علوم مسرح الجريمة.. المجرم بيبان من "رجليه".. العرب اعتمدوا على القائف والقاص للأثر منذ زمن بعيد.. وخبراء الطب الشرعي فرقوا بين الآثار "الترابية" و"الطينية".. وخبير يوضح الفرق بين أثر القدم العارية وا

"الأثر".. ينظر إليه في كثير من الأحيان على أنه شكل من أشكال الأدلة التي قد تقترب في قيمتها تقريبًا من بصمات الأصابع، وآثار الأقدام من ضمن الآثار التي تسترعي انتباه الخبير لما لها من أهمية كبرى لأنها أحيانا ترتقي إلى مرتبة الدليل المادي، ومسألة الأثر من الأمور التي اعتمد عليها العرب منذ العصور الأولى من خلال ما يطلق عليه بـ"القيافة". وتقفى الأثر نوع من القيافة وتحديداً آثار الحيوانات عموماً والأبل خصوصا، حيث تمكن عديد من حاملي هذه الموهبة من التعرف على المسار والطريق التي سلكته دوابهم في الصحراء، وأغلب المتمتعين بهذه الموهبة هم من البدو ومن سكان الصحراء، الذين كان يعتمد عليهم العرب في الكشف عن ارتكاب جرائم السرقة. القائف وتتبع الأثر لدى العرب قديما في التقرير التالي، يلقى "انفراد" الضوء على إشكالية كشف هوية الجناة والفاعلين الأصليين من خلال "أثار القدم" ، حيث لعب "القفاة" نسبة إلى متقفى الأثر على مدى التاريخ دوراً هاماً للغاية في التحقيقات الجنائية، إذ تمكنهم هذه القدرة من التعرف على الطريق الذي سلكه سارقوا الدواب إضافة إلى تحديد أجناسهم وأطوالهم وأوزانهم، مما يسهل من تحديد الفاعل بيسر وسهولة ولا تزال العديد من أجهزة الأمن الحديثة تعتمد على القائف والقاص للأثر في التتبعات والتحقيقات الجنائية - بحسب لواء كيميائي محمود الحارث الباسوسي، خبير فحص التزييف والتزوير والبصمات بمصلحة الأدلة الجنائية سابقا. قال خبير فحص التزييف والتزوير والبصمات بمصلحة الأدلة الجنائية سابقا : "فى البداية – مسألة التقدم العلمى الهائل في مجال البحث الجنائي أدى إلى الاهتمام بمسرح الجريمة، مع ضرورة الحرص التام على الاستفادة من أكبر عدد ممكن من الآثار المادية التي تتخلف عن ارتكاب الجرائم سواء كانت هذه الآثار ظاهرة أو خفية، فإن دورها في الإثبات الجنائي أصبح يعتمد في الغالب على ما يرفع من الآثار المتوفرة في مسرح الجريمة، الذي تنبثق منه كافة الأدلة التي بدورها تعطي لضابط الشرطة القضائية الخيط الأول في البحث عن الجاني أو الجناة وكشف الحقيقة، كما أنه يكشف النقاب عن الأدلة المؤيدة للاتهام باعتباره المكان الذي يصلح لإعادة بناء الجريمة مرة ثانية، أي يمكن فيه تمثيل أحداث الجريمة كما وقعت – وفقا لـ"الباسوسى". أثار الأقدام ودورها فى مسرح الجريمة وتابع خبير فحص التزييف والتزوير : "لم يعد يتم الاستعانة بالوسائل التقليدية كالاعتراف والشهادة والقرائن وغيرها، وإنما أصبح من الطبيعي أن تعتمد وسائل الإثبات في البحث الجنائي على العلوم الحديثة نظرا للتقدم العلمي الحاصل في مختلف المجالات، ومن ضمن الآثار التي تتواجد بمسرح الجريمة نجد أثار الأقدام التي تعتبر من ضمن الأدلة الجنائية التي قد تتواجد بمسرح الجريمة، فالكثير من الجناة عند دخولهم لمسرح الجريمة يخلفون أثارا