امتنعت الجماعة الإسلامية، والإخوان، وجموع التيارات الإسلامية فى مصر عن إصدارات بيان نعى للشيخ رفاعى طه قائد الجناح العسكرى للجماعة الإسلامية، والذى قتل أول أمس فى سوريا إزاء تعرض سيارته لقصف جوى.
عدم إصدار بيان نعى لرجل لها علاقات بالتيار الجهادى على مستوى العالم، لم يكن صدفة أو بغير ترتيبات مسبقة، بل جاء بعدما اجتماع قيادات الجماعة الإسلامية داخل مصر عقب إعلان وفاة الرجل، وقرروا عدم نعيه بشكل رسمى لعدم تهيج الرأى العام المصرى ضد الجماعة الإسلامية، وخاصة مع قرارات إخلاء سبيل عدد من القيادات من قبل القضاء خلال الفترة الماضية.
وكشفت مصادر من داخل الجماعة الإسلامية لـ"انفراد" أن الجماعة الإسلامية فضلت عدم اصدار بيانا رغم ما يتمتع به الشيخ رفاعى طه من شعبية ليس داخل الجماعة الإسلامية فحسب بل داخل جموع التيارات الإسلامية وخاصة المحسوبة على الجهاد، بعلة أن الرجل كان فى مهمة بقرار شخصى منه ولم يكن فى مهمة بتكليف من مجلس شورى الجماعة الإسلامية.
وأوضحت المصادر لـ"انفراد" أن هناك حالة من الغضب الشديد انتابت القاعدة العامة للجماعة الإسلامية إزاء تجاهل الإعلام الإخوان مقتل الرجل واكتفىت فضائيات الجماعة بنشر الخبر.
وعن عدم إصدار الجماعة الإسلامية بيان نعى لشيخ رفاعى طه، قال الدكتور كمال حبيب الباحث فى شئون التيارات الإسلامية:" طبعا هذا أمر غريب حتى ولو كان الشيخ رفاعى مختلف مع الجماعة الإسلامية فى بعض المسائل أبرزها أنه كان يرى أن انتهاج القوة وكان فكره أقرب لفكر تنظيم القاعدة".
وأضاف "حبيب" فى تصريحات لـ"انفراد":"الجماعة الإسلامية لديها تخوف من اصدار بيان نعى لرجل فى الوقت الحالى حتى لا يفتحون على أنفسهم أبواب النار وإثارة التساؤلات عن مقاتليهم فى سوريا" مشيرا إلى أن هناك عددا من أبناء الجماعة الإسلامية قد سافروا إلى سوريا ولعبوا دورا كبيرا فى تأسيس جيش أحرار الشام".
وأكد "حبيب" أن الجماعة الإسلامية تخوفت من إثارة التساؤلات حول الشخصيات التابعة لها وملتحقة فى سوريا حيث كشف ذلك سيكون عبئا عليها فى الوقت الحالى، لافتا إلى أن هناك أفرادا من الجماعة الإسلامية على اتصال بالجبهات الجهادية فى الخارج.
وأوضح أن الشيخ رفاعى طه الذى قتل فى سوريا كان لها اتصال بأغلب الجماعات الجهادية على المستوى العالمى وكان قريبا من اسامه بن لادن وأيمن الظواهرى، مضيفا: "عدم نعى من قبل الجماعة الإسلامية لشيخ رفاعى طه يعتبر موقف سياسى أو صمت سياسى".
بدوره قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن عدم نعى الجماعة الإسلامية لوفاة رئيس جناحها العسكرى بعد انضمامه إلى جبهة النصرة هو خوفا من رد فعل الدولة المصرية ضدهم خاصة أن جبهة النصرة معترف بها دوليا أنها منظمة إرهابية مثل تنظيم داعش.
وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، لـ"انفراد" أن هناك بعض الأفراد فى الجماعة الإسلامية يهربون إلى افغانستان وسوريا ويتدربون على الاعمال الارهابية بمساعدة تنظيمات تكفيرية تتواجد هناك، موضحا أن الجماعة الإسلامية تنكرت لوفاة رفاعى طه خوفا من أن تصطدم بيانها بتوجهات الدولة المصرية وكذلك الدول التى تعتبر جبهة النصرة منظمة إرهابية.
وبدوره تهكم عاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة الإسلامية من موقف الجماعة الإسلامية وجميع التيارات الإسلامية التى أمنتعت عن نعى رفاعى طه، قائلا: "تقولون: مابالهم جبنوا عن نعى شهيدنا.. سبحان الله هل سمعتم أرنبا بريا نعى أسدا".