ساعات قليلة وتستضيف القاهرة الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، الذى يصل اليوم الأحد، فى أول زيارة رسمية إلى مصر لمدة يومين، يرافقه وفد تجارى ضخم يضم على الأقل 120 من كبار رجال الأعمال وممثلى الشركات الفرنسية الكبرى.
ومن المنتظر أن يتطرق السيسى وهولاند فى القمة المصرية الفرنسية إلى موضوعات سياسية واقتصادية وعسكرية خلال القمة المرتقبة.
ومن المقرر أيضا أن يشهد الزعيمان التوقيع على العديد مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون بين البلدين، فى عدة مجالات، فى مقدمتها الطاقة الكهربائية والطاقة الجديدة والمتجددة، والطرق والنقل والبيئة والصرف الصحى والسياحة والثقافة والتعليم وغيرها، هذا بالإضافة إلى العديد من الاتفاقيات التجارية بين ممثلى القطاع الخاص من البلدين.
وكشف مصدر حكومى رفيع المستوى أن مصر تلقت حوالى 5.4 مليار يورو من باريس منذ عام 1974، فى صورة قروض ومنح من خلال 42 بروتوكول لدعم التنمية الاقتصادية فى مصر لتمويل مشروعات تنموية.
اتفاقيات تعاون مع الحكومة الفرنسية
وكشف المصدر أن ممثلى بعثة وزارة المالية الفرنسية التى زارت مصر فى مارس 2014، أبدوا استعدادهم لتمويل مشروعات فى مجال الخلايا الفوتوفولتية والمحطات الشمسية بحيث يتراوح حجم التمويل ما بين 20- 40 مليون يورو لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
مشروع تخزين القمح لتوفير الفاقد
وأضاف المصدر أن الجانب الفرنسى قدم مقترحا جديدا لتنفيذ مشروع تخزين القمح وتجنب المشاكل التى تواجه عملية الحصاد، وأنه تم عقد اجتماعات مع شركة Invivo الفرنسية ووزارتى الزراعة والتموين بمصر ورؤساء شركات الصوامع لمناقشة إمكانية التعاون فى مجال تخزين القمح والتى تؤدى إلى وجود فاقد كبير فى محصول القمح، إذ تتمتع فرنسا بخبرة كبيرة فى هذا المجال.
وأشار إلى أن هناك مقترحين جديدين للتعاون بين البلدين، هما مشروع المساعدة على ترشيد الفاقد من مياه الرى من خلال تكنولوجيا جديدة تقدمها شركة أترون الفرنسية، ومشروع إحلال القمر الصناعى نايل سات، لافتا إلى أن الجانب الفرنسى عقد اجتماعات بالفعل مع الشركة المصرية للأقمار الصناعية لإنشاء قمر جديد بدلا من قمر نايل سات.
ومن المتوقع أيضا أن تسهم فرنسا فى تمويل الجزء الثالث من المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة، وتمويل الخطين الخامس والسادس من مترو الأنفاق، إضافة إلى تمويل مشروعات فى مجال التدريب المهنى والتعليم الفنى. "50 مليون يورو قرض من الوكالة الفرنسية لإنشاء مركز تحكم إقليمى بالدلتا، و68 مليون يورو منحة لتوصيل الغاز للمنازل، وخطاب نوايا بقرض 50 مليون يورو لتمويل محطة الرياح بخليج السويس".
وكشف المصدر أنه من المتوقع أن يتم توقيع بعض الاتفاقات فى مجال النقل والصرف الصحى والطاقة خلال زيارة هولاند، والتى أبدت الوكالة الفرنسية للتنمية رغبتها فى تمويلها ومنها: مشروع إنشاء مركز تحكم إقليمى بمنطقة الدلتا بقرض يبلغ قيمته 50 مليون يورو، ومشروع توصيل الغاز للمنازل بمنحة بقيمة 68 مليون يورو.
ومن المقرر أيضا أن يوقع السيسى وهولاند خطابات نوايا مشتركة لتمويل مشروع محطة الرياح بخليج السويس بقرض قيمته 50 مليون يورو، ومشروع معالجة الحمأة الناتجة من محطة معالجة الصرف الصحى الشرقية بمحافظة الإسكندرية.
