نفس الأزمة التى تواجهها الدولة مع الدروس الخصوصية نجدها فى نطاق أوسع مع انتشار الحلقات والكتاتيب ودروس تحفيظ القرآن الكريم الخاصة فى منازل أولياء الأمور، وفى منازل المحفظين المستقلين، الذين اتخذوا قراراً فردياً بفتح حلقات التحفيظ دون تأهيل ودون أهلية للعمل فى تربية العقول التى تحتاج إلى فكر وسطى بينما يقوم بعض المتشددين بالتدريس فى بعض الحلقات بعيداً عن التقويم.
فرضت عشوائية التربية العقلية والعقائدية للأطفال عبر الدروس الخصوصية للقرآن الكريم بعيداً عن الرقابة خارج إطار الدولة البحث عن حلول للمشكلة التى كشفت عن سلبياتها بعض الممارسات الإجرامية من بعض المحفظين، ومنها قيام محفظ باغتصاب طفل بالبحيرة كان يدرس له القرآن.
ووسط التوسع وخاصة السلفى وامتهان العاطلين فى دور تحفيظ وحلقات القرآن ذات العائد الكبير بشكل اجتهادى، والتى أكدت مصادر أنها تزيد عن 20 ألف حلقة وكتاب تحفيظ قرآن تواجه وزارة الأوقاف التوسع السلفى بـ2000 كتاب أطلقت عليها كتاتيب عصرية تضم التكنولوجيا الحديثة.
قال الشيخ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، كتاتيب وحلقات تحفيظ القرآن الخاصة لا وجود لها حيث يجرى إغلاقها مع فتح كتاتيب أخرى عصرية تصل مبدئياً إلى 2000 كتاب تم توزيع 10 كتاتيب منها على كل محافظة كمرحلة أولى بعد اختبار المتقدمين لها فى اختبارات كفاءة بمنتهى الحيادية نجح منهم 380 محفظا غالبيته من أبناء الوزارة، يباشرون عملهم بالمساجد لتحقق عنصر المراقبة والوسطية.
وأضاف طايع، لـ"انفراد"، أن المحفظين الجدد ملمين بالقراءات ويحفظون كتاب الله جيداً ومؤهلين بشكل كامل، ويتمتعون بالوسطية، ويجرى متابعتهم بشكل مستمر.
وقال طايع: الوزارة لديها 379 مكتب تحفيظ قرآن محفظوها يعملون بنظام المكافأة، و212 مكتب تحفيظ يعمل بها محفظون معينون على درجات وظيفية، و24 حلقة تحفيظ قرآن.
وفى جانب الخدمات الدينية والتلاوة أشار "طايع" إلى أن عدد مقارئ تعليم التلاوة وتصحيح النطق والمراجعة داخل الوزارة يصل إلى 1170 مقرأة، بها 8229 عضو مقرأة من أئمة الوزارة، ويترأسها 240 شيخ مقرأة، و1084 مشرف مقرأة، كما رخصت الوزارة لـ1068 قارئ سورة يتلون القرآن بالمساجد فى الجمعة والمناسبات والجميع بنظام المكافأة، مؤكداً أن الوزارة تسعى دائماً إلى رفع المكافأت ما مكنتها الظروف من ذلك للمساهمة دعم تعليم القرآن ونشر الوسطية خاصة وأن أجورهم تحتاج إلى ذلك.
وأكد طايع، أن كل محفظ تقدم بطلب يحدد فيه مكان التحفيظ الخاص به وتسلم نموذج ليسجل فيه عدد 20 تلميذا، ليتم توقيع الكشف الطبى على التلاميذ الذين سيلتحقون بالكتاب للتأكد من سلامة جميع التلاميذ من الأمراض المعدية.
وأضاف طايع، أن كل محفظ تسلم سجلا لتسجيل التلاميذ به مع صورة شخصية لكل تلميذ، لتسهل عملية مباشرة التلاميذ والرقابة على الكتاب، وتم تحرير خطاب للإدارة التابع لها المحفظ لعمل معاينة للتأكد من جودة المكان والتهوية الجيدة، وأن المكان آمن لسلامة التلاميذ، مشيرا إلى أن كل محفظ سيستخدم الكمبيوتر واللاب توب والتابلت كوسيلة جديدة وطريقة جديدة للتحفيظ، إلى جانب تعليم الأولاد أخلاقيات القرآن الكريم وبعض الجوانب من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
من جانبه أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الوزارة بعمل كُتّاب وإعادته لسابق عهده وتطويره، وليس لحفظ القرآن فقط، فإن أناس حفظوا القرآن، ولم يفهموه فسفكوا الدماء وخربوا الديار، وقتلوا العباد، وسنعمل فى مكاتب التحفيظ العصرية، لتفهيم القرآن وأخلاق القرآن، وجوانب القرآن لأبنائنا.
