يواصل الخبراء الروس اجتماعاتهم والمناقشات البحثية مع الخبراء المصريين فى مجال المفاعلات النووية بجامعة الإسكندرية؛ اليوم الأحد، لبحث الأساليب العلمية لإنشاء المفاعل النووى المصرى بالضبعة، وخلال فاعليات اليوم الثانى من فاعليات "يوم المفاعلات النووية" بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية لطرح العوامل الأساسية التى سيقوم عليها إنشاء المفاعل النووى الصرى.
مواصفات المحطة النووية بالضبعة
وأكد الدكتور عبدالحميد الدسوقى، نائب الرئيس التنفيذى لهيئة المحطات النووية، إن العمر التشغيلى للمفاعل المصرى الذى سيتم تشغيله بالضبعة سيكون عمره 60 عامًا، مشيرًا إلى أن المحطة تتكون من أربع وحدات، وستكون محطة روسية بمتطلبات أوروبية.
وأضاف، خلال كلمته بأسبوع المفاعل النووية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، المحطة تتكون من أربع وحدات من طرازvver1200، الروسى من الجيل الثالث المطور بقدرة 1200 ميجا وات، وبإجمالى 4800 ميجاوات للوحدات الأربع.
وأشار إلى أنه لابد من أخذ كل الدروس المستفادة من حادثة فوكوشيا اليابانية فى الاعتبار ووجود محطة مرجعية، تطبيق الأكواد والمعايير المصرية والدولية فى تصميم المحطة، نقل التكنولوجياـ يتحمل الوعاء الخؤسلنى للمفاعل اصطدام طائرة وزنها 400 طن، وبسرعة 150 متر/ثانية دون تأثير على سلامة المفاعل.
وأوضح، أنه تم توقيع مع الجانب الروسى عقد الدراسات المساحية والهندسية لموقع الضبعه، ولا تزال المفاوضات جارية مع الجانب الروسى لحل بعض النقاط الفنية والمالية والقانونية.
خبير روسى: المحطة النووية بالضبعة تساعد مصر على الارتقاء جيوسياسى
بينما أكد فلاديمير ارتسوك، مدير معهد إعداد الكوادر والخبراء التابع لشركة روس توم المتخصصة فى المفاعلات النووية، أن المحطة النووية التى سيتم إنشاؤها فى مصر ليس هدفها توليد الكهرباء فقط، إنما لرفع مستوى الدولة فى كافة المجالات التعليمية والاجتماعية والجيوسياسية.
وأضاف، فى تصريحات صحفية لـ"انفراد"، على هامش "يوم المفاعلات النووية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، أن التكنولوجيا النووية جعلت من روسيا دولة عظمى ودفعها نحو التقدم، ويتم استدعاؤها فى كافة الاجتماعات الدولية مع قادة العالم بسبب مكانتها فى مجال المفاعلات النووية، موضحاً أن مجال المفاعلات النووية هى فرصة للدول أن تغير من وضعها الجيوسياسى.
وأشار إلى أن القاعدة العلمية الموجودة فى مصر، وعلى سبيل المثال فى قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، هى مجال خصب لتنمية كوادر علمية فى القريب العاجل تهتم بمجالات المفاعلات النووية.
وزارة التعليم الروسية توفر فرص تدريب للطلاب المصريين
وأوضح، أن وزارة التعليم الروسية قدمت فرصًا للطلاب المصريين ووفرت جميع الظروف التى تقدمها للطلاب الروس لدراسة المفاعلات النووية والمجالات العلمية، مشيراً إلى أن عدد الخبراء يصل إلى 80 متدربًا فى المحطات الروسية ممثلين من هيئات المحطات النووية، بينما الطلاب عدد قليل فى روسيا لأن مدة التدريب تصل إلى 3 أسابيع، وهو تدريب فى المحطات والمفاعلات النووية .
وأضاف أنه سيكون هناك اتفاقية لانتداب الطلاب المصريين للتدريب والعمل فى روسيا لمدة 5 سنوات على الأقل، ودراسة المجالات العلمية والنووية، وهو تدريب مقسم إلى مرحلتين؛ الأولى ستكون نظريًا فى مصر، والجزء الأخير يكون فى روسيا للتدريب العملى، مطالبًا الطلاب بتعلم اللغات الأجنبية العديدة، لأنها تساعد على رفع كفاءة الخبراء واحتكاكهم مع العديد من خبراء العالم.
خبير روسى يؤكد: عوامل الأمان مرتفعة فى مفاعل الضبعة
أكد ديمترى براتشوك، خبير فى عوامل البيئية للمفاعلات النووية الروسية، أن المفاعل الذى سيتم إنشاؤه فى الضبعة أمن تماماً من تصريف الحرارة والتسريبات الإشعاعية والكوارث الطبيعية مثل الزلازل .
وأضاف، خلال كلمته بيوم المفاعلات النووية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، أن هناك إدارة كاملة للحوادث وكيفية التعامل معها مهمتها إدارة المفاعل فى حالة الحوادث وكيفية التعامل معها، موضحاً أن المفاعل مؤمن بالكامل ضد سقوط طائرة ثقيلة على الإنشاءات، وهو دليل على عدم تسريب أية إشعاعات إلى خارج المحطة .
استخدام تنقية الصرف الصحى لتبريد المفاعلات على أحدث الأساليب
ومن جانبها قالت تتيانا بلاستيكا، خبير إدارة عوامل الأمان بالطاقة النووية بروسيا، أن روسيا لديها خبرة كبيرة فى عوامل الأمان فى المحطات النووية بروسيا وجميع المحطات التى تشرف عليها فى العالم.
وأضافت خلال كلمتها، أن المشرفين الروس سيقوموا بتنقية مياه الصرف الصرف واستغلالها بطريقة مثلى وتنقيتها حسب الوائح والقوانين التى لا تضر بالبيئة، لأن المفاعلات النووية تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء فى الاستخدام وتبريد المفاعل بشكل دورى.
وأكدت، أن المخلفات الإشعاعية التى سيتم إنتاجها من المفاعل هناك فريق مخصص مهمته التخلص من المخلفات الضارة؛ للتخلص منها ودفنها بمناطق بعيدة وتطبق كافة المعايير البيئية فى استخدامها طبقًا للمواصفات العالمية.
وأوضحت، أن المحطات النووية تديرها شركات ومؤسسات نظيفة من الناحية النووية لإزالة العوادم المضرة للبيئة، وتزيد من تركيز نسبة الأكسجين فى الجو على عكس ما يتوقع البعض.