أسوان قبلة السائحين بالعالم.. المدينة مقصد متميز فى السياحة العلاجية.. الأجانب يحرصون على الاستشفاء بالرمال الصفراء والسوداء.. علاج الصدفية وآلام العظام فى 10دقائق.. والسلطان أغاخان أبرز المعالجين.. ص

تعتبر أسوان واحدة من المدن السياحية البارزة فى مصر، حيث سطع نجمها بين مدن العالم لتصبح قبلة سياحية هامة للأجانب من شتى الجنسيات المختلفة، وأكثر ما يميز أسوان عن غيرها من المدن السياحية الموجودة فى مصر هو تنوعها الثقافى السياحى، فتجدها غنية بسحر الطبيعة وجمال المناظر، بالإضافة إلى احتوائها على المعابد الأثرية والمزارات السياحية المتنوعة حيث السد العالى والحديقة النباتية والمتاحف التراثية، علاوة على الطبيعة النوبية والفلكلور النوبى المميز. "انفراد" قام بجولة داخل مدينة أسوان لإبراز ما بها من تنوع سياحى ، وتحديداً فى مجال السياحة العلاجية التى تعد علامة بارزة يقبل عليها السائحون من شتى بقاع العالم، نظراً لما تمتلكه أسوان من مشتى عالمى وصحى وصاحبة الطقس الجاف على مدار العام سواء فى فصل الشتاء أو حتى فصل الصيف. ومن أبرز مجالات السياحة العلاجية فى أسوان، هو العلاج بـ"الرمال" الصفراء الناعمة التى تستطيع علاج العديد من الأمراض، مما يدفع العديد من المرضى للقيام بحمامات الرمل بالمحافظة، بجانب الحالة المناخية الرائعة لأسوان ، حيث تزيد نسبة الأشعة فوق البنفسجية وتنخفض الرطوبة فى الفترة من ديسمبر إلى مارس من كل عام. وأفضل مثال لمن تم علاجه برمال أسوان، كما يذكر عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين الأسبق، هو السلطان محمد شاه أغاخان الذى كان يعانى من آلام فى العظام، فطلب من الرئيس المصرى وقتها الزعيم جمال عبد الناصر، أن يسمح بدفنه فى رمال منطقة الجبل الغربى وبالفعل وافق عبد الناصر بل وأعطاه قطعة أرض تطل على النيل البديع فى أسوان وأنشأ فيها أغاخان مقبرته حيث دفن فيها مع زوجته. وفى السياق ذاته، يقول خيرى محمد على، رئيس غرفة شركات السياحة بأسوان، إن الرمال لها مكونات خاصة فى أسوان تختلف عن بعضها البعض، كما أنها تتكون من عدة عناصر تشكل مع بعضها البعض مزيجاً يساعد فى علاج العديد من الأمراض الروماتيزمية، وتفيد فى علاج الصدفية وآلام العظام وغيرها من الآلام القوية، مشيراً إلى أن طريقة العلاج بالرمال تتم من خلال دفن المريض فى الرمال ما عدا الرأس ، قبل الشروق أو الضحى وقبل الغروب ، تفادياً لحرارة الشمس فى ذلك الوقت ولمدة تتراوح ما بين خمس إلى عشر دقائق ، ثم يتم لف المريض عقب الخروج من الحمام الرملى وحمايته من أية تيارات باردة مع إعطائه مشروبات دافئة لرفع المناعة مثل القرفة، ويمنع المريض من شرب المياه لمدة لا تقل عن ساعتين، كما يمكن لمريض الجلدية أن يمشى على الرمال الرطبة لمدة ربع ساعة يوميا لمدة تتراوح ما بين الأسبوع والثلاثة أسابيع . وتابع رئيس غرفة شركات السياحة بأسوان، أنه يوجد مركز للعلاج الطبيعى يتخصص فى الغمر فى الرمال فى جزيرة إلفنتين ، حيث يعمل به نخبة من أفضل الأطباء فى هذا المجال، بجانب حمامات السونة والبخار، كما يعد منتجع جزيرة إيزيس من أفضل وأكبر منتجعات أسوان للسياحة العلاجية، حيث يوفر حمامات الغمر بالرمال الصفراء مع الرمال السوداء، ليضمن بذلك نتيجة كبيرة فى علاج الأمراض المختلفة، مضيفا : "وقد أكدت دراسات خرجت من المنتجع أفادت بأن من تعرضوا لحمامات الرمال الصفراء والسمراء تم رفع كفاءتهم المناعية وضبط مؤشرات نشاط الروماتويد وسرعة ترسيب الدم لديهم،حيث حدد المركز مدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع للعلاج . وأشار مصطفى الراوى، من هيئة تنشيط السياحة، إلى أن "الحمام الرملى" أو دفن الجسم فى الرمال هو الطريقة المتبعة منذ عصر قدماء المصريين للاستشفاء، قائلا إنه فى الغالب تبدأ من وقت الضحى وقبل غروب الشمس، حتى يتفادى المريض الأشعة فوق البنفسجية المصاحبة لأشعة الشمس، ويستمر الحمام مدة تتراوح بين خمسة دقائق إلى ساعة تبعاً لتحمل المريض، ويراعى وضع مظلة شاطئ أو غطاء واقى فوق رأس المريض للحماية من أشعة الشمس، كما يجب وجود خيمة أو مكان مناسب لاحتماء المريض به فور الخروج من الحمام الرملى لحمايته من التيارات الهوائية وتغير درجة الحرارة، وينصح بإعطاء مشروب دافئ مقوى لجهاز المناعة مثل: "القرفة والليمون الدافئ والعصائر الطبيعية"، ويمنع شرب الماء البارد لمدة ساعتين ، ويمكن إعطاءه "شوربة" دافئة. ومن الجدير بالذكر أنه بالإضافة للسياحة العلاجية بمدينة أسوان يوجد مركز الدكتور مجدى يعقوب لأمراض وجراحات وأبحاث القلب، والذى يعتبر نموذجًا هاما للسياحة العلاجية منذ إنشائه فى عام 2009 ليكون بحق قبلة لهذه النوعية من السياحة وتمثل أحد مظاهر القوة الناعمة للوطن ، وتساهم فى علاج المرضى مجانًا بدون مقابل بدون النظر لأى اعتبارات أخرى لتثبت مصر دائمًا بأنها غنية بعلمائها ومبدعيها والذين كان لهم أكبر الأثر فى أن تكون أم الدنيا والقلب النابض للحضارة الإنسانية.