رصد "انفراد" مأساة إنسانية لطفل لم يتجاوز عمره ست سنوات حرمته من العيش كطفل طبيعى يلعب ويلهو مع رفاقه الصغار، إنه الطفل البدرى ممدوح محمد من أبناء محافظة الشرقية مركز الحسنية ويعانى من مرض نادر منذ ولادته يتسبب فى ضخامة قدميه نتيجة تحول مجرى البول وتسربه فى القدم.
وتروى والدة الطفل رفيدة مصطفى محمود 27 عاما لـ"انفراد"، حكايتها مع مرارة العلاج والتنقل بين مستشفيات الحكومية حتى استقر بها الحال للمتابعة مع مستشفى السيد جلال بباب الشعرية قائلة "البدرى هو ابنى الأكبر لاثنين أصغر منه، من زوجى وابن عمى ممدوح، ومنذ ولادته وهو يعانى من مرض نادر منذ ولادته يتسبب فى ضخامة قدماه نتيجة تحول مجرى البول وتسربه فى القدم، الأطباء احتاروا فى تشخيص المرض مع صعوبة قيامه بعمل حمام، حيث يتم تخزين البول فى قدميه مما يصيبه بتنميل وصعوبة شديدة فى الحركة.
وتكمل الأم من وقت لآخر يصاب ابنى بالحمى الحمراء نتيجة المشكلة التى يعانى منها فى الخصيتين وأخذته لكل الأطباء والمستشفيات وأنفقت عليه كل ما أملك أنا وأبوه ومستعدين نبيع هدومنا عشان يخف ويلعب زى اللى فى سنه من صحابه.
وتقول رفيدة، زوجى ممدوح ابن عمى مصاب بالغضروف وعاجز نظر، حيث إنه مصاب فى إحدى عينيه ولا يستخدم سوى عين واحدة، ويعمل بالأجرة فلاح واللى بيجى على قد اللى بيروح، وحتى الشقة التى نسكن فيها "سلفى" هو من يقوم بدفع إيجارها كمساعدة لأخوه لأنه حاسس بظروفنا ومبقاش حيلتنا أى شىء، والأطباء يكتفون بإعطاء البدرى مسكنات فقط، وأوقف الدكتور فى مستشفى باب الشعرية علاج الماكسيليز حتى لا يؤثر على قلبه واكتفى بإعطائه حقنة فلوميكس 500 كل 21 يوما.
وتكمل الأم حديثها "كافة الأطباء يقولون إنه يحتاج عملية لكن محدش راضى يقولى عملية أيه أو هيعملها إمتى وفيهم اللى قال هيخف لما يكبر ولو كان هيخف أيه المشكلة لما يعالجوه دلوقت".
وبمرارة بكت رفيدة قائلة "ابنى هيفضل كدا شبه مشلول عن الحركة وهيتحرم من التعليم، إزاى هيروح المدرسة وأقرب مدرسة لينا المسافة بين بيتنا وبينها كيلو، أنا مستعدة أشيله وأذهب به لحد هناك لكن اللى خايفة منه أن زميله يتريقوا عليه ويعقدوه من المرواح للمدرسة".
وناشدت الأم خلال لقائها مع "انفراد" أن يصل صوتها لأحد الأطباء، أن يساعدوها فى تشخيص حالة ابنها ويجرون له عمليه إن كان فى حاجة إلى عملية، المهم يصبح طفلا كباقى الأطفال، خاصة أن ظروفنا صعبة ولا نملك من المال ما ننفقه فى الجرى وراء الأطباء دون أمل فى الشفاء.