مع انتهاء دور الانعقاد الرابع لمجلس النواب، فتش النائب تامر الشهاوى فى دفاتره القديمة لكى يقدم لأبناء دائرته "مدينة نصر" كشف حساب عما قدمه طيلة السنوات الأربع الماضية، خاصة أننا مقبلون على دور الانعقاد الأخير، ويريد أن يجد لنفسه مبرر أمام ناخبيه ليطلب منهم إعادة انتخابه مرة أخرى، لكن لم يجد النائب أى شئ فى سجله البرلمانى يتفاخر به أمام الدائرة، فأدخل نفسه فى العديد من المعارك "الفيسبوكية" على أمل أن يكسب من خلالها تعاطف أبناء الدائرة.
لا يخلو يوم من تويتة أو بوست للنائب تامر الشهاوى على حسابه بموقعى فيس بوك وتويتر، مرة للاشتباك مع أشخاص وأخرى مع إعلام، والهدف واضح وهو التغطية على كشف حسابه الفارغ تحت قبة البرلمان، فمن خلال تتبع ورصد قمنا بها طيلة الأيام الماضية لنشاط الشهاوى فى مجلس النواب طيلة دور الانعقاد الأربع الماضية وجدنا السبب الذى دفعه إلى اختلاق معارك "فسيبوكية" مع الجميع وعلى رأسهم وسائل الإعلام.
فطيلة أربع سنوات تحت قبة البرلمان لم يتم تسجيل حضور النائب فى 244 جلسة عقدها البرلمان سوى فى 61 جلسة فقط.. نعم 61 جلسة فقط، أى أنه تغيب عن حضور 183 جلسة، حتى فى الجلسات التى حضرها كان يأتيها متأخراً، بما يؤكد أن الشهاوى كان يتعامل مع مجلس النواب على أنه مجرد استراحة يقضى به بعض الوقت فقط.
وحتى نكون أكثر دقة، فمن خلال رصدنا وجدنا أنه في دور الانعقاد الأول، تغيب النائب في 31 من أصل 57 جلسة تم عقدها، وفي دور الانعقاد الثاني تغيب عن 43 جلسة من أصل 64، وفي دور الانعقاد الثالث تغيب عن 55 جلسة من أصل 66، والغريب أنه فى هذا الدور تأخر في 9 جلسات من أصل 11 جلسة حضرهم، أي أن النائب لم يحضر سوى جلستين فقط في ميعادهما، وفي دور الانعقاد الرابع تغيب في 54 جلسة من أصل 57 جلسة، وتأخر في جلسة من الثلاث جلسات التي حضرها.
قد يبرر النائب هذا الغياب المريب عن حضور جلسات مجلس النواب وأداء مهامه البرلمانية، أنه مشغول بمشاكل الدائرة والنواب الذين يمثلهم تحت القبة، وهنا تأتى المفاجئة الكبرى، فبعد البحث والتقصى ومن واقع نشاط النائب نفسه سواء المنشور على صفحته بموقع فيس بوك أو من واقع أوراق مجلس النواب، سنجد أنه طيلة السنوات الأربع الماضية لم يسجل أسمه فى أوراق البرلمان سوى ثلاثة مقترحات فقط، الأول مشروع بقانون لحماية الحيوان، ومع كل تقديرنا لهذه القضية المهمة، إلا أن الحياة دائماً ما ترتب طبقاً للحاجات والأولويات، فمن المؤكد أن مشاكل مدينة نصر التي يمثلها النائب لم تنته كلها ولا يتبقى إلا مشاكل الحيوان، أما الاقتراح الثاني فكان أكثر غرابة، وخصوصاً أنه كان يتعلق بأزمة واقعة في دائرة البساتين التي لا ينوب عنها ولا يمثلها، أما الاقتراح الثالث فكان بخصوص قانون ملاحقة الجرائم الإلكترونية.
هذا هو كشف حساب النائب تامر الشهاوى تحت القبة بالأرقام، التى يخجل النائب من إعلانها، لكننا نضعها أمامه وأمام أبناء دائرته، الذين وقعوا ضحية لبوستاته وخناقاته "الفيسبوكية".
الغريب أيضاً فى أمر النائب تامر الشهاوى أنه أعتبر مؤخراً الإعلام أحد معاركه التى ربما يحقق من خلاله الشهرة التى تغطى على أرقامه "المخزية" تحت القبة، لكنه وقع فى الفخ الذى أراد نصبه للإعلام، ففى حين طالب بإصلاح الإعلام، لم يحتمل الشهاوى أن يمارس الإعلام دوره فى مراقبة أداء النواب وهو منهم لأدوارهم البرلمانية، وسرعان ما أعلن رفضه لممارسة الإعلام حريته في النقد واستخدم أدواته المهنية في إطلاع الرأي العام على ما قدمه النائب تحت قبة البرلمان، لأن الإعلام كشف حقيقته، فأى إصلاح يتحدث عنه النائب؟.. هل يريد إعلاماً تم تفصيله على مقاسه، يهتم بفراغه ويتجاهل سوئاته، ولا يطاله بما له وما عليه؟.. هل يريد إعلاماً يقدر قيمة الـ«تيكست مورنينج» التى يرسلها صباح كل يوم للصحفيين علهم ينتبهوا لإنجازاته الوهمية التى لا وجود له إلا فى مخيلته فقط؟.. أم يريد صحفيون لا يبخلون عليه بالـ«اللايك» و الـ«شير».؟.