أكد أكاديميون أن الإعلام يواجه تحديات عديدة من أجل تقديم نموذج إعلامى رشيد يستهدف توعية المصريين، مؤكدين ضرورة وضع آليات سليمة لتطوير المحتوى الإعلامى، ومخاطبة عقول المشاهدين والمستمعين بمحتوى جذاب يعيد للإعلام المصرى بريقه، ولافتين إلى أن مبدأ السوق والربحية يمكن تحقيقه أولا من خلال تقييم مستمر لرغبات واحتياجات الجمهور بما ينتج عنه زيادة فى حجم وكثافة المشاهدة.
فى هذا السياق أكدت الدكتورة مى مصطفى، الأستاذ بأكاديمية أخبار اليوم، أن هناك تحديات كثيرة لتطوير المحتوى الإعلامى وتقديم نموذج إعلامى رشيد، مشيرة إلى أن هناك تحدى مالى يمكن تداركه عبر خطة متعددة المراحل يكون هدفها الرئيسى العمل بمبدأ السوق والربحية بالتماشى مع دعم الدولة فى تناول برامج ومجالات محددة للربط بين الأهداف القومية وتعبير الإعلام عنها بشكل صحيح ومناسب.
وأضافت الأستاذ بأكاديمية أخبار اليوم، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن مبدأ السوق والربحية يمكن تحقيقه أولا من خلال تقييم مستمر لرغبات واحتياجات الجمهور بما ينتج عنه زيادة فى حجم وكثافة المشاهدة، الأمر الذى يبحث عنه المعلن فى المقام الأول، أيضا استخدام مواقع التواصل الإجتماعي بصورة جيدة كمصدر للانتشار وللربح، واختيار الكوادر البشرية بدقة ويكون المعيار الأساسى فى الاختيار هو الكفاءة والحاجة لشغل الوظيفة أو المنصب مع التخلص تدريجيا من تضخم العمالة.
وتابعت الدكتورة مى مصطفى:" القنوات الإقليمية الموجهة للمحافظات أما أن يتم إلغائها أو دمجها أو إعادة هيكلتها بصورة جيدة، فالعالم منذ سنوات يتجه للتخصص ولكن لابد أن نخاطب الجمهور المتخصص بمهنية وحرفية عالية وليس بملء خريطة الإرسال بمواد حشو ليس لها أى فائدة أو نسبة تلقى .
وأوضحت الأستاذ بأكاديمية أخبار اليوم، أن الإعلام المتخصص سواء فى نوعية الجمهور أو المضمون كان حلا لكثير من المشاكل التى واجهها الإعلام فى حد ذاته، ففى نفس التوقيت الذى تغلق فيه الصحف المطبوعة أبوابها أمام الجمهور وتعلن اكتفائها بموقعها الإلكترونى كانت التجربة الهندية مثالا شاذا لتلك القاعدة، فقد اتسعت رقعة انتشار الصحافة المطبوعة وزاد عدد القراء وتم إنتاج المزيد من الصحف وكان السبب الرئيسى فى هذا هو الإغراق فى المحلية ومخاطبة قبائل وجماعات بلهجاتها المحلية، مع الحرص على تناول الموضوعات التى تنقل الواقع المعاش بالفعل الخاص بهم.
وقالت الدكتورة مى مصطفى: "رجال الأعمال والمؤسسات المدنية لها دور مجتمعى فى مساندة إعلام الدولة، أما من الناحية الأخلاقية والمهنية فلابد من إعداد الإعلاميين بصورة مناسبة وخوضهم العديد من الاختبارات لتقييمهم مهنيا وأخلاقيا والحرص على تدريبهم بصورة مستمرة لتعزيز ايجابياتهم والحد من العناصر السلبية لديهم، وهناك الكثير من المقترحات، فالأمر يحتاج إلى دراسة واعية مستفيضة يشارك فى وضعها أكثر من طرف للجمع بين الشق المهنى والمادى وتحقيق النجاح بكليهما".
من جانبها أكدت الدكتورة فاطمة أحمد، المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن أولى خطوات تقديم نموذج إعلامى رشيد هو الاعتماد على المتخصصين فى مجال الإعلام القادرين على ابتكار وتقديم محتوى إعلامى متميز جاذب للجماهير.
وقالت المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، لـ"انفراد"، ماسبيرو مفتقد لعوامل جذب المشاهد المتوفرة فى الإعلام الخاص أبرزها المضامين المواكبة للحدث والمضامين الترفيهية الجاذبة للمشاهد، وبالتالى يمكن من خلال تطوير المحتوى الإعلامى فى ماسبيرو تحقيق أرباح من الإعلانات تواجه خسائره.
وأشارت الدكتورة فاطمة أحمد، إلى أننا بحاجة لتطوير المحتوى الإعلامى وابتكار نماذج جديدة تهتم باحتياجات المواطنين والاهتمام بالمضمون التوعوى وذلك فى القنوات الحكومية والخاصة.
فيما أكد النائب نادر مصطفى، أمين لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أن هناك موارد كثيرة مهدرة فى الإعلام تتطلب السيطرة عليها لوقف نزيف الخسائر التى يشهده الإعلام المصرى بجانب ضبط المنظومة الإعلامية لمنع استخدامها فى إثارة الفتن ونشر الشائعات بجانب الاستعانة بنماذج إعلامية فى الخارج تمكنت من تقديم إعلام رشيد والاستفادة منها، لافتا إلى الدولة اتخذت خطوات عديدة تستهدف إصلاح الإعلام المصرى وإعادته لمكانته الطبيعية المرموقة فى المنطقة، مشيرا إلى أن الدولة تسعى للقضاء على فوضى الإعلام التى كانت منتشرة خلال السنوات الماضية.
وقال أمين لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، فى تصريحات لـ"انفراد"، إن هناك ضرورة الاستعانة بالأكفاء وأصحاب الخبرات فى تقديم محتوى إعلامى رشيد، وبالتالى يستعيد الإعلام المصرى مكانته المعروفة، لافتا إلى ضرورة وضع آليات سليمة لتطوير المحتوى الإعلامى، ومخاطبة عقول المشاهدين والمستمعين بمحتوى جذاب يعيد للإعلام المصرى مكانته الطبيعية خاصة إعلام الدولة وماسبيرو لوقف الخسائر التى يتكبدها خلال الفترة الحالية وتحقيق مكاسب له.