أجرى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حوارا مباشرا مع سكان روسيا، اليوم 14 أبريل، حيث يعتاد بوتين إجراء حوار كل عام بداية من 24 ديسمبر عام 2001، وتلقى رئيس الدولة وقتها 400 ألف سؤال، واستغرق الحوار المباشر السابق بين الرئيس بوتين وسكان روسيا فى 16 أبريل 2015، ثلاث ساعات و57 دقيقة رد خلالها بوتين على 74 سؤالا.
أما اليوم رد الرئيس الروسى بكل صراحة على شعبه فيما يتعلق بالأسئلة المتعلقة بالسياسة الداخلية والخارجية لروسيا، حيث استمر الحوار المباشر بين الرئيس بوتين وسكان روسيا مدة 3 ساعات و39 دقيقة، حيث أجاب على حوالى 80 سؤالا.
الاقتصاد الروسى
وفى بداية الحوار أعرب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن أمله بأن يعود الاقتصاد الروسى إلى النمو من جديد اعتبارا من السنة القادمة، 2017، مشيراً إلى أن العام الحالى 2016، سيشهد انخفاضا فى حجم الناتج المحلى الإجمالى فى روسيا بنسبة 0.3%، إلا أن السنة القادمة، 2017، ستصبح مرحلة لاستعادة النمو بمعدل 1.4 بالمائة، حسب تقديرات حكومية.
وأضاف الرئيس الروسى أن ملامح تحسن الوضع الاقتصادى نلمسها من الآن، حيث هبط معدل التضخم من 12.9 بالمائة على أساس سنوى، العام الماضى، إلى أقل من 9 بالمائة فى الربع الأول من السنة الجارية.
كما لفت رئيس الدولة الروسية إلى أن البطالة فى البلاد تبقى على مستوى منخفض جدا حسب المعايير الدولية، إذ لا يتجاوز 5.6 بالمائة من عدد القادرين على العمل.
أما احتياطات روسيا النقدية الدولية من الذهب والعملات الصعبة فبلغت 387 مليار دولار فى الآونة الأخيرة بعودتها إلى مستوى العام 2014، أى قبل انهيار أسواق النفط العالمية، على حد قوله.
وشدد بوتين على أن الآلية الرئيسية الكفيلة بإعطاء دفعة قوية لحركة الاقتصاد الروسى وضمان تنميته الديناميكية المستدامة تكمن فى تغيير بنيته الجارى الآن من خلال تطوير قطاعات الصناعة التحويلية باستخدام التكنولوجيات العالية.
الرحلات الجوية لمصر
وأكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن السلطات الروسية والمصرية تسعى إلى تأمين الرحلات الجوية من وإلى مصر.
وأوضح الرئيس بوتين فى إشارة إلى توقف الرحلات الجوية من روسيا إلى مصر، بعد حادث تحطم طائرة إيرباص 321 التى كانت تقل السياح الروس العائدين من مصر إلى وطنهم فى عام 2015، أنه علينا والسلطات المصرية أن نجد طريقة لتفتيش المسافرين وأمتعتهم، وغذاء ركاب الطائرات، وتوفير الخدمات الفنية للطائرات، لنجعل سفر مواطنينا آمنًا.
وأشار بوتين إلى أنه لم يتم إيجاد الطريقة الكفيلة بتأمين الرحلات بعد، مؤكدا أن رجال الأمن الروس والأصدقاء المصريين يعملون على حل هذه المسألة، مضيفاً لا يحق لنا فى هذه الحالة، إلا أن نقول للناس إن السفر إلى هذا البلد أمر خطير.
تركيا صديق لروسيا
وأعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن روسيا تعتبر تركيا بلدا صديقا، على الرغم من وجود مشاكل مع بعض السياسيين فيها.
وقال بوتين: "لدينا مع جيراننا، بشكل عام، علاقات جيدة جدا، ونفس الشيء مع تركيا، التى نعتبرها بلدا صديقا والشعب التركى صديقا للشعب الروسى، وسنقوم ببناء علاقات جوار طيبة مع تركيا، بكل التأكيد. لكن لدينا مشاكل مع بعض السياسيين هناك الذين يتبعون سلوكا تجاهنا نعتبره "غير لائق" ونتعامل مع الواقع القائم من هذا المنطلق ولو بهدوء".
وحول إمكانية عودة الحركة السياحية الروسية المنتظمة إلى تركيا قال بوتين إنه "واثق من أن القيادة التركية ستعمل على توفير الأمن للسياح، بما فى ذلك السياح الروس، الذين زار خمسة ملايين منهم العام الماضى تركيا التى تمثل السياحة الوافدة بندا مهما لإيرادات ميزانيتها".
غير أن الرئيس الروسى أبدى شكوكها فى جدية ونجاح جهود القيادة التركية فى توفير الأمن للسياح متسائلا: "هل من الممكن تحقيق ذلك فى ظل استمرار حرب أهلية حقيقية فى جنوب تركيا ووقوع عدد متزايد من الهجمات الإرهابية فى البلاد؟"
وأضاف قائلا إن سبب ذلك يرجع، كما يبدو، إلى كون القيادة التركية تتعاون مع المتطرفين فى البلاد بقدر أكبر مما تعمله للتصدى لهم. لذا نحذر المواطنين الروس من أن الرحلات الى تركيا حاليا خطرة".
علاقته مع زوجته
قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن حياته الشخصية تجرى بشكل مريح بعد طلاق زوجته ليودميلا كما لدى الأخيرة، على حد علمه.
وذكر بوتين أنه يلتقى قرينته السابقة من وقت لآخر، محتفظا بعلاقات طيبة معها، ولاحظ مازحا أن تلك العلاقات ربما أصبحت أحسن اليوم مما كانت فى الماضى، فى اعتقادهما.
وحول خططه الشخصية المستقبلية ومتى سيتعرف المجتمع الروسى على رفيقة جديدة له، قال الرئيس الروسى: إن الوقت لم يحن بعد لذلك، دون استبعاد هذه الإمكانية على الإطلاق.
وجدير بالذكر أن عقد الزواج بين فلاديمير بوتين وليودميلا بوتينا قد تم فسخه فى يونيو 2013، بناء على رغبة الطرفين المتبادلة. غير أن الوالدين لا يزالان يتواصلان فى أمور كثيرة، ولاسيما فيما يتعلق بمساعدتهما لابنتيهما ماريا (من مواليد عام 1985) ويكاتيرينا (عام 1986) فى بناء حياة مستقلة.
فتاة تحرج بوتين
أحرجت طفلة روسية يبلغ عمرها 12 عاما، تدعى فاريا كوزنيتسوفا، الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بسؤال وجهته له أثناء حواره السنوى المباشر مع المواطنين الذى بثته القنوات الروسية، اليوم الخميس.
كان سؤال الطفلة فاريا على الشكل التالى: "إذا أوشك على الغرق كل من بوروشينكو وأردوغان فى آن واحد، فإيهما ستنقذ أولا؟".
فأجاب بوتين، بعد برهة: فاريا، لقد وضعتينى فى موقف حرج، حتى أننى لا أعرف ماذا أقول، وإذا قرر شخص أن يغرق فمن المستحيل إنقاذه، ولكن نحن مستعدون لمد يد المساعدة لأى شريك لنا، إذا كان هو يريد ذلك.