يعد الشلل الرعاش من الأمراض التى يقف العلم عاجزا عن علاجها، نظرا لأنه يصيب مراكز حساسة فى المخ، وهناك مشاهير كثيرون أصيبوا بالمرض لأسباب عجز العلم عن وضع تفسير محدد لها مثل الفنان يوسف فوزى، ومحمد على كلاى، وياسر عرفات، وغيرهم، ولأن الأبحاث لا تتوقف فيحاول العالم حاليا إيجاد طرق لعلاج هذا المرض خاصة مع دخول فئة الشباب من بين الحالات التى تصاب بالشلل الرعاش وليس كبار السن فقط.
وعن أحدث طرق علاج الشلل الرعاش يقول الدكتور "على شلش" أستاذ المخ والأعصاب كلية طب جامعة عين شمس: "يعد كى المخ أو تنبيه عمق المخ من أحدث طرق العلاج التى اتجه لها العالم لعلاج الشلل الرعاش، ويتم إجراؤها فى مصر ولكن ليس بشكل موسع نظرا لارتفاع تكلفتها وعدم ضمها لنظام التأمين الصحى، بالإضافة إلى الشروط الطبية وحالة المريض التى وصل إليها، والتى تحدد إمكانية القيام بالعملية أم لا حتى يحدث بعدها تحسن ملحوظ فى الحالة.
وأضاف "شلش": "اتجه العالم الآن إلى التمارين الرياضية والعلاج الطبيعى كإحدى الطرق الآمنة التى تساعد فى تحسين حالة المريض وتقلل من تدهور حالته الصحية، وأجريت العديد من الدراسات التى أكدت فاعليتها".
ويتابع "شلش": "يحتاج مريض الشلل الرعاش إلى عناية خاصة لمعالجة الأعراض المصاحبة للشلل الرعاش، مثل الاضطرابات الحركية وعدم الاتزان واضطراب النوم، وهناك طرق علاجية دوائية تم إثبات فاعليتها فى تحسين الحالة، وبعض الحالات يتم التعامل معها عن طريق الإجراء الجراحى بسبب عدم قيام الدواء بدوره فى المحافظة على حالة المريض مستقرة، ويكون التدخل الجراحى هو آخر الحيل التى يقوم بها الطبيب لإنقاذ مريضه".
ويشير الدكتور "على شلش" إلى أن هناك علامات تعطى جرس الإنذار للفرد تجعله يتنبأ باقترابه من الإصابة بالشلل الرعاش، وهى:
1. أعراض أولية: وهى الاكتئاب المستمر، تغير المزاج، والإصابة بالإمساك المزمن، والضغط المنخفض باستمرار، وهنا لابد أن يقوم الفرد بالتعرف على أسباب هذه الأعراض وعلاجها حتى يتأكد من عدم حدوثها بسبب بدايات الشلل الرعاش.
2. أعراض حركية: ومنها بطء فى الحركة، ورعشة فى الذراع، خاصة لو كانت الرعشة فى طرف أكثر من الثانى، صعوبة السير فى بعض الأوقات.
ويضيف "شلش": "هناك أمراض تؤدى إلى الإصابة بالشلل الرعاش مثل جلطات المخ، والزهايمر الذى يحدث لكبار السن، الآثار الجانبية لبعض الأدوية، والتهابات المخ، ويصاب الفرد بالشلل الرعاش نتيجة نقص مادة الدوبامين من المخ بالإضافة إلى ضمور بعض الخلايا المخية"، مشيرا إلى أن العلم لم يستطع تفسير هذا النقص أو الضمور أو تحديد أسباب لحدوثه فجأة، لأن هناك أفرادا لدى أجسامهم استعداد للمرض وتعرضهم للتلوث البيئى والمبيدات الحشرية يظهر هذا المرض.
وعن فاعلية زراعة الخلايا الجذعية فى علاج الشلل الرعاش، يقول الدكتور على شلش: "زراعة الخلايا الجذعية من الأحلام التى ننتظرها فى عالم الطب لعلاج الكثير من الأمراض التى أصبحت صعبة وتأخذ فى الانتشار بيننا، ولكن الأبحاث التى تم عرضها حتى الآن لا تؤكد سلامة إجراء هذه العملية لعلاج أى مرض سواء للمخ أو الأورام والسكر والكبد وغيرها، ومن يتحدث عن بعض التجارب التى تم إجراؤها خارج مصر فنشرها فى الجرائد الأجنبية لا يعنى سلامة العملية أو إمكانية تطبيقها على نطاق واسع، فهناك دوريات علمية نشرت الآثار الجانبية التى نتجت عن إجراء حالات قامت بعملية زراعة الخلايا الجذعية وهو ما يجعلنا لا نعتمد عليها إلا بعد تجربتها وإثبات سلامتها للمريض".
ويؤكد زميل الجمعية العالمية لمرضى الشلل الرعاش والحركات اللاإرادية قائلا: "يقوم حاليا قسم المخ والأعصاب جامعة عين شمس بإجراء دراسات خاصة بمصر عن الأسباب الجينية التى تؤدى لمرض الشلل الرعاش، حيث أظهرت التجارب أن احتمالية سبب إصابة الشباب فى عمر مبكر بالشلل الرعاش يعود إلى الجانب الوراثى.
ويستكمل د. على شلش: "قد يتعجب البعض من إصابة بعض الرياضيين مثل محمد على كلاى، ولكن هى نتيجة تحدث بنسبة كبيرة للاعبى الملاكمة بسبب الضربات الثقيلة والخفيفة التى تحدث لهم أثناء ممارستهم لهذه الرياضة، أما الفنان يوسف فوزى فيقال إنه لعب فترة رياضة الملاكمة، وبالتالى تعرضه لضربات الرأس قد يكون السبب وراء إصابته بالشلل الرعاش أو تعرض لهذه الضربات أثناء تصوير أفلامه ومسلسلاته، فهناك حوادث بسيطة تصيب الرأس بخبطات يعتقد الكثيرون أنها بسيطة ولكنها تؤدى إلى الشلل الرعاش فيما بعد".
وعن نسبة الإصابة بالشلل الرعاش فى مصر، يقول الدكتور "على شلش": "لا توجد بمصر أرقام واضحة ولكن هناك دراسات تمت تؤكد أن نسبة الإصابة بالشلل الرعاش فى مصر أعلى من المعدلات العالمية، أى أنها تصيب أكثر من 1% من كبار السن فوق عمر الـ65 وتأخذ فى الانتشار بين الشباب فى أعمار الـ30 والـ40 بسبب تلوث البيئة وتعرضهم للمبيدات الحشرية الكثيرة".