تنطلق، اليوم الأربعاء، جولة جديدة من محادثات جنيف بين وفدى المعارضة والنظام فى سوريا للتوصل لآلية حل سياسى تنهى الحرب الدائرة فى البلاد منذ 5 سنوات، وتبدأ المحادثات عقب الجولة المكوكية التى قام بها المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى مستورا ما بين روسيا وسوريا وإيران وعمان لدفع جميع الأطراف نحو الحل السياسى.
وتنطلق الجولة الأولى للمفاوضات وسط توقعات بجلوس الأطراف المتناحرة للمرة الأولى على طاولة واحدة، وتظل عقبة مصير "الأسد" فى المستقبل هى التحدى الأبرز الذى يواجه المعارضة فى ظل رفض وفد النظام طرح الفكرة وعدم قبول مفاوضات قائمة على اشتراطات.
وتركز جولة المفاوضات الحالية على مناقشة طبيعة الحكم ومبادئ الدستور الأساسية، لكى يتفرغ فى الجولة الأخيرة لوضع الصياغة النهائية لخريطة الطريق التى ستفضى، بحسب ستيفان دى مستورا، لحل الأزمة نهائياً، لكن السياسى المخضرم يواجه عدة تحديات كبيرة، منها الوضع الهش على الأرض، وتطورات معركة حلب التى قالت عنها الخارجية الفرنسية إنها قد تؤدى إلى انهيار الهدنة أو انهيار المحادثات بشكل كامل.
وتتمسك المعارضة السورية برحيل بشار الأسد قبيل الحديث عن أى عملية انتقال سياسى فى البلاد وهو ما ترفضه دمشق وحليفتها روسيا، وقد أكدت مصادر سورية تأخر وصول وفد النظام إلى جنيف فى ظل الانتخابات التشريعية التى تجرى فى سوريا وهى ما وصفتها المعارضة السورية وبعض المسئولين الغربيين بأنها انتخابات غير شرعية، ويعد قبول المعارضة بالتنازل عن شرطها الرئيسى للتفاوض وهو رحيل الأسد انفراجة فى المحادثات التى تبحث الانتقال السياسى وتشكيل هيئة حكم انتقالية وصياغة دستور جديد للبلاد، ولم تتناول وثيقة المبعوث الأممى إلى سوريا عدة نقاط هامة خلال الجولة الأخيرة من المحادثات وهو ما يتطلب وثيقة أشمل وأعم تضع آلية واضحة وشاملة لحل الأزمة السورية التى امتدت لـ 5 سنوات.
ووصلت فصائل المعارضة السورية كافة إلى مدينة جنيف، وتنتظر وصول وفد النظام كى تجتمع كافة الفصائل المعارضة وتحدد آلية التفاوض وبنود الحل السياسى التى سيتم التفاوض حولها مع وفد النظام، فيما تأخر وفد النظام السورى برئاسة بشار الجعفرى فى ذهابه لجنيف بحجة المشاركة فى الانتخابات التشريعية فى سوريا، وهى رسالة غير مباشرة يبعث بها النظام السورى للقوى الإقليمية والدولية حول إمكانية التوصل لحل عبر السبل الديمقراطية.
فيما أعلن نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد، أن دمشق لا تعارض إجراء مفاوضات مباشرة مع المعارضة فى جنيف، إلى جانب عقد لقاءات مع المبعوث الأممى ستيفان دى ميستورا.
وقال المقداد فى تصريحات تليفزيونية، أمس الثلاثاء، إن دى ميستورا كان يصر حتى الآن على أن تجرى المفاوضات بوساطته، إلا أن دمشق لا تعارض إجراء مفاوضات مباشرة، مؤكداً أنه يجب بحث وثيقة دى ميستورا التى تتضمن 12 بنداً خلال المفاوضات المقبلة من أجل بعض التعديلات على هذه الوثيقة وتحسينها.
وقال وزير الخارجية السورى إن دمشق أبلغت المبعوث الأممى الخاص إلى سوريا بأن الحكومة السورية ستكون مستعدة للمفاوضات ابتداءاً من 15 إبريل بسبب إجراء الانتخابات البرلمانية فى سوريا فى 13 إبريل الحالى، مؤكداً أن دمشق تسعى للحوار من أجل إيجاد حل للأزمة فى سوريا.