مصر تحتفل بمرور 15 عقدا من الزمان على افتتاح أهم شريان ملاحى فى العالم.. حفل الافتتاح الأسطورى لقناة السويس حضره 600 مدعو من الملوك والرؤساء.. و1200 خيمة على شاطئ بحيرة التمساح للضيوف

تاريخ مصرى حافل عنوانه «قناة السويس» وعمره خمسة عشر عقدا من الزمان، حيث تحتفل مصر هذه الأيام بمرور 150 عاما على نشأة هذا المشروع القويم العملاق، والذى يعد واحدا من أكبر المشروعات القومية التى أضافت للاقتصاد المصرى موردا من موارد العملات الأجنبية منذ عقود، إلى جانب عوائد القطاع السياحى والصادرات المصرية، باعتبار القناة أحد أهم الممرات الملاحية فى العالم. بالأمس احتفلت مصر بمرور 150 عاما على افتتاح القناة للملاحة البحرية، وذلك بالميناء الجديد شرق القناة بمحافظة الإسماعيلية، وبحضور الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، ووزير الآثار، وكل من: السفير الفرنسى والسفير البنمى، والسفير عبدالرؤوف الريدى الرئيس الشرفى للمجلس المصرى للشئون الخارجية، والأمير حسين طوسون، وعدد من ممثلى التوكيلات الملاحية العالمية، وخبراء النقل البحرى، وأعضاء جمعية أصدقاء فرديناند ديليسبس، ولفيف من وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وفى كلمته، رحب الفريق أسامة ربيع بالحضور، مقدما التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى والشعب المصرى بهذه الذكرى الغالية التى تحيا فى وجدان المصريين، مُعبراً عن سعادته وشعوره بالفخر بالدور الذى لعبته قناة السويس منذ إنشائها عام 1869م وحتى الآن وما قدمته على مدار تاريخها لصالح خدمة حركة التجارة العالمية وإثراء صناعة النقل البحرى وتطورها. وشدد رئيس هيئة قناة السويس، على أن القناة حظيت باهتمام الدولة المصرية على مدار تاريخها عبر تبنى سلسلة من مشروعات التطوير المستمرة بالقناة وأحدثها مشروع قناة السويس الجديدة الذى نجح فى الحفاظ على التصنيف العالمى للقناة وتحسين مستوى الخدمات الملاحية المُقدمة للسفن العابرة، فضلاً عن مواكبة متطلبات التطور فى صناعة النقل البحرى، ومواجهة تحديات المنافسة. واستعرض رئيس الهيئة، مجموعة من الإحصائيات الملاحية التى تؤكد أهمية قناة السويس لحركة التجارة العالمية، موضحا أن حركة الملاحة بقناة السويس منذ افتتاحها للملاحة البحرية وحتى الآن شهدت عبور1.3 مليون سفينة، بحمولات بلغت 28.6 مليار طن، وإيرادات قدرها 135.9 مليار دولار، أما الإحصائيات الملاحية خلال العام المالى 2018/2019 فقد سجلت عبور نحو 19000 سفينة بحمولات 1.2 مليار طن، وبإيرادات قدرها 6 مليار دولار. وشدد الفريق ربيع على أن هيئة قناة السويس مؤسسة متكاملة لها طابع اقتصادى تنموى ودور مجتمعى رائد فى منطقة القناة، موضحا أن المرحلة المقبلة تستهدف استكمال مسيرة التطوير وتنفيذ توجيهات الرئيس السيسى بإعطاء الأولوية لتطوير المجرى الملاحى بإنشاء جراجات وقيسونات علاوة على تحديث أسطول الوحدات البحرية وإجراء إصلاحات هيكلية وإدارية للشركات التابعة والعمل بالتوازى على رفع تصنيف الترسانات. وأضاف «ربيع»، أن خطة التطوير تمتد إلى تحديث أسطول الكراكات بالهيئة حيث تم التعاقد بالفعل على شراء كراكتين جديدتين من المقرر دخولهما الخدمة بحلول عام 2020، لافتاً إلى اهتمام الهيئة بتطوير نظام العمل بها على كافة الأصعدة وذلك بتفعيل تطبيقات التحول الرقمى وتعميمها فى كافة المعاملات مع التركيز على الإصلاح الإدارى وتطوير الأداء وتمكين الطاقات الشابة المتميزة. كما أكد رئيس قناة السويس، على اضطلاع الهيئة بدورها فى الحفاظ على التراث الحضارى والثقافى للأحياء القديمة والمنشآت التاريخية ذات الطراز المعمارى الفرنسى من خلال عمليات الترميم والصيانة المستمرة، لافتاً إلى أنه جارٍ العمل حالياً على تحويل المبنى الإدارى الأول للهيئة فى مدينة الإسماعيلية إلى متحف عالمى يسرد تاريخ القناة ويضم مقتنيات تاريخية تعود إلى فترة إنشاء القناة، مُعلناُ تقدير المؤشرات الأولية لأعمال الترميم لموعد افتتاح المتحف خلال النصف الأول من العام المُقبل بمشيئة الله ليكون أحد أهم المزارات السياحية، ووجهة المهتمين بتاريخ القناة وأحد آليات دعم السياحة بالمنطقة. واختتم رئيس الهيئة كلمته قائلاً: «أتعهد أنا وجموع العاملين بالهيئة ببذل مزيد من الجهد ليس لتطوير القناة فحسب وإنما لتنمية مواردها البشرية والمالية والحفاظ على ما آلت إليه من مقام ومكانة وتعظيم الاستفادة مما تمتلكه من مقومات وإمكانيات...