منذ فترة طويلة لم تتفق الجبهات المتصارعة داخل جماعة الإخوان على رأيا واحدا، ودائما يكذبون بعضهم بعض، وتشتعل بينهم الخلافات، إلا أنهم اتفقوا خلال اليومين الحاليين على أمر واحد، ألا وهو مهاجمة زيارة الملك سلمان خادم الحرمين لجمهورية مصر العربية، وكأنهم كانوا متصورين أن السعودية ستدافع عنهم كما تفعل تركيا.
بدأت مهاجمة الزيارة من قبل الإخوان ببيان من جبهة الإدارة الجديدة للجماعة التى يتزعمها محمد كمال، ثم تلاه بيان آخر من الجبهة الثانية التى يتزعمها محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، ثم تلا هذين البيانين عشرات البيانات من قبل الإخوان التى تهاجم الزيارة وتعتبرها غير مفيدة لمصر، خلافا لما أكدوه جميع الخبراء بأن الاتفاقيات السعودية المصرية مفيدة للبلدين ولجميع دول المنطقة العربية.
وعن تصرفات الإخوان الأخيرة، قال هشام النجار، الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى: "ميلشيات الإخوان الالكترونية تقود السوشيال ميديا لتشويه زيارة الملك لمصر" مضيفاً: "فى تصريحات لـ"انفراد": "أولاً الزيارة وما تحمله من ثقل ونقلة نوعية للاقتصاد والاستثمار والسياحة والتنمية المصرية سواء من خلال إقامة الجسر وإقامة منطقة التجارة الحرة فى جنوب سيناء وتمكين البلدين من الاستفادة من ثرواتهما على البحر الأحمر من خلال ترسيم الحدود، مضافاً إليه ما نتج عن ترسيم الحدود فى البحر المتوسط والاتفاقيات التى دشنتها مصر مع اليونان وقبرص وتوقع وصول مصر فى سنة 2020م لأقوى دول المنطقة نفوذاً واستقرارا اقتصاديا بالاكتفاء الذاتى من الطاقة وتصدير الغاز الطبيعى لأوربا من خلال خط تصدير يمر باليونان وقبرص فضلاً عن المراكز المتقدمة التى يحرزها الجيش المصرى فى تصنيفه".
وأضاف "النجار":"هذه النجاحات يراها الإخوان فى غير صالحهم حيث اعتمدت إستراتيجيتهم طوال الفترة الماضية على إفشال النظام وإسقاط الدولة اقتصاديا وتثوير الشارع انطلاقا من مشاعر السخط الشعبى على نظام فاشل غير قادر على إنهاض البلد والتقدم بها إلى الأمام".
وتابع: "يعمد الإخوان وكتائبهم الإلكترونية إلى التركيز على تحويل أية نقاط نجاح تحسب فى إنجازات المسار الحالى إلى علامات ومؤشرات فشل وتفريط فى السيادة المصرية، لدرجة إحرازهم بعض النجاح فى تحويل قناعات الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعى من قناعة الانطلاقة المصرية القوية نحو بناء شرق أوسط قوى ومتماسك ومواز لشرق أوسط الغرب المفتت الضعيف، من خلال ما تقوم به مصر على شاطئى المتوسط والبحر الأحمر إلى قناعة أن الدولة والنظام يبيعان ثرواتهما وممتلكات مصر مقابل المعونات والمال، مما يؤدى لتشويه أى نجاح وتقدم فى مسار مشروع "الشرق الأوسط الجديد الغربى" الذى قادته الولايات المتحدة والغرب وصولاً لأن تصبح إسرائيل هى القوة الأكثر نفوذاً وقوة فى المنطقة وليست مصر".
وقال "النجار": "لذلك ما ترتكبه الكتائب الإلكترونية للإخوان من حماقات سعياً لإفشال أى إنجاز، وأى تقدم وتشويه ما تقوم به الدولة من محاولة امتلاك أدوات نفوذها وقوتها فى المستقبل القريب يصب تلقائياً فى صالح المشروع الغربى؛ خاصة وأن هناك وثيقة أمريكية عن الدراسات المستقبلية، وعن شكل القوى العالمية فى عام 2020، وفيها دراسة منفصلة عن مصر كعنصر مستقل حيث بحلول عام 2020 ستصبح مصر من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعى فى المنطقة، من حقولها الجديدة فى البحر الأبيض المتوسط وشرق الدلتا المصرية، وهذا يفسر كثير من الأحداث والمواقف الغربية المناهضة لمصر طوال الفترة الماضية بتوظيف بعض القضايا الفرعية وبعض الأوراق، التى من ضمنها للأسف ورقة الإخوان ورغبتهم فى الثأر من النظام السياسى الحالى".
وأضاف "مع العلم بأن تصريحات الرئيس الراحل عبد الناصر بشأن الجزيرتين كانت نتيجة الصراع السياسى والخلافات بين السعودية والنظام الناصرى، ويومها وظفت السعودية الإخوان فى صراعها مع النظام السياسى المصرى، واليوم عندما تطلبت مصلحة الإخوان تشويه التحالف الإستراتيجى المصرى السعودى لجأت إلى تصريحات عدوها اللدود عبد الناصر التى قيلت فى ظروف استثنائية ولأغراض سياسية معروفة.. وهذا يدل على أن الإخوان يدورون حول مصلحة التنظيم فحسب".
وبدوره أكد خالد الزعفرانى القيادى السابق بجماعة الإخوان، ان تصرفات الإخوان خلال زيارة الملك سلمان لسعودية تصرفات خاطئة ضد مصلحة الأمة العربية والأمن القومى العربى.
وقال "الزعفرانى" فى تصريحات لـ"انفراد": "من مصلحة المنطقة العربية أن يكون هناك تحالف بين مصر والسعودية لكن الإخوان ترفض هذا التقارب مما يعنى أن الجماعة عضت الأيدى التى امتدت لها".