تتجدد بين الحين والآخر المعركة بين الصوفيين والسلفيين، فما بين اتهامات سلفية للطرق الصوفية بممارسة البدع وصلت إلى حد التكفير والشرك، إلى الاستهزاء بقيادات الطرق الصوفية والحديث حول أنهم يروجون للخرافات والحديث حول مدى تقديم أنصار الطرق الصوفية لشيوخهم.
اللافت للنظر فى المعركة هو أن السلفيين يسخرون من الطرق الصوفية حول تقديمهم لشيوخ الطرق وتقبيل أيديهم وفى نفس الوقت نجد أن أبناء التيار السلفى أنفسهم يقدسون شيوخهم ويقبلون أيديهم بل ويهاجمون كل من ينتقد أفكار شيوخهم ويعتبرون شيوخ التيار السلفى كأنبياء لا تخطئ .
المعركة الجديدة تمثل فى فيديو خرج فيه التيار السلفى ليسخر من الشيخ إبراهيم أبو الحسين شيخ الساحة الحسينية الأحمدية فى مصر ، والذى يتمتع بشعبية داخل الطرق الصوفية، ليعرض السلفيين خلال الفيديو بعض من دروس الشيخ الصوفى وحديثه حول الأمور الصحية والطبية ووضع الإنسان.
التيار السلفى بث الفيديو على موقع "يوتيوب" ووصف فيه حديث شيخ الساحة الحسينية الأحمدية حول الدين بالخزعبلات، واستنكروا طريقة استقبال أنصار الطرق الصوفية للشيخ إبراهيم أبو الحسين معتبرين أن هذا يعد تقديسا للأشخاص واستنكروا أفعال من يقبلون يديه ، متناسيا أن نفس الأمر يفعله السلفيين مع شيوخهم بل إن درجة التقديس داخل التيار السلفى لشيوخهم أكبر من الطرق الصوفية خاصة داخل تيار الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية.
السلفيون خلال سخريتهم من شيخ الساحة الحسينية الأحمدية، وصفوا دروسه الدينية بأنها مجرد بدع، وقالوا إن الشيخ إبراهيم أبو الحسين يروج للبدع ويزعم أنه يفقه فى كل شئ، كما أن التعليقات على الفيديو تتضمن سخرية ضخمة من شيخ الساحة الحسينية الأحمدية، وبعض أنصار التيار السلفى هاجموه فى محاولة من السلفيين لتجديد المعركة الناشبة بين التيارين السلفى والصوفى.
فى المقابل شن أنصار الطرق الصوفية هجوما على التيار السلفى، مؤكدين أن السلفيين هم أكثروا من يقدسون شيوخهم ، حيث عرضوا فيديوهات لقيام شباب التيار السلفى بتقبيل أيدى الشيوخ السلفيين خلال محاضراتهم ودروسهم الدينية.
تأتى هذه المعركة بعد آخر معركة نشبت بين التيارين السلفى والصوفى فى شهر أغسطس الماضى عندما اتهم بعض شيوخ التيار السلفى الطرق الصوفية بالمبتدعين، ليرد الشيخ عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية الصوفية، قائلا إن التيار السلفى يمثل خطرًا كبيرًا على المجتمع، خاصة مع استخدام هذا التيار السلفى المساجد من أجل مصلحته الشخصية، وهو ما يقوم به حاليًا من استخدام للمساجد والتواجد من أجل انتشار أفكاره المتطرفة التى يسعى إليها لاستقطاب شباب له، وهو ما يتطلب بأن يكون هناك متابعة على المساجد خاصة الزوايا الصغيرة التى تتواجد بها هذه التيارات ومشايخ السلفية بكثافة .
وأضاف شيخ الطريقة الشبراوية، أن السلفيين يسيرون على نفس نهج الإخوان وترويج الأفكار المنحرفة والخاطئة من أجل الحصول على مصلحتهم فقط على حساب أى شيء، موضحًا أن هجوم السلفية المعتاد على الصوفية، هو تأكيد على محاربتهم للفكر الوسطى وكل الأفكار المعتدلة .