الأزهر الشريف هو قبلة العالم الإسلامى لتلقى علوم الدين، الأزهر الذى لم يتخندق فى مذهب معين، الأزهر الذى ينشر سماحة الإسلام وقبول الآخر، الأزهر الذى يدرس كافة المذاهب الإسلامية سنة وشيعة، الأزهر الذى يجمع ولا يفرق، لم يكن بعيداً عن أبناء الشيخ زايد آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، التى كانت لها السبق فى تقديم يد العون للأزهر الشريف وبحث ما تحتاجه تلك القلعة الشامخة، فقد بادر أبناء زايد بتقديم حزمة مشروعات للأزهر الشريف يشرف عليها المكتب التنسيقى للمشاريع التنموية الإماراتية فى مصر.
المملكة العربية السعودية قدمت العديد من المشروعات الكبيرة من أجل المساهمة فى تقديم الأزهر الشريف رسالته على اكمل وجه، كذلك سبقت دولة الإمارات العربية المتحدة فى تقديم يد العون بالإعلان عن حزمة من المشاريع منها مكتبة الأزهر الشريف، وعدد من المعاهد الدينية بالإضافة مبانى خاصة بالطلبة المبعوثين، إضافة إلى مستشفى الأزهر التخصصى، وذلك بما يقارب 155 مليون درهم إمارتى.
مكتبة الأزهر الشريف
مكتبة متطورة تكنولوجيا تقام على مساحة 14 ألف متر مربع بالقرب من مدينة البعوث، وتحديداً على طريق صلاح سالم بجانب جامع الرحمن الرحيم، حيث تتكون من مبنى واحد مكون من دور أرضى وميزانين و3 طوابق وتتراوح مساحة كل طابق ما بين 4700 إلى 7400 متر مربع.
وسوف يتم إنشاء تلك المكتبة وفق أحدث الأساليب العالمية وبتقنيات عالية بما يسهم فى ربط الأزهر الشريف إلكترونيًّا بالعالم، وبما يسهم أيضا فى توفير أحدث المراجع العلمية التى يمكن أن يستفيد منها طلاب الجامعات الأخرى.
وتتضمن المكتبة الجديدة نظمًا وأساليب حديثة فى حفظ المستندات والكتب ومعامل ترميم المستندات الأثرية، وتوفر أحدث المراجع العلمية حتى يستفيد منها طلاب الجامعات الأخرى، بالإضافة إلى تجهيز تأمين مقتنيات المكتبة الحالية خلال أحدث نظم المراقبة والتأمين الإلكترونية، التى تليق بالأزهر الشريف وما تحويه مكتبته من نفائس المخطوطات والمطبوعات حتى تستطيع المكتبة القيام بالدور المنوط بها فى نشر الثقافة الإسلامية وإتاحة أوعيتها النادرة لطلاب العلم والباحثين كذلك تمويل أعمال ترميم مقنيات المكتبة من المخطوطات والمطبوعات وترقيمها وتوفير أنظمة حماية وتعقب إليكترونى لمراقبتها والمحافظة عليها.
مشروع الشيخ محمد بن راشد لرقمنة مخطوطات مكتبة الأزهر
ويهدف المشروع إلى تحويل المخطوطات التى تقتنيها المكتبة الأزهرية من الشكل الورقى إلى الشكل الإلكترونى، بناء موقع لمكتبة الأزهر على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت"، حيث تم الانتهاء من المسح الضوئى لعدد 16000 مخطوط تحتوى على ما يقرب من 2.5 مليون ورقة.
4 مبان لإسكان طالبات جامعة الأزهر ومعهد للشعبة الإسلامية
لم تكتف دولة الإمارات العربية المتحدة بذلك بل تقوم بإنشاء 4 مبان لإسكان طالبات جامعة الأزهر على مساحة 5 آلاف و500 متر كل منها مكون من دور أرضى و5 طوابق متكررة، بدء العمل بها فى أوائل سبتمبر 2013، إضافة إلى إنشاء معهد الشعبة الإسلامية الذى يتسع لـ1500 طالب بالتجمع الأول بالقاهرة الجديدة، بالإضافة إلى عدد من المبانى لإسكان الطلاب البنين بالمدينة الجامعية بمدينة نصر.
مستشفى الأزهر التخصصى
كذلك تم تشغيل أقسام مستشفى الأزهر التخصصى بمدينة نصر الذى يتم تنفيذه بتعاون مشترك بين الأزهر الشريف وشركة الإمارات المتقدمة للاستثمارات التجارية التى قامت بتطبيق "نظام المعلومات الصحية" فى المستشفى والتى تقوم بإدارة المستشفى من خلال شركتها التابعة " جلوبال ميديكال سوليوشنز".
لم تكن تلك المشاريع هى الأولى التى تقوم بها الإمارات فقد قامت فى عهد مؤسس الدولة الشيخ زايد بإنشاء مركز الشيخ زايد للغة العربية، والذى يقوم حاليًّا بتدريس اللغة العربية لطلاب 102 دولة.