آلاف الأقباط يطلبون البركة من القديس برسوم العريان.. ابن الصوم الذى أبعد بصلواته شرور الحيات والأفاعى اجتمع الناس حول ديره بحلوان.. الانبا بيسنتي يترأس الصلوات والمستشفى تفتح أبوابها لكل المصريين

على أصوات الابتهالات والترانيم، يترأس الانبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة كل صباح، صلوات القداس الإلهي بدير الانبا برسوم العريان بحلوان طوال أيام الاحتفالات التي تستمر لمدة 20 يوم وتنتهي الأسبوع المقبل، إذ يتوافد مئات الأقباط يوميا لزيارة الدير تحت حراسة مشددة من الشرطة التي كثفت تواجدها عبر بوابات أمنية خارجية وتركت مهمة التفتيش بالداخل للكشافة الكنسية كعادة الاحتفالات الديرية. الأنبا برسوم صاحب الدير، من قديسى القرن الثالث عشر الميلادى، لم يكن راهبًا ولا كاهنًا، ولكنه عاش حياة النساك يصنع المعجزات ويربت بصلواته على قلوب المتألمين، بعد أن جاء كثمرة لصلوات أبيه وأمه فأطلقا عليه "برسوم" أى "ابن الصوم"، حيث ولد عام 1257 م لأبوين من الصالحين، فقد كان والده يسمى بالوجيه مفضل، وكان يعمل كاتمًا لأسرار الملكة شجرة الدر ومن حاشيتها. قبيل الخامسة مساء، وقفت سيدة من الزوار مع ثلاث من بناتها أمام كنيسة الانبا برسوم الأثرية وهي ترتل بحماس " ظهرت بركاتك وقوة شفاعاتك فى عديد معجزاتك عريان هو اسمك برغم ثياب برك يسوع هو سترك، وعلى الناحية الأخرى كان الشمامسة يستعدون لبدء دورة الصليب التي يحملون فيها ايقونات القديس الانبا برسوم، والصلبان فى السماء، يجوبون به الدير، البخور يتصاعد ويلتحم بأمنيات الناس فى الشفاء وطلبات الشفاعة،والبركة تحل على الأجواء، أمام الشمامسة يسير الكهنة يمسكون بالمباخر يغلفون أيقونات القديس الذى تزين بعبارة" الرب نورى وخلاصى مما أخاف، الرب حصن حياتى مما أرتعب"، وهو يرتدى جلد الماعز على جسده النحيل كناسك لم يطلب من الدنيا شيئًا، فمنحه الناس لقب برسوم العريان. فى مزار الأنبا برسوم بالدير، تجد أيقونة أثرية قديمة تحمل صورته وهو يرتدى جلد الماعز على جسده ينظر لزواره ويعدهم بالشفاعة والاستجابة، وأمام المزار ينهمك الزوار فى الصلاة يكتبون له الرسائل ويطمعون فى البركة والشفاء، أم عادل تصلى له وهى تبكى أن يشفى زوجها من السرطان، أما ماريان فتتضرع أن يهبها الله ذرية صالحة هى زوجها ميخائيل، بينما تكتب مارينا له طلباتها في ورقة يستقبلها الشمامسة فى السلة المعدة لذلك، وعلى اليسار يشعل آخرين الشموع له وهم يرددون مديحه "السلام للأنبا برسوم تفسيرك ابن الصوم، صرت شفيعًا للقوم السلام لك انبا برسوم، ساعدت الضعفاء المرضى والفقراء السلام لك أنبا برسوم". وفى الفناء الخارجى للدير، تجلس نسوة وعائلات أتت من القرى والبلاد المحيطة بمنطقة حلوان، طمعًا فى نيل البركة، المقدسة دميانة التى جاءت من أحد قرى الجيزة افترشت ملاءتها على الأرض وصلت القداس الإلهى فى الصباح وظلت حتى موعد صلاة العشية بالليل، بعد أن جاءت مع زوجة ابنها وولديها تتعكز عليهم وتطلب من الأنبا برسوم أن يشفيها ويشفع لها. أما راهبات الدير، فانشغلن بالخدمة، تلك راهبة تجمع تبرعات لبناء كنيسة جديدة، وثانية تمسك بصندوق النذور، وثالثة تتولى الخدمة