تمويل مشروع إعادة تأهيل ترام هليوبوليس وترام الرمل بالإسكندرية
ولفت المصدر إلى أن الوكالة أبدت أيضا استعدادها لدعم قطاع النقل من خلال تمويل مشاريع جديدة ذات أولوية للجانب المصرى، مثل مشروع إعادة تأهيل ترام رمسيس- هليوبوليس وترام الرمل بالإسكندرية واستكمال مشروع مترو القاهرة من خلال إعادة تأهيل الخط الأول، وتمويل الخط الخامس، واستكمال الخط الرابع إلى مدينة السادس من أكتوبر من خلال سكة حديد، ودعم النقل النهرى، وتمويل مشروعات الموانئ وهيئات المطارات من خلال قروض سيادية أو غير سيادية.
تقديم قروض للشركات والبنوك العامة لتمويل مشروعات تنموية
أيضا، أبدت الوكالة الفرنسية رغبتها فى تقديم القروض غير السيادية للشركات والمؤسسات العامة (التى تمتلك الدولة معظم أصولها) بالإضافة إلى البنوك العامة، وهى القروض التى تهدف إلى تمويل مشروعات تنموية بدون ضمان من الدولة.
مساهمات فرنسا فى تمويل مشروعات قائمة بمصر
وأشار المصدر إلى أن الحكومة الفرنسية ساهمت فى تمويل العديد من المشروعات الحيوية فى مصر، أبرزها قطاع النقل والاتصالات، إذ ساهمت باريس فى تمويل الخط الأول والمرحلتين الأولى والثانية من الخط الثالث لمشروع مترو الأنفاق.
كما ساهمت فرنسا فى استبدال محركات القطارات التوربينية لخط القاهرة والإسكندرية، وتجديد الوحدات المتحركة للقطارات التوربينية وقطع غيار لخط القاهرة، وكذلك تجديد ورش هيئة السكك الحديدية بالعباسية، والوحدات المتحركة للمرحلة الثالثة للخط الثالث من مترو الأنفاق.
وأضاف المصدر أن الحكومة الفرنسية قدمت تمويلات لعدة مشروعات فى قطاع الكهرباء فى العديد من محافظات الجمهورية، أهمها: مركز التحكم الإقليمى بغرب الدلتا، ومحطات كهرباء شبرا الخيمة وأبوقير والسويس وبنى سويف والعامرية وكفر الدوار وأبو سلطان والمحلة الكبرى والأقصر ووادى النقرة ووادى الفارغ بالبحيرة، فضلا عن مجمع كهرباء رمسيس للضغط العالى.
وفى قطاع الصناعة، ساهمت الدولة الأوروبية فى تمويل شراء أبراج تبريد لمشروع حمض الكبريتيك، ومعدات ترطيب لشركة الغزل والنسيج، وخط درفلة الصلب، وفقا للمصدر.
وحول قطاع الطيران المدنى، أوضح المصدر أن فرنسا قدمت تمويلات لمشروع تطوير نظام المراقبة الجوية فى مطار القاهرة الدولى، ومشروع تحديث شبكة محطات الرصد الجوى، ومشروع ميكنة معلومات الطيران المدنى، وأخيرا مشروع إحلال أجهزة الملاحة بمطار طابا.
أما قطاع الإسكان والتعمير، فقد دعمت الحكومة الفرنسية مشروع معالجة مياه الصرف الصحى بالجبل الأصفر، ومحطات مياه الشرب فى شبرا الخيمة والفيوم والعاشر من رمضان والتبين وبنى سويف الجديدة والفسطاط، ومحطات الصرف الصحى بالبحيرة.
وفى قطاع الصحة، كانت مشروعات تطوير مستشفيات وزارة الصحة والدفاع والداخلية، وشراء معدات طبية لمعهد القلب، وأجهزة لتطوير معامل تحاليل الأغذية، أبرز المساهمات الفرنسية.
ونوه المصدر إلى أن فرنسا دعمت أيضا قطاع الزراعة والرى، إذا ساهمت فى تقديم خدمات استشارية لقناطر إسنا، وإنشاء معمل تفريغ لشركة النوبارية، ونظام المعلومات بالأقمار الصناعية للأراضى الزراعية، و11 محطة لضخ المياه فى وادى النقرة، وإنشاء 3 محطات تقاوى و7 صوامع، وإحلال محطات طلمبات رى النصر، وتقديم المعونة الخاصة بالأعمال المرتبطة بمشروع توشكى.
وكان توفير التجهيزات الطبية لمستشفى القصر العينى، وتطوير المستشفيات التعليمية، وإنشاء نظام المعلومات لمكتبة الإسكندرية، أبرز مساهمات باريس فى قطاع التعليم المصرى.