تقع منطقة وادى الحمامات، كما أطلق عليها قديما، فى الطريق الرابط بين مدينة قفط التابعة لمحافظة قنا ومدينة القصير التابعة لمحافظة البحر الأحمر، والذى أطلق عليه قديما طريق قدس الأقداس لمرور ملوك الفراعنة به خلال رحلاتهم لبلاد إفريقيا، والتى تمثل الآن قاعدة منطقة المثلث الذهبى.
ويقول محمد أبو الوفا مدير آثار البحر الأحمر، إن خريطة ترجع لعام 1318 قبل الميلاد توجد فى متحف تورينو الإيطالى، وهى للملك سيتى الأول، توضح جميع المسالك والدروب الجبلية لمناجم الصحراء الشرقية، وتبين من تلك الخريطة أن منطقة وادى الحمامات والتى تمثل قاعدة المثلث يوجد بها 25 منجما من الدهب، وأن الخريطة توضح الطرق إلى 130 منجم ذهب بينهم السكرى.
وأضاف مدير آثار البحر الأحمر لـ"انفراد"، أن طريق وادى الحمامات يعد أقدم وأول طريق فى العالم، وخريطة الملك سيتى الأول هى أقدم وأول خريطة فى العالم، مضيفا أن الفراعنة أول من استخدموا التعدين وأول من قدروا قيمة المثلث الذهبى بما يمتلكه.
وضح أبو الوفا، أن منطقة وادى الحمامات كانت قديما تسمى وادى الحمام أو الحامامات نسبة لوجود نقوش كثيرة للحمام على صخور للمنطقة والتى كانت ترمز إلى السلام.
وأكد أبو الوفا، أن بعض العلماء الأثريين توصلوا أن منطقة وادى الحمامات كانت قديما يتم نقل مرتكبى الذنوب والخارجين على القانون إليها لتشغيلهم فى استخراج الأحجار التى يتم إرسالها إلى مدينة.طيبة لبناء المعابد وهى أحجار البريشا والبخت والجرانيت.
أشار أبو الوفا إلى أن منطقة وادى الحمامات تمتلك 2340 "نقش فرعونى"، معظمها يرجع لسنة 2550 قبل الميلاد، ويمتد الوادى لمسافة 9 كيلو مترات، ويعد وادى الحمامات من ضمن المحطات الثمانية التى كانت تمتد من النيل للبحر الأحمر، والذى كان يستخدمه الفراعنة وصولا للبحر للتبادل التجارى بينهم وبين دول إفريقيا.
واستطرد أبو الوفا: أن المحطات الثمانية التى كان يمر بها الفراعنة قديما على طريق قدس الأقداس الرابط بين قفط والقصير، وصولا للبحر هى كابتوس ووادى معتولة والدوى ووادى الحمامات والسيالة والزرقاء والحمراء والقصير القديمة "ساهو" .
وتابع مدير آثار البحر الأحمر: أن منطقة وادى الحمامات استخدمت فى العصر البطلمى كقواعد عسكرية استراتيجية لحماية الموانئ البحرية على ساحل البحر الأحمر، وكذلك لحماية طريق القوافل التجارية وقاطنى المحطات الثمانية.
وأوضح أبو الوفا، أن فى العصر البطلمى شيدوا آبار بمحطات الطريق الثمانية لقاطنى تلك المحطات، وأنشأوا حماما هناك أطلق عليه حمام كليوباترا كانت الملكة قديما تقوم بالاستجمام فى ذلك المكان.