"الكبر عبر" بهذه العبارة جلست تبكى على سرير غرفة نقطة الشرطة بمستشفى التأمين الصحى بالعاشر من رمضان، بعد أن هامت على وجهها فى طريق الإسماعيلية العاشر عقب قيام شقيقها من الأم بضربها وطردها فى الشارع، عقب صلاة الفجر، دون أن يراعى سنها الذى تجاوز الـ65 عاما.
لم يكن يعلم أهالى العاشر الذين وجدوا السيدة المسنة وهى ملقاة على طريق الإسماعيلية العاشر مغشيا عليها، أن وراءها مأساة إنسانية بطلها أخ جاحد وخاصة أنها ترتدى ملابس البيت العادية ولا تحمل بطاقة شخصية والكل تعامل معها وكأنها شخص مجهول، لكن مستشفى التأمين الصحى بالعاشر قدم لها الإسعافات الأولية وقام بتحويلها على مستشفى الأحرار لإجراء إشاعات وتحاليل، وخاصة أنها دخلت فى غيبوبة لأكثر من 4 أيام وتم إعادتها مرة أخرى لمستشفى التأمين الصحى بالعاشر، وبعد أن فاقت من غيبوبتها قالت اسمى " كوثر محمد الدرديرى عاشور من الصحارة قرية أبو عطوة إسماعيلية".
وفى صباح اليوم السبت قررت إدارة المستشفى خروجها بعد أن تعافت، لكن أمين الشرطة محمد سمير المسئول عن نقطة شرطة الاستقبال بالمستشفى أشفق على العجوز المسنة وحاول التوصل لأحد أقاربها لاستلامها أو البحث عن دار مسنين لإيوائها، حيث إن حالتها وسنها يصعب عليهم تركها للشارع ومع إصراره قرر مدير المستشفى إبراهيم رشاد مد تذكرة الاستقبال ليوم آخر حتى يتم التوصل لأهلها.
التقى "انفراد" السيدة المسنة كوثر، التى حكت بمرارة مأساة حين خرجت مع بزوغ الفجر هائمة على وجهها سيرا على الأقدام بطريق العاشر الإسماعيلية، قائلة "محستش بنفسى ولا أعرف ايه اللى جانبى هنا "
وتابعت، أنا جوزى مات من أكثر من 10 سنين وأخويا مهدى الصغير كان عايش معانا فى القورين بالشرقية وبعد ما مات أخويا التانى باع الأرض والبيت وخد الفلوس وسبنا القورين وابن عم جدى الشيخ طه هو الوحيد من عيلتنا اللى موجود هناك، وعشت مع أخويا اللى من الأم واسمه غريب محمود إبراهيم حسن بالصحارى أبو عطوة متزوج وعنده بنتين وولدين .
ومن أسبوع فضل يضرب فيه عشان مضايق منى والناس اتلموا وقالوله ما ينفعش تضرب ست كبيرة وبعد الناس ما مشيوا طردنى.
وعن بطاقتها التى لا تحملها قالت الحاجة كوثر "أخواتى ما رضيوش يعلمولى بطاقة وقالولى هتعملى بيها ايه، أما عن أولادها فقالت أنا ليس لى أبناء والحمد لله انى مخلفتش كنت هروح بيهم فين"، جلست الحاجة كوثر على سريرها ممسكة بيديها كيس من القماش تحمل فيه 25 جنيها وبعض الجبن والعصائر.