لأقدامهم سواء كانت أقدام محتذية أو عارية، فقد يغفلون غالبا عند إزالتها ظنا منهم بعدم أهميتها لاستعجالهم وتوتر أعصابهم، فعند فحص الآثار يمكن التعرف على عدد الجناة الذين دخلوا إلى مسرح الجريمة، كما تبين أثارهم كيفية دخولهم وخروجهم من وإلى مكان الجريمة". قدم الجاني على أرض رملية وأضاف خبير فحص التزييف والتزويرو: "في هذا الصدد يتم تعريفها بكونها: "الشكل الذي يتركه القدم سواء أكان عاريا أم منتعلا أثناء السير"، فقد استخدمت هذه الآثار منذ الأزل في التعرف على الجناة وعددهم وخط سيرهم، بحيث يترك القدم أثرا على التربة التي يضغط عليها، فيأخذ هذا الأثر الشكل الخارجي للقدم، في حين يعتبرها البعض الآخر: "شكل القدم مطبوعا على جسم قابل للتأثر مسته قدم إنسان كأثر لقدم الجاني على الأرض الرملية أو الطينية اللينة أو على التراب الناعم الموجود على الخشب أو البلاط أو الحديد، أو كانت القدم مبللة أو ملونة فينطبع أثر القدم على الأجسام القابلة للتأثر بها أو التكون عليها كالبلاط والخشب والورق". آثار القدم على أرض طينية واستطرد: "هو الشكل الذي تتركه عند ملامستها لجسم قابل للتأثر مثل الرمل والطين، أو التراب الناعم، أو الذي تطبعه على جسم أخر بمادة تكون عالقة بها مثل الدم أو الماء أو التراب، غير أنه إذا كان الأثر كما سبق الإشارة إليه يعني كل علامة أو صورة تتخلف في مسرح الجريمة، فإن أثار الأقدام يمكن تعريفها بأنها العلامة أو البصمة التي يتركها الإنسان في مكان ما نتيجة لمس قدم الشخص أو كانت من الأراضي الصلبة كالبلاط والزجاج الذي من الممكن أن يترك عليه بصمة قدمه عليها". ووأكد: "على أساس ذلك، فإن ما يلاحظ على التعريفين السابقين أنهما لم يفرقا بين طبعة القدم وبصمته، وأن فرقا بينهما من حيث الصياغة، فإن هذه التفرقة تبقى محل نظر، فإذا كنا نوافق على أن أثر القدم بصورة عامة هو شكل القدم مطبوعا على جسم قابل للتأثر به مسته قدم إنسان، أو الذي تتركه على جسم أخر بمادة تكون عالقة بها، فإن المقصود بطبعة القدم هو شكلها الذي تتركه أما بسبب ملامستها لسطح يتأثر بهذه الملامسة بسبب طبيعة السطح اللينة، أو بسبب ملامستها لسطح، وترك شكلها عليه بسبب مواد غريبة عالقة بها، فالحالين هما طبعة قدم، ولا يمكن عدهما بصمة قدم". وضع شريط لحفظ الآثار ولفت خبير فحص التزييف والتزوير، إلى أنه يجب منحها الأولوية في التعامل ونجدها ونراها أحيانا على النحو التالي: في التربة أو على الأرضيات، أو الأسطح، وعلى الطرق المؤدية إلى المنازل أو الطرق المعبدة عند نقطة الدخول أو الخروج إلى ومن مسرح الجريمة.... إلخ. وأشار إلى أنه ينبغي تأمين المنطقة باستخدام شريط حاجز لمسرح الجريمة أو وسائل أخرى وقد يكون من الضروري إقامة خيمة أو مأوى مماثل لحماية أدلة الأثر الهشة في الهواء الطلق في الأحوال الجوية السيئة، وسوف يساعد هذا على منع إتلاف آثار الأقدام أو الإطارات خلال عمليات البحث اللاحقة ويمنح الخبراء والمحققون قيمة كبيرة للقدرة على مطابقة موديلات الأحذية.


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;