لتكون القناة كعهدها دوما جسر العبور نحو النصر والتنمية والمستقبل». وخلال الاحتفالية استمع الحضور إلى عرض تقديمى يسرد تاريخ القناة ويوضح أهميتها لحركة التجارة العالمية، كما شاهد الضيوف فيلماً تسجيلياً يوثق المراحل المختلفة التى مرت بها قناة السويس منذ إنشائها وحتى الآن. افتتاح أسطورى 150 عامًا، مرت على إقامة حفل افتتاح قناة السويس، فى عهد الخديوى إسماعيل فى 17 نوفمبر 1869م، كانت احتفالات ضخمة نظمها الخديوى إسماعيل فى إطار الاحتفال بافتتاح القناة، واستعدادًا للاحتفال، توجه الخديوى إلى أوروبا فى 17 مايو 1869 لدعوة الملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ورجال السياسة والعلم والأدب والفن؛ لحضور حفل افتتاح القناة، ولبى دعوته 600 مدعو من الملوك والرؤساء والأمراء ورجال العلم والسياسة والصحافة، كما استحضر الخديوى 500 طاهٍ وخادم من فرنسا وإيطاليا؛ لأن الخديوى إسماعيل كان يريد حفل الافتتاح أن يكون فرصة كى يطلع ملوك وأباطرة وأمراء أوروبا على ما أسماه بالنهضة التى شملت مصر فى عهده. قصر الخديوى قام الخديوى إسماعيل بتشييد قصر فخم على شاطئ بحيرة التمساح و1200 خيمة لإقامتهم، من أجل رفاهية المدعوين، إضافة إلى إنشائه لطريق من القاهرة إلى أهرام الجيزة، تولى مهمته 10 آلاف عامل، وتم إنجازه فى شهر واحد، وأنشأ كذلك دار الأوبرا. وفى يوم 15 أكتوبر 1869 بدأ المدعوون بالقدوم ضيوفًا على مصر فى بورسعيد مقر الحفل، وأعدت لهم رحلات إلى الوجه القبلى عبر النيل فى السفن التى جهزت لهذا الغرض، وذلك قبل بدء المهرجان الرسمى للافتتاح، حيث أنفق إسماعيل عن بذخ وإسراف لا مثيل له فى الافتتاح وكان أول من حضر إلى مصر ولى عهد هولندا ثم إمبراطور النمسا فولى عهد بروسيا، ثم وصلت الإمبراطورة أوجينى إمبراطورة فرنسا وتغيب زوجها الإمبراطور نابليون الثالث لأسباب سياسية، وقد مرت قبل وصولها إلى مصر بالقسطنطينية، حيث استقبلها السلطان العثمانى «عبد العزيز»، وأقام لها العديد من الولائم وأغدق عليها الكثير من الهدايا، مع ملاحظة أن الخديو إسماعيل لم يدع السلطان العثمانى لحضور الافتتاح. وعندما اكتمل عقد المدعوين فى يوم 16 نوفمبر، انتشر المصريون من جنود وأهالى على ضفتى القناة بخيامهم وأدواتهم لمشاهدة هذا المهرجان العظيم، وكان الخديو إسماعيل قد أوعز إلى مديرى الأقاليم ليرسل كل منهم جماعة من الأهالى بنسائهم وأطفالهم وأدواتهم البيتية وركوبهم، فانتشروا على طول القناة، أعراب، وسودانيين وفلاحين، وصعايدة، تعبيرًا عن كافة طوائف الشعب المصرى. وبدأت الفعاليات بحفلة دينية فى الساعة الثانية من ظهر يوم 16 نوفمبر 1869، وأقيمت ثلاث منصات خشبية كبيرة على شاطئ البحر مكسوة بالحرير والديباج ومزينة بالأعلام ومفروشة باثمن السجاد، ونشرت فى أرجائها الرياحين والورود وصفت فيها الكراسى. وفى صباح يوم 17 نوفمبر كانت السفن تمر فى قناة السويس وتحرك الركب من بورسعيد لدخول القناة، وقد قسم إلى خمس قوافل، وقد استعدت للإبحار وتقدمها يخت الإمبراطورة أوجينى، التى وصفتها الإمبراطورة أوجينى «بأنها لم تر فى حياتها أجمل مما رأت». وفى يوم 18 نوفمبر كان هناك خمسون سفينة مصرية وفرنسية وإنجليزية ونمساوية وهولندية وروسية وإسبانية وإيطالية ونرويجية وسويدية مزينة بالأعلام، وفى المساء أقيمت سهرة راقصة أعقبها «مقصف» حوى أطيب المأكولات وأفخر المشروبات فى كرم منقطع النظير، وطلب الخديوى من كبار القبائل الأفريقية تنظيم حفل للفروسية. وفى 19 نوفمبر، تقدم يخت الإمبراطورة أوجينى تليه اليخوت الأخرى والأساطيل إلى مدينة السويس، حيث وصلوا فى صباح اليوم التالى، وكانوا قد أمضوا ليلتهم على سطح البحيرات المرة يشاهدون الألعاب النارية، وحين وصلوا إلى البحر الأحمر دوت المدافع إيذانًا بانتهاء المهرجان الذى أقيم من أجل افتتاح قناة السويس.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;