احتلت قضية جزر تيران وصنافير قوائم الأكثر تداولاً ومتابعة طوال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعى، مع حالة الانقسام التى سادت بين مؤيد ومعارض، من الممكن أن نؤكد أن الأمر أصبح "ميكس"، يحتمل كل شىء ونقيضه، وتعمل فيه اللجان الإلكترونية بكل عنف، لتجد مواقع التواصل مغرقة فى دقائق بتدوينات تؤكد أن الجزر حق أصيل وتاريخى لمصر، وبعدها بدقائق أخرى لا ترى على صفحتك الخاصة سوى كل ما يؤكد أن الجزر سعودية بحكم التاريخ والجغرافيا والسياسة.
فتى وتضليل.. ووثائق مزيفة
الأيام الماضية شهدت أحد أكبر موجات "الفتى" عن جهل فى بعض الأحيان، وللتضليل والترويج للأفكار والوثائق المزيفة دون ذكر مصادرها أو أصل معلوماتها فى أحيان أخرى، ووصل حد الجنون بتلك الوثائق المزيفة إلى أدعاء أن تيران وصنافير تقع تحت القيادة الإسرائيلية فى مرة، أو كما روجت له كذباً صفحة "شبكة رصد" الإخوانية، أن الرئيس السيسى باع الجزر بمقابل مادى سنوى، إضافة لتداول وثائق تعود لعام 1928 عن ملكية الجزر دون ذكر أى مصدر لها.
إثارة الفتنة بين الشعبين الشقيقين
لم تخل التدوينات التى تناولت القضية من محاولات مشبوهة لإثارة الوقيعة بين الشعبين المصرى والسعودى بعد تداول عدد من التدوينات لحسابات مجهولة وبعضها مزيف عن سخرية وشماتة بعض المواطنين السعوديين بعد ضم الجزيرتين لها، وبالبحث يمكنك التأكد أن العديد من تلك التدوينات التى انتشرت وأثارت غضب آلاف الشباب غير حقيقية ولم تكتب من الأصل، وبعضها الآخر تنصل منه معظم الأشقاء فى المملكة العربية السعودية بل وهاجموه بكل عنف.
حرب الهاشتاجات تشتعل
حرب الهاشتاجات اشتعلت أيضاً عبر موقع "تويتر"، وكعادة عناصر جماعة الإخوان فى استغلال الأحداث، ويبدوا أنهم لم يقتنعوا حتى اليوم أن "مرسى لن يعود للحكم" وحاولوا الزج بأسمه فى أحد الهاشتاجات، لتكون النتيجة كالعادة بفتح نيران الهجوم عليهم، حتى من الشباب الرافضين لقرار إعادة الجزر للملكة.
وبين المؤيدين والمعارضين احتلت المعركة، أمس الثلاثاء قائمة المواضيع الأكثر تداولاً، ومنها هاشتاج يعنوان " أثق بك يا سيسى"، الذى جمع أكثر من 19 ألف تغريدة.
مطالبات فى الجانبين
المواجهات لم تتوقف عند هذا الحد فتعالت الأصوات المطالبة باللجوء للتحكيم الدولى للفصل فى النزاع بين الدولتين وعدم ترسيم الحدود البحرية ودياً، مطالبين بإجراء استفتاء شعبى على ترسيم الحدود البحرية.
فيما دشن عدد من مستخدمو موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك حملة لجمع توقيعات شعبية لرفض التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير للسعودية، مطالبين مستخدمو "فيس بوك" المشاركة فى الحملة ، وداعمين موقفهم ببعض الأخبار التى توضح وجود خرائط بمكتبة برلين تؤكد مصرية الجزيرتين.
على الجانب اﻵخر هاجم عدد كبير من المستخدمين تلك الفعاليات، مؤكدين أن الجزيرتين ملك للسعودية بالأساس، وأن مصر كانت مكلفة بحمايتهما، وأنها ردت الأمانة للمملكة فور طلبها، قائلين أن تيران وصنافير غير مصريتين، وأن دور مصر انتهى فى حمايتهما والسيطرة عليهما، بحد قولهم.