وأضاف الوزير، فى بيان سابق، أن وزارة الاتصالات قامت بعمل تابلت خاص للأطفال، لتحفيظ القرآن فى تلك الكتاتيب، وسيستخدم فيها التقنيات الحديثة، والإنترنت، وستكون على طراز حضارى، غير مسبوق، وسنحارب الأفكار الهدامة منذ الصغر، وسيتم تحديد فئة عمرية من 4 سنوات، حتى 18 عاما لتربية الأطفال فى تلك الكتاتيب العصرية.
وأكد وزير الأوقاف أن الوزارة تولى القرآن وفهم القرآن عناية خاصة، وحفظته والعاملون به هم أهل الله وخاصته وهم مكرمون فى الدنيا والآخرة، مشيرا إلى أن الكتاب العصرى يهدف إلى حماية أبنائنا الأطفال من الفكر المتطرف، وحمايتهم من مكر التشدد. فى مواجهة تصريحات الوزارة التى تؤكد سيطرتها على الجانب الفكرى ومكاتب تحفيظ القرآن، أكد مصدر مسئول رفض ذكر اسمه، أن الوزارة تواجه مافيا مكونة من 20 ألف كتاب كل منها يحلق وحده فى الهواء، يعمل به هواة وغير مؤهلين ومتشددين وعاطلين لا يجدون عملاً ويستسهلون عمل منزلى ذا عائد كبير لا يجودونه فى وظيفة حكومية يصعب الحصول عليها، مضيفاً أن الوزارة رصدت رسميا 15 ألف كتاب بينما يزيد العدد عن 20 ألف كتاب.
ومن جانبه رصد "انفراد" قيام جماعة الإخوان بإنشاء حلقات تحفيظ القرآن بعيداً عن الرقابة كان أبرزها ما تم توثيقه بالصورة بمعسكر الكوثر بزهراء المعادى وهو عبارة عن معسكر كبير عبارة عن مسجد وملاعب وقاعات دراسة وملحقات متعددة كانت تنشر فكر الجماعة، وانتشار لظاهرة الدروس الخصوصية لتحفيظ القرآن الكريم منتشرة بعشوائية ودون رقابة بحيث تغيب عن الرقابة وتتسم بسلبيات، كان أبرزها قيام محفظ قرآن بأحد مساجد القرية " يدعى " إ. ع. م " بممارسة الرذيلة مع طفلين أبناء عمومة داخل المسجد وتم إحالته إلى النيابة التى قررت حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق بموجب بلاغ لولى أمر أحد الطفلين.
وترجع أحداث الواقعة حينما تلقى العقيد محمد الطنيخى مفتش مباحث أبو المطامير بلاغا من والد الطفل " ع. ع. ع " ومقيم إحدى قرى مركز أبو المطامير.
اخبار متعلقة..
الأوقاف تنظم أمسيات عن "سوء الظن" لمواجهة التحريض ضد علاقات مصر بالسعودية
استعدادًا للحفل الكبير فى رمضان..انطلاق مسابقة الأصوات الحسنة بالجامع الأزهر
وزارة الأوقاف تبدأ تطهير المساجد من السلفيين.. مكاتبات رسمية لمحاسبة المقصرين وتعيين خطباء وعمال جدد بـ"الرحمة" فى السويس والتوحيد بالمنصورة والإطاحة بسلفيى الجيزة.. وحازم شومان يعلن اعتذاره عن الدروس
4 جامعات إسلامية أجنبية تعمل بمصر وتمنح الدكتوراه عبر أساتذة الأزهر "عن بعد" دون موافقته.. الأعلى للجامعات والخارجية يعتمدان الشهادات الأمريكية والماليزية والنيجيرية والبنمية والمؤسسة الدينية ترفضها