت تطالبهم بعدم دعم تنظيم «داعش» فى تلك القنوات، لأن تركيا أخذت موقفًا معاديًا لـ«داعش».

هل كانت هناك محاذير إعلامية فى قنوات الإخوان؟ - ألا تقول الرئيس المعزول، أو تقول الرئيس السيسى، أو تنشر مضامين تدعم تنظيم «داعش» لأن تركيا ضد هذا التنظيم.

لكن كانت هناك شخصيات سياسية مصرية فى تركيا لديها فكر متطرف، فهل كان يتم الاتفاق معهم على عدم الحديث عن «داعش» فى قناة الشرق؟ - لا توجد رقابة إعلامية على المضامين التى تنشرها تلك القنوات على الإطلاق، ومن كان يريد أن يقول أى شىء كان يقوله.

هل تتوقع أن تغير شخصيات أخرى مواقفها مثلك؟ - هل لاحظ أحد إجراءات إخلاء السبيل التى صدرت لصفوت عبدالغنى، وعلاء أبوالنصر، القياديين بالجماعة الإسلامية، هما ينفيان أن ذلك جاء نتيجة صفقة، لكن الملاحظ من تدوينات طارق الزمر، وعاصم عبدالماجد يؤكد أن آراءهم بدأت تختلف تمامًا عن ذى قبل.

توجد فى تركيا قيادات بارزة بالتيار الإسلامى، مثل محمود حسين، ومحمد عبدالمقصود وغيرهما، هل قابلت أحدًا منهم، أو كيف يعيشون هناك؟ - أنا لم أزر أى أحد منهم إطلاقًا فى أثناء وجودى بتركيا، ولم أرهم ولا مرة فى تركيا.

إذن من كنت تراهم فى تركيا؟ - كنت أرى حمزة زوبع، وجمال حشمت، ووليد شرابى.

وكيف يعيشون هناك؟ - «ناس كانت تلبس بدل وكرافتات وتضع برفان»، وأمورهم كانت جيدة، وهؤلاء كانوا الأكثر ظهورًا.

هل ترى أن تجربتك يمكن أن تشجع آخرين على العودة؟ - تجربتى فى العودة لمصر ستشجع أناسًا كثيرين على الرجوع إلى مصر، وكنت أتمنى أن تلعب الإخوان أزمتها سياسة، لأنه أصبح هناك رئيس موجود، فلا بد أن تتعامل وفق منطق، فكم سنة ستجلس فى الخارج؟، هل ستجلس 30 عامًا؟، فيجب أن تتصالح مع النفس وتتصالح مع النظام.

هل هذا الرأى يقال هناك؟ - نعم هناك من يناقش ذلك، ويقولون لأنفسهم «خلاص لازم نفكر تانى»، والبعض عندما كان يقول هناك الانقلاب يترنح كان يضحكون، فهل أزمة الدولار ستهدم دولة مثل مصر؟، فنحن لا نتحدث عن نظام ليبيا أو سويا، فالنظام هنا قوى.

متى ترى أن الإخوان سيصلون إلى النتيجة التى وصلت إليها، وهى ضرورة العودة؟ - مصر تحتاج إلى مصالحة وطنية، ومصالحة سياسية، ولكن المصالحة السياسية لها ثمن، حيث إن الطرف الأضعف هو من يدفع الثمن، وأرى أن الطرف الأقوى هو النظام، وهناك ثمن باهظ لابد أن يدفع، ولابد أن نعى المرحلة، والذى يقول إن النظام سيسقط غدًا وهو رجل كذاب، فنحن كل يوم نسمع عن مبادرات، وكنت أتمنى أن يلتقط الإخوان مبادرة سعد الدين إبراهيم الذى لم يذهب لتركيا، بل تمت دعوته للذهاب هناك، ولقاء قيادات الإخوان فى منزل أيمن نور.
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;