يعتبر الراحل "عاطف الطيب" هو المخرج الثورى الذى جاءت جميع نهايات أفلامه صادمة ومؤلمة، فقدم الثورة على الظلم ومحاربة الفساد بكل أشكاله، ومن أفلامه ما اعترضت عليه الرقابة، ومنها ما اعترض عليه النظام السياسى مثل فيلمه "البرىء"، واعتبر الكثيرون أفلامه أحد أعمدة سينما الثمانينيات.
عشاق "الطيب" لا يزالون متواجدين يتعلمون من أفلامه ويدرسونها، ومنهم من كرس وقته للبحث عنه داخل هذه الأفلام، فقام المخرج الشاب "عماد مبروك" بصحبة عدد من زملائه بهذه المهمة، وأثبتوا أن "الطيب" ظهر فى جميع أفلامه بأشكال مختلفة، ولقطات بسيطة قد تكون فى البداية أو النهاية أو مع المجموعات.
فنشر "مبروك" عبر صفحته على "فيس بوك" عدة صور للمخرج الراحل فى عدد كبير من أفلامه، قائلا: "كان ولايزال لدى تلك القناعة بأن عاطف الطيب ظهر بشكل جسدى فى كل أفلامه.. فى الألبوم هجيب اللقطات اللى طلع فيها فى كل أفلامه".
ففى فيلم سواق الأتوبيس 1982 ظهر فى الدقيقة 7 و5 ثوانٍ، وكان الفيلم بطولة نور الشريف وقدم دور "حسن"، والذى انتهى بمشهد محاولته إنهاء الفساد والسرقة بطريقته هو عندما طارد اللص من الأوتوبيس إلى الشارع.
فيلم التخشيبة 1984 ولقطة الظهور الدقيقة 58 و6 ثوانٍ، ينظر لنبيلة عبيد وهى تركب سيارة الإسعاف، ويروى الفيلم بإطار متسارع قصة طبيبة تجد نفسها متورطة فى تهمة لا أساس لها من الصحة، بعد حادث سير بسيط تترتب عليه مصائب لم تتوقعها تمامًا، بطولة أحمد زكى ونبيلة عبيد.
كما ظهر فى فيلم ملف فى الآداب 1985 فى الدقيقة 9 و31 ثانية، يمر إلى جوار صلاح السعدنى وينظر لليمين ثم يعبر الطريق ويقف مع بعض الناس.
وأيضا فى فيلم البدرون 1987 لقطة الظهور ساعة و11 دقيقة، يمر بجوار ممدوح عبد العليم بعد خروجه من المسجد.
وفى فيلم ليلة ساخنة 1995 ولقطة الظهور ساعة و38 دقيقة و50 ثانية، يخبط لبلبة فى كتفها وينظر سريعًا لها، وتدور أحداث الفيلم حول سعى سائق تاكسى خلال ليلة رأس السنة فى جمع مصاريف العلاج للمستشفى فيقابل أثناء عمله امرأة تسعى لترميم البيت من خلال بيع جسدها، تنتهى بهما الأحداث بمقابلة جماعة إرهابية وحقيبة مليئة بالأموال تصبح من نصيبهما.
فيلم الغيرة القاتلة 1982 لقطة الظهور 36:35 بجوار نور الشريف وهو يجرى، وتدور أحداث الفيلم حول صديقين يشعر أحدهما أن الآخر متفوق عليه، لذا فهو حانق وغيور، ينجح فى إيهام صديقه أن زوجته على علاقة بآخر تدب الغيرة فى قلب الزوج، ويقرر قتل زوجته وتتضح الحقيقة عندما يحاول الهرب ويعترف للزوج بجريمته فيعتذر لزوجته، وتنفسخ العلاقة للأبد بين الصديقين.
فيلم البرىء 1986 لقطة الظهور 01:16:49، والفيلم جرىء يحمل أكثر من فكرة واحدة، يتحدث الفيلم عن الحرية بمعناها الشامل، وذلك عن طريق إظهار لمحات من الفساد السياسى فى مصر بعد سياسة الانفتاح، وبالتحديد خلال فترة ما سميت بانتفاضة 17 و18 يناير 1977.
كما ظهر فى فيلم كتيبة الإعدام 1989 لقطة الظهور الدقيقة 26 و22 ثانية، وتدور الأحداث فى مدينة السويس، أثناء حصار السويس فى أكتوبر 1973، راح العدو الإسرائيلى يجمع المعلومات عن رجال المقاومة الذين رفضوا هجر المدينة، وعن طريق أحد عملاء العدو الإسرائيلى عرفوا أن سيد الغريب هو الرجل الذى جمع حوله أبطال المقاومة، فوضعوا خطة للتخلص من سيد وابنه والآخرين معه ولم يبق حيا سوى حسن عز الرجال، لكن الشبهات تحوم حول حسن فيتهم بالتواطؤ مع العدو الإسرائيلى لقتل سيد وابنه، والاستيلاء على المبلغ الضخم لمرتبات قوات الجيش المصرى.
وفى فيلم "ضد الحكومة" عام 1992 فى الدقيقة 13 و40 ثانية، بطولة أحمد زكى، وتدور أحداث الفيلم عن محامٍ يقوم برفع قضية ضد وزراء فى الحكومة نتيجة اكتشافه أن أوتوبيس رحلات أطفال يتعرض لحادث مع قطار يتسبب فى وفاة العديد من الأطفال.
وظهر فى فيلم "إنذار بالطاعة" عام 1993 لقطة الظهور الدقيقة 23 و26 ثانية، ويتناول الفيلم قصة حب رومانسية بين شاب وفتاة لا يستطيعان الزواج بسبب الظروف المادية ويقرران أن يتزوجا عرفيا بحضور الأصدقاء كشهود على ورقة العقد.
يذكر أن "الطيب" ولد فى 26 ديسمبر 1947 - 23 يونيو 1995 وترك إرثا فنيا مثيرا للجدل، حيث قدم 21 فيلما فقط من الأعمال التى صنفت ضمن أفضل ما أنتجته السينما فى تاريخها، وهى الأفلام التى رصدت سنوات الظلم التى عاشها الشعب المصرى بل المواطن البسيط، ورأى كثيرون أن أفلامه كانت أشبه بناقوس خطر، ومفجرة للثورات، وأنه بعد كل فيلم كانت تحدث حالة جدل واسعة فى وسائل الإعلام والوسط السينمائى، حتى إنه أصبح مفجر الثورات السينمائية، إذ تحدث دائمًا مناقشات وأزمات بعد كل عمل سينمائى له.