فى عام 2014 سافر مسعد أبو فجر إلى إنجلترا فى زيارة كانت مليئة بالغموض، خاصة أن سفره جاء بناء على دعوة تلقاها من سيدة إسرائيلية تحمل الجنسية البريطانية ومتزوجة من بدوى سيناوى، واستضافته فى منزلها، وخلال هذه الزيارة توثقت علاقة أبو فجر بعدد من المسئولين الإسرائيليين.
بعد خمس سنوات من هذه الزيارة، جاء الوقت للكشف عن تفاصيل ما دار بها، فهى كانت جزء من مخطط تم وضعه لمسعد أبو فجر، ليكون أحد دعاة فصل سيناء عن مصر، والذى تأكد من خلال ظهوره فى فيديو قبل عدة أيام عبر صفحته بموقع فيس بوك موجها خلاله رسالة إلى من أسماهم بأصدقائه فى اليسار الإسرائيلى، قائلا لهم: "أتمنى من الأصدقاء فى اليسار الإسرائيلى أن ينتبهوا لهذه الرسالة.. هناك من يلعب داخل دولة إسرائيل وداخل الشعب الإسرائيلى.. حلف نتنياهو مع السيسى خطير جداً على دولة إسرائيل، اليسار الإسرائيلى عليه مسئولية، فما يحدث فى سيناء اليسار الإسرائيلى مسئول بصمته عنه.. إخواننا فى بئر السبع عليكم ترجمة هذا الفيديو بالعبرانى، ويوضع على شبكات التواصل فى إسرائيل لأن هذه رسالة للمجتمع الإسرائيلى".
نعم هذه هى الحقيقة المؤكدة أمام الجميع، فالأديب والناشط السيناوى، مسعد أبو فجر، الذى أختار أن يكون خنجر فى خصر الدولة المصرية، ظهر مستغيثًا بالمجتمع الإسرائيلى، داعياً إسرائيل إلى التدخل فى سيناء، كاشفاً عن وجهه الحقيقى الذى كان يخفيه لسنوات طويلة، فما هو إلا أحد دعاة الهدم، وفصل سيناء عن الدولة المصرية، وتحقيق حلم طالما راود أقطاب الصهيونية الدولية بفصل سيناء عن مصر وضمها لدولة إسرائيل الكبرى.
مسعد أبو فجر، الذى طالما قدم نفسه على أنه يسارى ومثقف، هو أحد دعاة التدخل الإسرائيلى فى مصر، وقبل هذا الفيديو كانت له مواقف شبيهه تغزل خلالها فى قدرات إسرائيل وجيشها، ففى 2007 أصدر رواية "طلعة البدن"، أستغلها لمهاجمة الدولة المصرية، وفى نفس الوقت الإشادة بإسرائيل وبفترة احتلالها لسيناء، جعلته محل هجوم غالبية المصريين، وفى المقدمة منهم أهالى سيناء الذين أعلنوا تبرءوهم من هذا الناشط "الإسرائيلى الهوى"، خاصة أنه فى هذه الرواية المشبوهه أشاد بما أسماه "إنسانية الجيش الإسرائيلى فى معاملة أهل سيناء مقابل وحشية الجيش المصري!"، وكأنه يحاول أن يمرر للمصريين ولساكنى سيناء رسالة خبيثة بأنهم تحت الاحتلال الإسرائيلى سينعمون بالرخاء، متناسياً أن أهالى سيناء بعد نكسة 1967 كانوا فى ظهر الدولة المصرية، وأعلنوها صراحة أن سيناء جزء أصيل من مصر.
