"الجريمة فصلية أحيانا".. كيف تلعب حالة الطقس دورا فى انتشار جرائم بعينها؟.. دراسات: فصل الشتاء تزداد فيه جرائم الأموال.. والجرائم الجنسية يكثر ارتكابها فى فصل الربيع.. والصيف تزداد فيه جرائم الاعتداء

يتسم كل فصل من فصول السنة بطقس مختلف عن الآخر، فكذلك يتسم بنوعية جرائم مختلفة، فإذا كان الشتاء على مستوى العالم - بحسب الدراسات والأبحاث - يعرف بكثرة السرقات فيه، فإن جرائم القتل ترتفع معدلاتها بالصيف عن غيره من الفصول، بينما تتزايد نسبة الجرائم الجنسية في الربيع، هذا ما انتهت إليه دراسة عن الجرائم فى منطقة الشرق الأوسط أجرتها ونشرتها صحيفة "كوريير ديلاسيرا" فى عام 2010 عن مسألة علاقة الجريمة ودوافعها بحالة الطقس علاقة الجريمة بحالة الطقس تلك الدراسات أكدت أن منطقة الشرق الأوسط ضمن المناطق التي تتأثر فيها الجريمة تأثيراَ مباشراَ بحالة الطقس حيث يُعد شهر ديسمبر من أكثر شهور السنة فى منطقة الشرق الأوسط التي ترتكب فيها جرائم الاعتداء على الملكية، فيما يشهد شهر أغسطس أعلى نسبة للقتل العمد والشروع في القتل والضرب المفضي إلى الموت، بينما ترتفع جرائم الاعتداء الجنسي في شهري مارس وإبريل وتنخفض بشكل كبير في شهور الشتاء. في التقرير التالي، يلقى "انفراد" الضوء على إشكالية الجريمة ودوافعها وعلاقتها بحالة الطقس أو درجة حرارة الجو وأسباب تميز كل من فصل من فصول السنة بارتكاب جرائم عن الآخر، وتباين الجريمة بين شعوب البلاد الحارة عن نظرائهم في البلاد ذات الجو البارد أو المعتدل – بحسب الخبير القانوني والمحامي سامى البوادى. ارتباط ظهور الجريمة بقتل قابيل لـ"هابيل" في البداية – علينا أن نوضح مسألة الجريمة وكيف بدأت فقد ظهرت الجريمة بظهور الإنسان وهي مازالت مستمرة معه، بل هي صفة من صفاته وظلت ملتصقة به منذ أول جريمة وقعت في تاريخ البشرية والتي أشارت إليها كل الأديان السماوية "قابيل وهابيل أبناء آدم عليه السلام"، وظل معها كذلك التفكير في كيفية تفسيرها وكيفية ردعها وما هي الوسائل للقضاء عليها، أو التقليل منها على الأقل. فقد عرفت البشرية الجريمة منذ أقدم عصورها وتحولت الجريمة إلى ظاهرة اجتماعية شاذة في حياة التجمعات البشرية منذ القدم، وأصبحت الجريمة تمثل مشكلة على مر الأزمنة وباختلاف المجتمعات الإنسانية حيث ظهرت العديد من الآراء في محاولة لتفسير هذه الظاهرة لبحث دوافعها ولمحاولة السيطرة عليها، فكان لازما علي المهتمين والعلماء أن يؤسسوا علم الاجرام: وهو الدراسة العلمية للظاهرة الاجرامية والبحث الذي يهدف إلى تحديد أسباب "الاجرام" حيث يدرس هذا العلم العوامل الإجرامية ذات الطابع الاجتماعي، فيدرس الجريمة باعتبارها ظاهرة اجتماعية ناتجة عن تأثير البيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد – وفقا لـ"البوادى". تأسيس علم الإجرام ويقوم هذا العلم على أساس أن أسباب الجريمة لا يمكن أن تنحصر في الخصائص العضوية والنفسية للمجرم وأن العوامل الاجتماعية تؤثر تأثير هام على هذه العوامل الداخلية، فتنشطها وتتفاعل معها في إنتاج الجريمة، لذا كانت أهمية دراسات علم الإجرام بالغة من نواحي شتي فعلم الإجرام بدراسته للعوامل المؤدية لارتكاب الجريمة بطريقة علمية يمثل أهمية كبيرة من نواحي متعددة حيث يفيد كل من المشرع والقاضي وسلطة التنفيذ العقابي واختيار أفضل وسائل المعاملة العقابية للمحكوم عليه، وذلك من خلال تصنيف المجرمين من حيث السن والجنس والخطورة الإجرامية. وفي هذا الإطار - وجدنا أن العلماء قد أقرو أن الجريمة ترتكب نتيجة خلل عضوي ونفسي لدى المجرم، وأن العوامل الخارجية المحيطة بالفرد تلعب دوراً في ذلك فقد اعتبروا الجريمة نتاجاً لعدة عوامل وهي عوامل داخلية مثل السن والجنس والتكوين العقلي والبدني للمجرم، وعوامل اجتماعية كالوسط العائلي والحرفة والظروف الاقتصادية من فقر وبطالة، وعوامل بيئية طبيعية مثل المناخ. لماذا ترتبط الجريمة بحالة الطقس؟ أي أن الأحوال الجوية تلعب دورا في تشكيل الظاهرة الإجرامية، وصلة الجو بالإجرام أمر أيدته كذلك ملاحظة الباحثين وشواهد الإحصاءات فأشعة الشمس لا تؤثر على وجه الأرض فحسب بل بدأ أثرها كذلك في وجه التاريخ على انه نود أن نشير إلى أن تأثير المناخ على الظاهرة الإجرامية كقاعدة عامة هو تأثير غير مباشر، أي عن طريق وسيط وهذا الوسيط قد يكون عاملا اجتماعيا أو عضويا أو نفسيا. فهناك من يقول بوجود علاقة مباشرة بين الظاهرة الإجرامية من جهة، وبين درجات الحرارة ارتفاعا وانخفاضا وكذلك بين الليل والنهار طولا وقصرا من جهة أخرى، وذهبوا في بيان ذلك مذاهب شتي : فمنهم من يري أن ارتفاع الحرارة يزيد من حيوية الإنسان ونشاطه فيجعله أكثر استعداد للانفعال والإثارة وأشد رغبة في الجنس الآخر، مما يترتب عليه زيادة جرائم العنف وجرائم الآداب في المواسم الحارة والمناطق الحارة، بينما سبب ارتفاع نسبة جرائم على الاعتداء على الأموال في فصل الشتاء يرجع إلي طول ليالي هذا الفصل من السنة ولما كان الظلام من العوامل التي تسهل ارتكاب جرائم الاعتداء على الأموال كان صحيحا القول بزيادة جرائم الاعتداء على الأموال في فصل الشتاء – هكذا يقول "البوادي". الجريمة بين شعوب البلاد الحارة والباردة والمعتدلة وهناك تفسيران، لذلك: الأول التفسير الأحادي للجريمة، والثاني التفسير التكاملي ويقصد الربط بين عدد كبير من العوامل تتساند وتتعاون معًا في حدوث السلوك الإجرامي – بحسب الدراسات والأبحاث - حيث أن شعوب البلاد الحارة هم عادة أقل حيوية ونشاطًا عن نظرائهم في البلاد ذات الجو البارد أو المعتدل، وأن الحرارة الزائدة تؤدي إلى الخمول، وتؤدي إلى الإجهاد، ورغم ذلك فإن الارتفاع في درجة حرارة الجو من شأنه أن ينتج نوعًا معينًا من النشاط، فالحرارة الزائدة من شأنها تحريك العواطف، وتضاعف القابلية للاتصال يدفع إلى ارتكاب أعمال العنف، وهذه الحقيقة تفسر سبب ارتفاع نسبة جرائم الاعتداء على الأشخاص في البلاد ذات الأجواء الحارة عن غيرها في البلاد ذات المناخ البارد، كما تقول الدراسة. الصيف فصل جرائم الاعتداء على الغير في فصل الصيف – الكلام لـ"البوادى" - تزداد نسبة جرائم الاعتداء على الأشخاص، لأن فيه يحصل جانب كبير من الأفراد على إجازاتهم لأن ارتفاع درجة الحرارة يجبر الناس على الخروج من منازلهم إلي الأماكن العامة، فتزداد فرص الاتصال بينهم وما يتبع ذلك من توافر ظروف متزايدة لتضارب المصالح والرغبات ومن ثم الاحتكاك والتشاجر. الشتاء فصل جرائم الأموال أما عن فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة والإحساس بالبرودة يؤدي إلي ازدياد احتياجات الناس في هذا الفصل عن فصل الصيف، وإشباع هذه الحاجات يتطلب وفرة من المال قد لا تكون متحققة لدي بعض الناس، مما قد يدفعهم إلي ارتكاب جرائم الأموال . الربيع فصل جرائم الآداب الجرائم الجنسية هذا النوع من الجرائم يكثر ارتكابه في فصل الربيع فلا علاقة له بالحياة المفتحة في الصيف أو المنغلقة في الشتاء فعدد الجرائم الجنسية يتغير بتغير الفصول ويبلغ أقصي مداه في فصل الربيع والسبب في ذلك أن تتابع الفصول يقابله تغييرات دورية في وظائف أعضاء الجسم والنفس وأن الغريزة الجنسية تبلغ ذروتها في فصل الربيع وهذا هو السر في ارتفاع عدد الجرائم الجنسية في فصل الربيع عنه في الفصول الأخرى. الخلاصة: خلاصة القول بحثيا - فلقد أثبت البحوث العلمية وجود علاقة بين المتغيرات المناخية والسلوك الإجرامي، حتى أصبح من المستقر أن لكل فصل من فصول السنة نوع معين من الجرائم تظهر فيه أكثر من ظهورها في الفصول الأخرى، وأشارت إحدى الإحصائيات عام 1964 إلي جرائم الدماء في أشهر الصيف، وتبلغ ذروتها في شهر أغسطس والأموال في أشهر الشتاء، وتبلغ ذروتها في شهر يناير ثم تنخفض هذه الجرائم وترتفع جرائم الجنس في أشهر الربيع خاصة شهر "فبراير"، وهي الفترة المسماة بفصل الإخصاب وإسقاط الحوامل مما حدى بالبعض بأن يوصف جرائم الدماء بالإجرام الصيفي وجرائم الأموال بالإجرام الشتوي، وجرائم الجنس بالإجرام الربيعي، وإن كان ذلك لا يعني انعدام جرائم الأموال في الصيف، أو انعدام جرائم الدماء في الشتاء، أو انعدام الجرائم الجنسية في باقي الفصول أي أن الحرارة لا تشكل سببا وحيدا في حدوث الجريمة بقدر ما هي عامل مساعد فالجريمة بكل أنواعها باقية وموجودة وتنوعه ومتكررة طالما وجد وبقي البشر.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;