يشهد مشروع الصرف الصحى بالعطوانى بمركز إدفو شمال أسوان حالة من الانهيار حيث يعانى أهالى العطوانى بإدفو من كثرة طفح الصرف الصحى بالشوارع مما يعرض المنازل للانهيار فضلا عن غرق الزراعات المتاخمة لأحواض الصرف الصحى شرق إدفو، حيث انهارت جسور وسواتر هذه الأحواض منذ أيام.
ويعد مشروع الصرف الصحى بالعطوانى من أقدم مشاريع الصرف الصحى التى دخلت قرى محافظة أسوان تم إنشاؤه بواسطة منحة أوروبية منذ عشرين عام تقريبا وتسلمته الحكومة، ولكن نظرا لعدم الإحلال والتجديد من قبل شركة مياه الشرب والصرف الصحى تحول المشروع لخطر يهدد المساكن والمنشآت والزراعات وينذر بتلوث مياه الشرب وتفشى الأمراض.
بداية يقول المهندس "عبد الراضى سليم" المدير التنفيذى والاستشارى لجمعية تنمية المجتمع بالعطوانى. إن مشروع الصرف الصحى تم إنشاؤه عام 1997 كمنحة من هيئة دانيدا الدنمركية بالتعاون مع أهالى العطوانى وجمعية تنمية المجتمع بالعطوانى بتكلفة بلغت 2مليون جنيها وقتها.
ولكن منذ إنشاء مشروع الصرف الصحى بالعطوانى لم تطرأ على مكونات المشروع الرئيسية أى عمليات تأهيل أو تطوير أو رفع كفاءة، حيث يحتاج المشروع بشكل عاجل لعملية إحلال وتجديد واسعة لمحطة المعالجة وأحواض الترسيب لاستيعاب كميات الصرف الصحى.
وأشار المهندس " عبد الرضى سليم " إلى تفشى الأمراض بين الأطفال وكذلك انتشار مرض الفشل الكلوى بين أهالى العطوانى المجاورين لمحطة الرفع.
وحدوث تصدعات وانهيارات ببعض المنازل بالعطوانى بالمنطقة المجاورة لمحطة الرفع نظرا لقلة كفاءة طلمبات الرفع وعدم تطويرها وأن بيارة الرفع للتجميع لا تستوعب مياه الصرف الصحى الناتجة من قرية العطوانى، بالتالى يحدث طفح داخل المنازل والمدارس والوحدة الصحية.
وطالب المدير التنفيذى لجمعية تنمية المجتمع بالعطوانى الجهات المختصة بالدولة بإحياء مشروع مزرعة الغابة الشجرية شرق العطوانى للاستفادة من مياه الصرف الصحى المعالج بدلا من إهدارها وإجراء التوسعات والاستصلاح الأزمة للأراضى لإنشاء مشروع قومى زراعى بأشجار سريعة النمو والإنتاج، لتدر دخلا على الدولة وتوفر فرص عمل لائقة للشباب حيث أنه يوجد نحو ألف فدان بالإضافة إلى شبكة كهرباء كاملة ومحول كهربائى من الخطة الاستثمارية للمحافظة بالتعاون مع جمعية تنمية المجتمع بالعطوانى.
مؤكدا على أن انهيار جسور محطة الصرف الصحى شرق العطوانى تسبب فى تسرب مياه الصرف الصحى لترعة وادى عبادى ومنها لمصارف الصرف الزراعى، الذى يصب فى نهر النيل بالقرب من مرشح مياه العطوانى مما يهدد بتلوث مياه الشرب.
ولفت المهندس عبد الرضى سليم إلى بوار المئات من الأفدنة الزراعية وتلف المحاصيل الخاصة بأهالى العديد من قرى شرق ادفو وأكد على تعرض الأهالى والمزارعين لخسائر فادحة بسبب عدم صيانة مشروع الصرف الصحى بالعطوانى.
ويشاركه الرأى " محمد أحمد " من أهالى إدفو بأن جزءا كبيرا من قرية العطوانى لم ينتفع بمشروع الصرف الصحى حتى اليوم، وأضاف أنه لا توجد صيانة دورية وتنظيف للغرف والمناهيل بالشوارع، مؤكدا على ضرورة تغيير الخطوط الرئيسية، وكذلك الوصلات الفرعية لتصبح بأقطار أوسع مما هى عليه لتستوعب كمية الصرف الناجمة عن الزيادة المضطردة فى السكان.
ويوضح " حسين عبد الله " من أهالى إدفو شرق، أن أكثر المناطق تضررا من انفجارات الصرف الصحى بالعطوانى هى منطقة الوحدة الصحية، حيث أن هذه المنطقة تشهد بشكل أسبوعى طفح لمياه الصرف وغرق الشوارع المحيطة بالوحدة الصحية بالعطوانى والمشكلة مستمرة، مما أدى لانتشار الحشرات، مؤكدا على أن الأهالى قاموا بعمل حواجز ترابية لحماية منازلهم للتخفيف من الكارثة.
ويضيف "إبراهيم محمود" من أهالى إدفو أن كثرة طفح الصرف الصحى بناحية العطوانى وتهالك الخطوط لم تسلم منه لا المساكن ولا حتى الزراعات، وأدت كثرة تجمعات الصرف الصحى بالشوارع لتآكل البنية التحتية وسوء حالة الطرق والشوارع.
وأكد أن مشروع الصرف الصحى بالعطوانى افتقر لأى عملية رفع كفاءة ولم تتغير طاقته لتتناسب مع الزيادة السكانية والتوسعات العمرانية وأصبحت المواتير ضعيفة لا تقوى على الضخ وأحواض المعالجة تآكلت وانهارت حواجز أحواض الصرف شرق العطوانى أكثر مرة أدى لغرق الزراعات وتكبد الأهالى لخسائر جسيمة.