أثارت تصريحات عضو المجلس الاستشارى لـرئاسة الجمهورية التركية، بولنت آرينتش، التى أعلن فيه تعاطفه مع ضحايا حالات الطوارئ فى تركيا، حالة غضب كبيرة بين السياسيين الأتراك، مطالبين بسرعة التحقيق معه.
فى البداية، انتقد بولنت آرينتش، عضو المجلس الاستشارى الأعلى لرئاسة تركيا، الرئيس رجب طيب أردوغان بسبب سياساته الدكتاتورية، حيث عبر "بولنت آرينتش" عن حزنه الشديد بسبب تصاعد أرقام المعتقلين داخل تركيا، وذلك خلال كلمته فى مؤتمر "رؤية تركيا" الذى تم تنظيمها من قبل بلدية مدينة دوزجا.
وبحسب صحيفة زمان التركية، أكد "أرينتش" أنه يشعر بحزن كبير تجاه عشرات الآلاف من المعتقلين والمفصولين من أعمالهم بقرارات حالة الطوارئ مؤكدا ضرورة إيجاد حل عاجل لهذه القضية.
بولنت آرينتش كان قد تسبب فى موجة من الجدل في الشارع التركى، بعدما أوضح أنه يرأف بحال ضحايا مراسيم حالة الطوارئ، كما أعلن أيضا رفضه عزل رؤساء البلديات الكردية المنتخبين بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية.
وفي سياق آخر، أكد مستشار أردوغان خلال كلمته فى المؤتمر، أنه يعارض تحركات رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو ووزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان لتأسيس حزبين مستقلين عن حزب العدالة والتنمية، قائلًا: “إن شاء الله سيتراجعون عن خطئهما".
من جانبها ذكرت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، أن برلمانى سابق عن حزب العدالة والتنمية، شامل طيار، شن هجوما على عضو المجلس الاستشارى لرئاسة الجمهورية، بولنت آرينتش، على خلفية تصريحاته الأخيرة التى أكد فيها تعاطفه مع ضحايا مراسيم قرارات حالة الطوارئ فى تركيا، توضح أن بولنت آرينتش يحاول من خلال تصريحاته تبرئة ساحة حركة الخدمة ومنتسبيها من التهم الموجهة إليهم، داعيًا النيابة والجهات القضائية للتحقيق معه.
وأشارت الصحيفة التركية المعارضة، أن بولنت آرينتش وصف مراسم حالة الطوارئ التى فصلت مئات الآلاف من المواطنين من عملهم وتسببت فى اعتقال عشرات الآلاف، بالكارثية، قائلا إن هناك عدد كبير جدًا من الأشخاص من حولى تضرروا من هذه الفاجعة، أنا أتعاطف معهم وأعتذر لهم.
وأوضحت صحيفة زمان، أن تصريحات آرينتش جعلت وضعته فى مرمىً لانتقادات البرلمانى السابق من حزب العدالة والتنمية شامل طيار، الذى قال فى تغريدة على تويتر: "آرينتش… هذه محاولة لتبرئة ذمة منظمة فتح الله جولن، لذا فإن الموضوع قد خرج من كونه مشكلة داخلية فى حزب العدالة والتنمية ودخل ضمن مهام القضاء.. لذا أدعو المدعين العامين لفتح تحقيق بحقه".
فى ذات السياق، ذكرت صحيفة زمان، التابعة للمعارضة التركية، أن المجلس الاستشارى الرئاسي التركى، اجتمع لمناقشة تصريحات عضو المجلس بولنت آرينتش التي وصف فيها فصل واعتقال الآلاف من المواطنين المدنيين بموجب مراسيم صدرت عن الرئاسة التركية خلال فترة حالة الطوارئ بـالكارثية والمفجعة.
وأشارت الصحيفة التركية المعارضة، إلى أنه قبل الاجتماع، كان الرئيس التركى وصف ما صرح به مستشاره آرينتش بالمؤسف، موضحة أن أرينتش وصف القرارات الرئاسية التي صدرت حلال حالة الطوارئ المعلنة منذ يوليو 2016 ولمدة عامين بفصل واعتقال المئات من الموظفين بالمفجعة والكارثة، لافتًا إلى أنه يتمنى أن تنشق الأرض وتبلعه عندما يرى كبار مسؤولي الدولة المفصولين وهم يعملون في محطات البترول أو مقاهي الشاي أو تذهب زيجاتهم لتنظيف المنازل.