أقسام عدة فى كلية الفنون الجميلة يتخرج منها الطلاب سنويًا، تتنوع أقسامها بين فنون مختلفة مثل الديكور والنحت والتصوير والعمارة وغيرها، حيث يُعد كل منها فنّا، لكنه فن مختلف عن الآخر فى شكله وطريقة تنفيذه، وكانت مشاريع التخرج منذ سنوات عديدة مضت وحتى الآن تحاكى جميعها الواقع، فجميعها كان يمكن استغلالها فى مؤسسات الدولة المختلفة حتى تصبح الدولة بعدها مثل اللوحة الفنية، إلا أن مصير هذه المشاريع يجعل الطالب بعدما أنفق عليها الكثير من الأموال والمجهود يتحسر على جهده الذين يكون مصيره القمامة.
1- رانيا أحمد: "عملت متحف بيضم أساطير كل دولة"
فى عامها الأخير بكلية الفنون الجميلة قسم الديكور كان مشروع تخرجها عبارة عن متحف كبير يضم أساطير أهم دولتين على مستوى العالم، وهما الحضارة الفرعونية فى مصر والحضارة الإغريقية فى اليونان، لكن هذه الأساطير لم تكن مكتوبة على الورق فقط، بل إنها كانت مجسمة على أشكال معينة، فعلى سبيل المثال صنعت رانيا مجسمًا لأسطورة مركب الشمس أو السفن الجنائزية والتى كانت تُستخدم لاستعادة الحياة من الأماكن المقدسة.
وكان ديكور هذا المتحف الأسطورى على لوحة بمساحة 3 أمتار، بينما جسدته رانيا على قطعة أرض كانت قد استأجرتها من شخص؛ كى تستطيع أن تبنى عليها المتحف، ولم يكن المتحف يحتوى على أساطير مجسمة على هيئة أشكال فقط، بل إنه كان يحوى وثائق تاريخية لمن أراد معرفة المصادر التى جاءت منها هذه المعلومات، وحصلت حينها رانيا على تقدير امتياز به، إلا أنه لا طائل من ورائه بعدما يتخرج الطالب، حسبما تذكر رانيا.
2- محمد سامى: "صممت مجلس شعب حديث"
خروجًا عن التصميم المألوف لمجلس الشعب المصرى، كان مشروع محمد سامى بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة عن تصميم مجلس شعب حديث استطاع أن يُبهر به جميع الحاضرين، وكان مجلس الشعب الجديد به مكتبة إلكترونية يستطيع النواب من خلالها أن يقرأوا بأحدث أنواع التكنولوجيا، كما أنه كان يحتوى على تفسير لبعض الكتب على هيئة صور.
ولم تكن هذه الأشياء هى فقط التى يحتوى عليها مجلس الشعب الجديد، بل إن محمد استطاع أن يتنبأ بما يعانى منه النواب هذا العام - منذ عام 2003 وهى سنة تخرجه - فالقاعة المستديرة تجعل الصوت غير موزع جيدًا كما أنه لم يستطع أن يصل لكل الحاضرين فى القاعة، فالشكل الدائرى يجعل الصوت غير جيد، كما أنه جعل توجيه الكراسى مختلف عن الحالى، فالكراسى التى وضعها محمد فى مجلس الشعب الجديد كانت تستطيع أن تلف فى كل الاتجاهات، كما أنها مريحة للنواب إذا قورنت بالكراسى الحالية.
وجعل محمد الحمامات فى هذا المشروع بعيدة عن تيارات الهواء، وفى هذا جزء فنى كان قد درسه فى بعض المواد عنده؛ فيجب أن تكون الحمامات بعيدة عن تيارات الهواء كى لا تتسبب فى رائحة غير جيدة، كما أقام داخل مجلس الشعب الجديد فندقا صغيرا لنواب البرلمان الذين يأتون من محافظات بعيدة، ويقول محمد: "كنت عايز المشروع يتنفذ بس محصلش نصيب وأنا فرحت لما لقيت النواب السنة دى بيشتكوا من الكراسى ومن الصوت، حسيت إنى كنت هنفعهم لو المشروع كان اتنفذ فعلا".
3- نورا نصرى: "كتاب مصور مش هيخليك تمل"
أما مشروع نورا التى كانت فى قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة فكان مختلفا، حيث روت نورا قصة كاملة لصلاح الدين وتحرير المسجد الأقصى فى كتاب مصور، وذلك لمن يمل من الحروف الصغيرة فى الكتب الورقية القديمة، كانت الصور ليست ثابتة وإنما كانت صور متحركة تشعر وكأن أبطالها حقيقيون يتحركون أمامك، وتقول نورا "كنت بتمنى يكون الكتاب ده حد مهتم بيه، تعبت كتير جدًا عشان أحول الكتاب لصور متحركة، وفى الآخر مصيره الزبالة".
4- غادة محمد: "نحتُّ أبطال الفنون الشعبية"
طريقة جديدة ابتكرتها غادة فى مشروع تخرجها، وهى نحت أبطال الفنون الشعبية، حيث نحتت بالطين الأسوانى أبطال الفنون الشعبية وهم، الراقصة والرجل الذى يعزف بالمزمار ورجل آخر يُطبّل بمختلف أنواع الطبول، وبعد نحتها بأيام تفتت المشروع بأكمله بعدما أخذت تقدير امتياز عليه، مضيفة: "كان ممكن يتحط فى أى مؤسسة تبع الدولة كتعبير عن التراث، كان يتزين بيه أماكن كتيرة فى البلد كنوع من الديكور الغالى بس مفيش حد بيقدر قيمة الفنون دى حتى دكاترة الكلية نفسهم".
5- محمد جمال: "عملنا مبنى إدارى حديث"
فكرة أخرى قرر أن يواجه بها محمد جمال الروتين الذى يحدث فى المبانى الإدارية بالدولة، حيث صمم مبنى إداريا حديثا على النيل؛ كى يشجع الموظفين على أداء عملهم بنشاط وسرعة دون تعطيل أحد من المواطنين، واحتوى المبنى الإدارى الذى صممه محمد جمال على أشياء حديثة بعيدة كل البعد عن تراكم الأوراق الصفراء بعضها فوق بعض، وكانت نهاية هذا المشروع أيضًا القمامة بعد أن تُرك فى بدروم الكلية لسنوات.