مع موافقة 13 حزبا على بيان حكومة المهندس شريف إسماعيل فى أول جلسة لمناقشة البرلمان، بدأت عدة تساؤلات تطرح نفسها، عن شكل الخريطة البرلمانية، وإمكانية وجود قوى معارضة تحت قبلة البرلمان خلال الفترة المقبلة، فى الوقت الذى بدأت المعارضة فى البرلمان الحالى تظهر ولكن بصورة فردية من خلال اعتراضات بعض النواب حول قضايا وإجراءات بعينها، ولا توجد معارضة منظمة يقودها حزب أو ائتلاف برلمانى، ومع كل هذا بدأ حزب الحركة الوطنية يتخذ شكل الحزب المعارض رغم صغر كتلته البرلمانية، بعد وضعه شروط لقبول بيان الحكومة، مما يدفعنا للتساؤل عن شكل المعارضة فى البرلمان.
الحركة الوطنية يعارض على استحياء
موقف الحزب كان شديدا من بيان الحكومة ووصفه بالإنشائى وأن الموافقة عليه ستكون موافقة المضطر، وأن 10 وزراء يمثلون عمالة زائدة فى الحكومة، مما جعل الحزب يتخذ موقف الحزب المعارض، فى وقت أكدت جميع الأحزاب أنها وافقت على بيان الحكومة رغم تحفظاتها.
فى هذا السياق، أكد اللواء رءوف السيد، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية- الذى أسسه الفريق أحمد شفيق- أن موقف الحزب من بيان الحكومة لم يكن معارضا أو رافضا للبيان ولكن كنا نسعى لمعرفة الآليات التى ستعتمد عليها الحكومة فى تنفيذ ما جاء من محاور فى بيان حكومة شريف إسماعيل.
وأضاف اللواء رءوف السيد، لـ"انفراد"، أن حزبه لن يكون حزبا معارضا فى البرلمان خلال الفترة المقبلة ونسعى لممارسة برلمانية تخدم المواطن والدلة، مشيرا إلى أهمية أن يعمل الجميع بهذا المنهج تحت قبلة البرلمان.
باحث بمركز الدراسات: المؤشرات الحالية لا تنذر بوجود معارضة
فى سياق متصل، قال الدكتور يسرى العزباوى، رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن المؤشرات الحالية تؤكد أنه لا يوجد معارضة فى البرلمان ولن تكون هناك معارضة بالمعنى الحقيقى خلال الأيام المقبلة، لافتا إلى أنه قد تحدث معارضة لكن حول قضايا ومشاكل بعينها وسُتخلق بناءا على ضغط شعبى كما شهدنا فى موضوع قانون الخدمة المدنية.
وأكد رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للدراسات لـ"ايوم السابع"، أنه لن تكون هناك مواقف معارضة من نواب البرلمان انفسهم لكن اعتراض النواب سيكون ناجم عن ضغط أو غضب شعبى، مشيرا إلى أنه لا يوجد فى الوقت الحالى رأى موحد فى القضايا المطروحة، حتى تحالف 25 – 30 لن يكون له مؤثر وسيكون أدائه شو إعلامى ومهما كانت ممارسته فلن توقف أى قرار فى البرلمان.
وتابع الدكتور يسرى العزباوى، "حتى الأحزاب التى يمكن أن تكون معارضة مثل الديمقراطى الاجتماعى فإنها ذات قوة برلمانية ليس لها وجود وتأثيرها ضعيف ومحدود ونوابها غير مؤثرين بل هناك تفتت حول المواقف والقضايا.
تحالف 25 – 30 يسعى لتزعم المعارضين فى البرلمان
من جانبه، أكد خالد شعبان عضو مجلس النواب عن ائتلاف 25 – 30، أن الائتلاف المنضم له يعبر عن مبادئ ثورتى يناير ويونيو ونعبر بموضوعية عن الطبقة العريضة من الشعب فى البرلمان ننادى بالحرية والعدالة الاجتماعية ونقوى الاستثمار الذى يحترم العامل ونكشف أى مخالفات أو فساد ومن هنا ينطلق التحالف وبالفعل سنكون صوت معارض ليس من أجل المعارضة لكن معارضة من أجل ارساء قواعد ومبادئ الثورتين.
وأضاف عضو ائتلاف 25 – 30 داخل البرلمان، لـ"انفراد"، أن ارساء قواعد ومبادئ اهمها "العيش – حرية – عدالة – دولة مدنية حديثة"، وهذه المبادئ تعبر عن قواعد للأغلبية وليس المعارضة، أما شكل التواجد فى البرلمان فيظهر مع الممارسة البرلمانية خلال الفترة المقبلة.
حسن نافعة: المعارضة فى البرلمان الحالى غير مؤثرة
فى سياق متصل، يرى الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، أن الأيام المقبلة ستفرز معارضة حول قضايا ومشروعات قوانين معينة داخل البرلمان لكن السؤال الأهم حول شكل هذه المعارضة وتعريفها، فكل مشروع قانون سيطرح مستقبلا سيكون له مؤيدين ومعارضين وأخرين يمتنعون عن التصويت.
وأضاف حسن نافعة لـ"انفراد"، أن هذه المعارضة لن تكون قادرة على سحب الثقة من وزير أو الحكومة، ومن البداية كان هناك حرصًا على وجود برلمان به اغلبية مؤيدة للحكومة، ورغم أن اغلبية البرلمان مستقلين ولكنهم ليسوا مستقلين عن الحكومة ولا يمكن أن يكونوا معارضين بمعنى الكلمة، وأتوقع أحزاب تأخذ شكل المعارضة مع كل مشروع قانون.