أعلن مرصد الأزهر للإسلاموفوبيا استمراره فى رصد أخبار الصحف الغربية بعد أحداث بروكسل حيث بدأ ذلك الأسبوع الثانى، ولاحظ التقرير الثانى الذى صدر عن المرصد صباح اليوم ارتفاعا نسبيا للإسلاموفوبيا مطالبا عقلاء العالم بالوقوف وقفة رجل واحد ضد ما وصفه بالسلبيات التى زادت أضعافا كثيرة خلال السنوات الماضية، وذلك إعمالًا للمبدأ الإنسانى العام الذى يقرره القرآن بقوله: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" وهو المبدأ الذى حاول شيخ الأزهر التأكيد عليه خلال كلمته أمام البرلمان الألمانى.
ووصف بيان المرصد الإعلام الغربى والعالمى بالقاصر الذى يكيل بمكيالين فقلما نجد من ينتقد ويوبخ هؤلاء الذين يقومون بجرائم كراهية ضد المسلمين –فقط لمظهرهم أو اسمهم الذى يدل على أنهم مسلمون- فى حين أنهم أولى بتسليط الضوء عليهم إذ هم من يعطون للمتطرفين الفرصة لجذب عدد جديد من المؤيدين بحجة أن الغرب وأمريكا يضطهدون المسلمين.
وأضاف البيان: من المظاهر التى يجب على الإعلام الغربى والعقلاء جميعًا التصدى لها ما نشره عدد من الصحف العالمية حيث قام شاب متطرف كاره للإسلام وللمسلمين بدهس سيدة مسلمة تعانى من إعاقة فى العاصمة البلجيكة بروكسل؛ حيث انتشر مقطع فيديو على شبكة الانترنت لحادثة عنصرية احتوت على قدر كبير من الفظاعة فى العاصمة البلجيكية فى حادثة دهس لإحدى النساء المسلمات التى تعانى من إعاقة. وذكرت الإندبندنت البريطانية بأن الشاب الذى صدم الشابة المسلمة لم يتوقف عقب الإطاحة بها أرضا، بل التقط صورة "سيلفى" لها وهى مطروحة أرضًا، حين حاصرته قوات الشرطة كى تقوم باعتقاله. كما أوقفت الشرطة البلجيكية، متظاهرين من اليمين المتطرف فى بروكسل، بعد احتدام المواجهات بحى "مولينبيك" بين قوات الأمن وشباب من الحى الذى تقطنه أغلبية من المسلمين. وكانت السيدة المسلمة تحاول التقاط صورا لاستعراض سيارات أطلقها يمينيون متطرفون، تنديدا بهجمات بروكسل الأخيرة، حين دهسها الشاب.وقد ازدادت حدة الخوف من الإسلام فى الآونة الأخيرة بعد أحداث بلجيكا وفرنسا، طبقا لماذكرته الإندبندنت.
وانتقد المرصد الرئيس الأمريكى باراك أوباما حين قال أن الإسلام فى إندونيسيا ينتقل تدريجيًا من مرحلة الإسلام الوسطى إلى مرحلة الإسلام المتطرف حيث لاحظ ارتداء العديد من النساء الإندونيسيات للحجاب، وتساءل المرصد: فهل أصبح الحجاب الإسلامى فى حد ذاته مظهرا من مظاهر التطرف والإرهاب؟ هذا ما يجب أن نسأله لأوباما وغيره من السياسيين لأنهم بذلك يشجعون الاعتداء على المسلمات المحجبات بقصد أو بدون.
كما اعتبر المرصد ما قالته وزيرة حقوق المرأة الفرنسية فى حوار إذاعى لها بأن المسلمات اللاتى يرتدين الحجاب "أشبه بالزنوج الأمريكيين الذين دعموا العبودية" أيضا ضمن العنصرية مؤكدا إنها استخدمت لفظًا مهينًا فى الإشارة إلى الأمريكيين من أصل أفريقى. كذلك هاجمت روسينيول دور الأزياء التى تقدم ملابس مخصصة للمحجبات، إذ قالت إنها "تُروج التصالح مع هذا القمع لأجساد النساء". وتعرضت روسينيول لانتقادات واسعة، ودشن حقوقيون فرنسيون وثيقة احتجاجية إلكترونية للمطالبة بإقالة الوزيرة الفرنسية وجمعت الوثيقة المطالبة بإقالتها حوالى 18 ألف توقيع حتى الآن، طبقًا لما نشرته صحيفة (NEWS WEEK). وانتقد رئيس المرصد الوطنى لمناهضة الإسلاموفوبيا، عبدالله ذكرى، تصريحات الوزيرة، وقال إنها "تساعد فى التجنيد لصالح تنظيم الدولة الإسلامية". وأضاف ذكرى أن روسينيول: "وصمت النساء المسلمات، ملقية القوانين العلمانية عرض الحائط بمحاولتها التدخل فى زى النساء".
وطالب المرصد العقلاء بالتصدى لما وصفه بالتصريحات والجرائم التى تندرج تحت الجرائم العنصرية وقال على العقلاء أن يتصدوا لها حتى لا تكون أفعال هؤلاء وأقوالهم مدعاة لانضمام عدد جديد من المتعاطفين مع المضطهدين لجماعات متطرفة تدعى أنها تفعل ذلك نصرة للمظلومين.
وذكر المرصد تحليلا سياسيا لكيفية التعامل مع داعش كان قد أورده موقع Focus Policy In تحت عنوان "ضرب داعش هو بمثابة تغذية لها"، مؤكدا أن التحليلات الأكثر جدية تلك التى تركز على جذور المشكلة أو تلك التى تحاول الخروج عن الوضع التقليدى من خلال التركيز على تجريد داعش من مصادر قوتها.
ووفقا للمرصد، فإن كاتب المقال رأى أن المتابع لقصص تكون تنظيم القاعدة وتنظيم داعش سوف يدرك أن ذلك نتج عن مزيج من وجود حكام مستبدين فى الداخل بالإضافة إلى التدخل الأجنبى.
وأبرز مثال على العنصر الثانى هو ما قامت به بريطانيا العظمى منذ القرن التاسع عشر مع الحرب العالمية الأولى، وانتهاءً بتدخل الولايات المتحدة فى العراق. ولذا فعلينا أن نحاول قدر المستطاع وقف هذا التدخل.