بالصور.. بعد ربع قرن على البدء فى ترميمه.. الانتهاء من 80% من الصيانة الخارجية لـ"هرم زوسر" و50% داخليا.. والآثار: مجلس الوزراء يدعم بــ"15 مليون جنيه" والشركة المسئولة تسلمه فى غضون 6 أشهر

عندما تدخل منطقة المريوطية مستهدفا منطقة آثار سقارة وتأخذ طريقا طويلا تمر من خلاله على عدة مناطق منها قرية أبو صير، وبعد أن تتركها بقليل تجد أمامك منطقة الوحدة المحلية.

ثم تنعطف ناحية الشمال وتكمل السير حتى يستوقفك عدد من أفراد الشرطة الذين يقومون بتأمين منطقة سقارة، ووسط ركام الرمال التى هى سمة المكان ووسط مقابر الملوك تجد هرما شامخا مغطى أحد جانبيه بالسقالات وهى التى يصعد عليها المرممون لترميمه وتطويره، استطعنا أن نلتقط عددا من الصور على أرض الواقع.

هرم زوسر أو هرم سقارة أو كما يطلقون عليه الهرم المدرج، معلم أثرى بجبانة سقارة شمال غرب مدينة ممفيس القديمة فى مصر، بُنى خلال القرن 27 ق.م، لدفن الفرعون زوسر، بناه له وزيره إمحوتب، الذى كان المهندس الأساسى للمجموعة الجنائزية الواسعة فى فناء الهرم وما يحيطه من هياكل الاحتفالية.

ويتكون الهرم من 6 مصاطب، ويعد شكلا متطورا هائلا فى تصميم القبور خلال ذلك العهد الذى كان يكتفى بمصطبة واحدة.

ارتفاع الهرم يبلغ ارتفاع هرم زوسر المدرج 62 متر (203 قدم)، مع وجود قاعدة بمساحة 109 ‮×‬ 125 ‮م‬ (358 ‮×‬ 410 ‮قدم‬)، وكان مُغطى بالحجر الجيرى الأبيض المصقول.

تأثر الهرم بزلزال وقع عام 1992 وأثر على بنية الهرم وأدى إلى سقوط أجزاء من مجموعة الجنائزية، ويعتبر موقع المدينة الجنائزية فى سقارة جزءا من المواقع الجنائزية لمدينة منف موقعا للتراث العالمى منذ عام 1979. بعد بدء المرحلة الثانية لترميم وتطوير هرم زوسر - والتى قد توقفت منذ عام 2011 - حيث وافق مجلس الوزراء على تخصيص مبلغ 15 مليونا و398 ألفا و150 جنيها لدعمه ترميمه وتحديدًا بعد تقرير اليونيسكو والصادر فى سبتمبر من نفس العام، الذى يفيد بأن الأوجه الخارجية للهرم تعانى من انعدام الصيانة، إضافة إلى الأضرار التى نجمت عن إزالة الكتل الترابية الأمر الذى أدى لخلق العديد من التجاويف الكبيرة فى عدة مناطق، وظهرت العديد من الكتل معلقة بشكل خطير بدون وجود أى دعائم لحمايتها، ولذلك قامت انفراد بعمل لقاء مع رئيس الإدارة المركزية لمنطقة آثار سقارة.

وقال علاء الشحات، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة آثار سقارةــ إن أعمال الترميم داخل وخارج هرم زوسر مستمر بشكل دورى، حيث مر على بدء التطوير فى المرحلة الثانية حوالى 6 أشهر، تم الانتهاء من 50% من الأعمال. وأوضح علاء الشحات، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" - أنه تم الانتهاء من ترميم عددا من الدرج وهم الدرج الأول والثانى والثالت، خلال المرحلة الولى، والدرج الخامس والسادس وجزء من الرابع، خلال المرحلة الثانية، وبهذا يكون قد انتهينا من 80% من الأعمال الخارجية للهرم، طبقا لتوصيات منظمة اليونسكو، ونقابة المهندسين، لتلافى بعد الأخطاء خلال المرحلة الأولى، وسيتم الانتهاء من الأعمال الخارجية للهرم فى غضون 6 أشهر أخرى. وأضاف علاء الشحات: "أما عن أعمال الترميم والتطوير داخل الهرم والتى يتم العمل بها بالتوازى مع الأعمال الخارجية، فيتم استكمال السقف وبعد جدران حجرة الدفن، بالإضافة إلى ترميم مستويات أو ممرات داخل الهرم، لتقويتها عن طريق تكفية الجدران من الحجر الجيرى لتأمينها وتقويتها، حيث تم الانتهاء من 60% من الأعمال الداخلية". وأشار علاء الشحات، إلى أنه أيضا يتم أعمال الترميم والتطوير بالمقبرة الجنوبية التى تدخل فى أعمال هرم زوسر، حيث يتم العمل على تقوية جدران المقبرة لأن معطم هذه الجدران منحوتة عن طريق الطفلة لسهولة نحتها، كما يتم تنظيف ورفع أعمال الرديم الداخلية لسهولة العمل بالهرم.

جدير بالذكر أن مجلس الوزراء وافق على تخصيص مبلغ 15 مليونا و398 ألفا و150 جنيها لدعم ترميم وصيانة الهرم المدرج "زوسر"، بعد أن توقف العمل فى ترميم وصيانة هرم زوسر منذ 2011 وتحديدًا بعد تقرير اليونيسكو والصادر فى سبتمبر من نفس العام، الذى يفيد بأن الأوجه الخارجية للهرم تعانى من انعدام الصيانة على مر القرون، إضافة إلى الأضرار التى نجمت عن إزالة الكتل الترابية، الأمر الذى أدى لخلق العديد من التجاويف الكبيرة فى عدة مناطق، وظهرت العديد من الكتل معلقة بشكل خطير بدون وجود أى دعائم لحمايتها. كما أكد التقرير على وجود بعض المشاكل فى أعمال الترميم، وبعد ذلك ترددت شائعات تفيد بأن الهرم خرج من قائمة التراث العالمى، وبدأت أعمال ترميم بالهرم عام 2006، بعد إسناد المشروع لشركة الشوربجى فى مناقصة بينها وبين شركة المقاولون العرب، على أن ينتهى الترميم عام 2009، إلا أن التخوفات على سلامة الهرم، زادت بعد تقرير اليونيسكو، الذى أقر العديد من المخالفات التى تمت من الشركة، وكانت هذه المخالفات بين مخالفات فنية تتمثل فى استخدام الحجر الجيرى فى سد الفتحات التى ظهرت بجسم الهرم بعد رفع الرديم الذى كان يغطيه والتى أدت إلى تشويه شكل الهرم من الخارج إضافة إلى الأحمال الزائدة التى ضاعفت الحمل على الهرم وأصبحت تشكل الخطر الحقيقى على الهرم.