فى مكتبة الدير، أما الرابعة فكانت تدير معرضًا لمنتجات الدير الذى تتسع خدماته الروحية والخدمية. الأنبا بسنتى أسقف ورئيس الدير رفع شعار "علمنى الصيد بدلًا من أن تعطينى سمكة"، وقبل خدمة الراهبات المكرسات منذ سنوات طويلة فتحول الدير إلى منظومة للعمل الخدمى، تخدم شعب المنطقة من الرجال والنساء، فإلى جوار الدير مستشفى الأنبا برسوم العريان الخيرى التى تقدم خدماتها للمسلمين والأقباط على حد سواء وتضم أقسامًا للعيادات الخارجية والعلاج الطبيعى والصحة النفسية وعلاج الإدمان وتجرى فيها العمليات الجراحية برسوم مخفضة، كذلك هناك حضانة تخدم أطفال المنطقة، ودار لخدمة المسنين والمسنات، وبيت للرحلات والمؤتمرات وبيت لخدمة المكفوفين وأخر لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة. إلى جانب ذلك، فإن دير الأنبا برسوم يضم مشغل لتطريز الملابس الكهنوتية وستائر الكنائس ومشغل للمصنوعات الجلدية وأخر للتريكو ومرسم للأيقونات القبطية ومشغل للملابس الحريمى والرجالى وأخر لتفصيل الملاءات ومشغل للعب الأطفال ومزرعة ماشية تنتج اللبن والجبن والزبد، بالإضافة إلى ورش فنية متخصصة فى النجارة تنتج غرفا للنوم والمطابخ إلى جانب دكك الكنائس ومستلزمات العمل الكنسى. ويقول القمص إبرام ميخائيل، وكيل إيبراشية حلوان: "فى عمر صغيرة، فقد برسوم أبيه، ثم ماتت أمه، واستولى خاله على الميراث، ولأنه كان زاهدًا لا يطلب من الدنيا شيئًا رفض مقاضاته وتفرغ للعبادة وعرف طريقه إلى الله خارج مدينة الفسطاط عاصمة الفاطميين آنذاك، حيث سكن مغارة فى الجبل لمدة خمس سنوات يصوم ويصلى بلا انقطاع، كما تذكر المراجع القبطية سيرته". ويضيف ميخائيل : للأنبا برسوم قصة شهيرة مع الثعبان الذى فقد على يديه سميته حتى صار صديقًا له، حين أرشده الله للصلاة بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة، إذ كان بالكنيسة مغارة يسكنها ثعبان ضخم منع الناس من الصلاة بالكنيسة، حاول القديس أن ينزل المغارة فمنعه خدام الكنيسة خوفًا عليه، فصلى إلى ربه ودعاه أن يستجيب وهو يردد آية الكتاب المقدس "تطأ الأفعى والحيات، وتدوس الأسد والتنين". ويتابع قائلا : كان القديس الأنبا برسوم يقيم بكنيسة أبي سيفين بحلوان، حتى أمر الحاكم وقتها بإخراجه منها وأودعه رهن السجن والاعتقال، وأمر الحاكم بإيداعه دير شهران وهو الدير الذى يعرف باسمه اليوم، فأقام هناك بعيدًا عن أعين الناس بين قباب الكنيسة وكان مواظبًا على الصلاة والصوم ليل نهار يجلس على التراب يحتمل حر الصيف وبرد الشتاء، وظل فى الدير حتى أكمل جهاده وسعيه فى الإيمان واختاره ربه فدفن فى مزاره الأثرى هناك إلى جانب الكثير من الأساقفة المدفونين هناك". ونوه وكيل إيبراشية حلوان ، الى أن البابا كيرلس الخامس كان يزور الدير كثيرا فى حياته ويتبارك به، ومر على الدير اثنان من الأساقفة الأنبا بولس والأنبا بيستنى أسقف ورئيس الدير الحالى ، الذى شهد الدير فى عهده نهضة رعوية وروحية كبيرة، وتحولت نهضة الدير إلى احتفالات روحية خالصة حيث الغيت المراجيح وكافة مظاهر الموالد الشعبية".


























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;