نسى أو تناسى أبو فجر ما فعله كبار سيناء فى مؤتمر الحسنة الذى عقد عام 1968، حينما حاول الإسرائيليين تحريض أهالى سيناء على الاستقلال بها، والإعلان عن دولة سيناء وحشدت إسرائيل فى سبيل ذلك كل طاقاتها لتحقيق حلمها فى نزع سيناء من مصريتها وعروبتها، وسعيا وراء الهدف التقت جولدا مائير وزيرة الخارجية وموشية ديان وزير الدفاع فى إسرائيل آنذاك، عددا من مشايخ سيناء وأغدقوا عليهم بالهدايا والأموال لإقناعهم بفكرة تحويلها إلى دولة مستقلة، وفى 31 عام 1968 أعدت إسرائيل عدتها لإعلان سيناء دولة منفصلة وحشد ديان وزير الدفاع عدته، وبدأت الطائرات فى نقل الطعام ومصورى وكالات الأنباء وعشرات القنوات العالمية وكبار القيادات فى إسرائيل إلى مكان التجمع بمنطقة الحسنة، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة وعقد مؤتمر الحسنة وتجمع مشايخ سيناء جميعاً وحضر موشى ديان الذى اقتنع تماما بأن سيناء ستكون منطقة دولية، ولأنها واقعة تحت الاحتلال، فإن السيطرة والقرار ستكون فى اليد الإسرائيلية، وأتى ومعه أشهر مخرج إيطالى فى ذاك الوقت لكى يكون الخطاب مذاعا ومسموعا للعالم أجمع، ووقع الاختيار على الشيخ سالم الهرش ليتحدث باسم قبائل سيناء، الذى قالها أمام كل العالم "أنتم تريدون سيناء دولية.. يعنى أنا دلوقتى لو جعلت سيناء دولية هاتحطوا صورتى على الجنيه السيناوى"، فأجاب ديان بابتسامة مهللة وكأنه يقول "بالطبع"، وإذا بالشيخ سالم يقول: "أؤكد لكم أن سيناء مصرية وستظل بنت مصرية 100% ولا يملك الحديث فيها إلا الزعيم جمال عبد الناصر وكانت الصاعقة التى نزلت على الوجوه الصهيونية وما كان من موشى ديان إلا أن أطاح بالمنصة وما عليها ليعود إلى بلده "وقفاه يقمر عيش".
نسى أو تناسى أبو فجر التاريخ المشرف لأهالى سيناء، وعاد اليوم ليطرح نفس ما كان يخطط له ديان ورفقاؤه، ومحاولاً إعادة تقديم نفسه مرة أخرى لإسرائيل حكومة وشعباً، على أمل أن يحظى بدعمهم المالى والأدبى أيضاً، فهو منذ صغره يراوده حلم الارتماء فى أحضان الدولة الإسرائيلية، وحينما فشلت روايته "طلعة البدن" فى تحقيق هدفه منذ 2007 وحتى الآن، لم يجد أمامه من طريقه سوى التوجه مباشرة إلى المجتمع الإسرائيلى عبر فيديوهات متغزلاً فيها بإسرائيل، وكأنه عالماً بخبايا ما يخفيه القدر لإسرائيل، وناصحاً الإسرائيليين بأن يكونوا خلف اليسار ومنع تأييدهم لرئيس الحكومة الحالى بنيامين نتنياهو.
حب إسرائيل ليست التهمة الوحيدة المرتبطة بمسعد أبو فجر، الذى لفظه أهل سيناء والإسماعيلية التى أختارها فترة مقراً لإقامته، فهو أحد رافعى راية فصل سيناء عن مصر، على أمل تحقيق المخطط الصهيونى القديم بضم سيناء إلى دولة إسرائيل الكبرى، للحفاظ على أمن واستقرار إسرائيل، وهو ما ظهر من أحد فيديوهاته التى بثها عبر صفحته بموقع فيس بوك مساء 27 سبتمبر الماضى، قال فيه أن "اذا كان نتنياهو اليوم يقدم كلام لم يرد أبدا فى تاريخ إسرائيل، أن المسئول إذا كان فاسدا لا تتم محاسبته طالما أنه فى السلطة، هذا الكلام خطير جدا على المجتمع الإسرائيلى، لأن هذا سوف يحول دولة إسرائيل إلى دولة شبه شرق أوسطية مثلما تحدث يهود باراك سابقا".
الحقائق كلها تؤكد أن أبو فجر لم ولن يكون أديباً ولا ناشطاً سياسياً، بل يستحق عن جدارة لقب "خائن"، والأدلة كما سبق جاءت على لسانه، وبفيديوهات موثقة على صفحته، فمن يروج لاحتلال أجنبى لبلده ما هو إلا خائن، ومن يتغزل فى العدو ليس إلا خائناً لوطنه.. ومسعد أبو فجر منح نفسه لقب "الخائن".