يعد محصول القمح من أهم السلع الاستراتيجية نظرا لاستخدامه فى إنتاج الخبز المدعم وتقوم هيئة السلع التموينية بوزارة التموين والتجارة الداخلية بتوفير كميات الٌقماح المخصصة لإنتاج الخبز سواء من الأقماح المحلية او من خلال الاستيراد من الخارج، ونظرا لأن كميات القمح المحلى لا تكفى احتياجات المواطنين تلجأ هيئة السلع إلى طرح مناقصات عالمية للتعاقد على شراء الأقماح بصفة مستمرة لتأمين مخزون استراتيجى طوال الوقت، حيث تستورد وزارة التموين من 5 ملايين إلى 6 ملايين طن قمح سنويا فى فحين يستورد القطاع الخاص أيضا ما يقرب 6 مليون طن قمح لاستخدامهم فى صناعة الحلويات والمكرونة والدقيق الفاخر وغيرها من الصناعات الأخرى.
رحلة استيراد القمح من الخارج حتى دخوله البلاد تخضع لعدده عوامل لضمان الحصول على أقماح جيدة ومطابقة للموصفات القياسية بداية من طرح الهيئة العامة للسلع التموينية مناقصات عالمية وتقدم وكلاء لشركات العالمية للمناقصة لتوريد الأقماح لصالح الهيئة، حيث يتم الحصول على أفضل العروض سواء من ناحية جودة القمح، أو الأسعار المقررة وفقا لنوعيات الأقماح الموردة من بلاد المنشأ ويتم الحصول على القمح من العديد من الدول مثل أمريكا وروسيا وفرنسا وأوكرانيا واستراليا وكندا واكرانيا وكزاخستان والمانيا.
بمجرد الإعلان عن طرح مناقصة يتقدم العديد من وكلاء الشركات العالمية بعروض عن مواصفات الأقماح التى تطلبها الهيئة وأسعارها ، وعقب فض المظاريف وترسيه عطاء المناقصات على الشركات الموردة، تستغرق رحلة دخول الأقماح البلاد من شهر ونصف إلى شهرين، على حسب المسافة بين الموانئ المصرية ودولة المنشأ المورد منها القمح ، منها فترة حوالى 7 أيام لكتابة وتوثيق لاعقود ، وأسبوعين لشحن القمح من دولة المنشأ الى الميناء التابعة لنفس الدولة الموردة ، ثم حوالى أسبوعين رحلة ابحار القمح عن طريق البحر حتى وصولها الموانئ المصرية ثم بعد ذلك تفريغها من الموانئ ودخولها البلاد بعد التأكد من كافة الاشتراطات والمواصفات وجودة الأقماح من الجهات المعنية .
تستقبل الأقماح المستوردة من خلال 6 موانئ مصرية، هما "الدخيلة والاسكندرية وبورسعيد ودمياط والسويس وسفاجا"، ويتم استقبال القمح بكل ميناء وفقا لأقرب مسافة بين الدولة الموردة للقمح والموانى المصرية ، فالنسبة لموانئ الدخيلة والاسكندرية وبورسعيد ودمياط يتم توريد الاقماح المستوردة عن طريقهم، إلى محافظات الدلتا والقاهرة والجيزة وأن هذه المحافظات يمثلون حوالى 70% من سكان مصر، بينما يتم توريد الاقماح من ميناء السويس الى محافظات مصر الوسطى مثل بنى سويف والمنيا والفيوم والوادي الجديد بينما يستقبل ميناء سفاجا القمح المورد من بلاد استراليا والارجنتين وأحيانا أمريكا ويتم توريده لمحافظات الصعيد لقربها من هذه الميناء .
"كثرة كميات الأقماح المستوردة لصالح هيئة السلع التموينية يتطلب بأن يكون المركب المحملة للأقماح المستوردة لا تقل حمولاتها عن 60 ألف طن نظرا لارتفاع تكاليف النقل ، "هذا ما أكده الدكتور نادر نورد الين مستشار التموين لهيئة السلع التموينية سابقا"، لافتا الى انه بمجرد دخول الاقماح المستوردة الى الموانئ المصرية تقوم 3 جهات بالحصول على عينات من القمح المستورد وتحليله للتأكد من مطابقته للمواصفات القياسية ، حيث يقوم الحجر الزراعى بتحليل عينة والـتأكد من خلوها من الحشائش الضارة أو غير المألوفة التى قد تصيب الزراعات ، فيما تقوم وزارة الصحة بتحليل عينة أيضا والـتأكد من خلوها من أي امراض تصيب الانسان أو الحيوان، فيما تقوم هيئة الرقابة على الصادرات والواردات أيضا بتحليل عينة والتأكد من مطابقة الأقماح المستوردة للمواصفات القياسية ووفقا للشروط المقررة وانه خلال 48 ساعة تظهر التنجية وعند التأكد من جودة العينات وخلوها من أى إصابات يتم السماح بدخول الإقماح إلى البلاد .
وأكد نادر نور الدين "إنه عقب السماح لدخول الأقماح البلاد فانه يتم توريده الى المطاحن أو الصوامع وفقا لبرامج تحددها هيئة السلع التموينية ،حيث يوجد بعض الصوامع داخل 4 موانئ هما الدخيلة والاسكندرية ودمياط وسفاجا وغالبا يتم تفريخ الأقماح بمهما ،فى حين لا يوجد صوامع بموانئ السويس وبورسعيد ويتم تفريغ هذه الأقماح من هذه الموانئ عن طريق أسطول سيارات ويتم ارسال الأقماح أما الى المطاحن مباشرة او تخزينه داخل الصوامع وفقا لبرامج الوزارة وقت توريد الاقماح لافتا الى أجمالى الأقماح المستوردة من الخارج تقرب من 12 مليون طن سنويا منهم حوالى 6 ملايين طن يتم استخدامهم فى انتاج الخبز المدعم وباقى الكميات لحساب القطاع الخاص لإنتاج المكرونة والمخبوزات وغيرها من الصناعات الأخرى.