أثارت دعوة الخارجية السودانية الحكومة المصرية للتفاوض حول حلايب وشلاتين، حالة من الغضب بين أهالى المنطقة جنوب البحر الأحمر، مؤكدين على أن رد الحكومة المصرية كان صارما بأن المنطقة تحت السيادة المصرية وجميع من يقطنها مصريون حتى النخاع.
وقال الشيخ محمد طاهر سدو أحد كبار المشايخ بحلايب وشلاتين، لـ"انفراد"، إنه لا تفاوض على السيادة فى حلايب والشلاتين، مؤكدا على أن المنطقة مصرية حتى النخاع ولا شك في ذلك، وأن الأهالى فى المنطقة يتعاملون بتجاهل مع ما يطالب به السودان من وقت لآخر.
وأضاف شيخ حلايب شلاتين ، أن تكرار مطالبة السودان بأحقيته فى المنطقة واختيار تلك التوقيت للمطالبة بالتفاوض حول ذلك ربما ما يخلفه فقط تشتيت العلاقات الذى دامت لقرون طيبة بين الشعبين الشقيقين.
واوضح الشيخ محمد طاهر سدو، أنه فى حالة لجوء السودان للتحكيم الدولى، فإنها بلاشك قضية خاسرة، مؤكدا على أن حلايب وشلاتين ليستا مثل تيران وصنافير، فالأمر منتهى تماما أنها أرض مصرية.
وتابع سدو: أن فى عام 1957 عندما كان عبد الناصر حاكما لمصر وكان عبد الله خليل حاكما للسودان رفع حاكم السودان شكوى لمجلس الأمن آنذاك يطالب بضم حلايب له، فما كان لمجلس الأمن إلا أن أشهد الإنجليز الذين أكدوا أن حلايب وشلاتين مصرية وخط عرض 22 شاهد على ذلك .
وتابع سدو أن ناظر الداخلية فوض العمد والمشايخ من السودان بحكم مصر إداريا لبعد المسافة بينها وبين القاهرة، إلا أنها أرض مصرية، مؤكدا على أنه كان على السودان السعى وراء فتح علاقات فى شتى المجالات المختلفة مع مصر بدلا من أن يطالبوا بشىء لا يملكونه.
وأنهى سدو حديثة مع "انفراد" أنه لا تفاوض على السيادة، مؤكدا أن السودان كانت جميعها ملكا لمصر، وكان الملك قديما يلقب بملك مصر والسودان.
ومن جانبه قال أبو عبيدة عيسى أحد شباب حلايب وشلاتين، أن ما يطالب به السودان كثيرا بسبب حلايب، لا قيمة لها لمن يقطنون المنطقة ، لأنهم مصريون حتى النخاع، والمشاركة فى الانتخابات المصرية كانت دليلا قاطعا.
وتساءل أبو عبيدة: أين كان السودان عندما كان يحكم المنطقة إداريا بأمر من مصر قديما، كان السودان ينظر للمنطقة على أنها خارج أراضيه ويتجاهل أهلها، ولكن الحكومة المصرية عندما عادت المنطقة اليها فى بداية التسعينات أثبتت للعالم أحقيتها للمنطقة بالتنمية الحقيقية بها.
وقال النائب ممدوح عمارة، عضو مجلس النواب عن دائرة حلايب وشلاتين، إن لجوء السودان لمجلس الأمن والأمم المتحدة لثبوت أحقيته فى منطقة حلايب وشلاتين قضية خاسرة من البداية، لأن المنطقة سيادة مصرية من البداية وذلك طبقا لقوانين مجلس الامن والأمم المتحدة.
وأضاف عمارة فى تصريحات صحفية له، أن المطالبة الكثيرة من قبل السودان بأحقيته فى المنطقة يزعزع العلاقات بين البلدين اللذين تربطهما علاقات كبيرة.
وطالب عمارة الخارجية السودانية بالتريث وعدم تكرار المطالبة بأحقية ما لا يملكون، خاصة "أن هناك علاقة أخوة مع أشقائنا فى دولة السودان، ونواجه خطر سد النهضة سويا، وأن أى تصعيد من الجانبين لن يكن فى صالح البلدين".
وتابع عمارة: أن مصر تفرض سيطرتها على منطقتى حلايب وشلاتين طبقا لقوانين مجلس الأمن والأمم المتحدة وعرف الطبيعة والحياة، وأن أى تحكيم فى الأمر هو من شأن قيادات الدولة المختصة، وأضاف أن قضية ترسيم الحدود بين جزيرتى تيران وصنافير تختلف تماما عن منطقة حلايب وشلاتين.
وأوضح عمارة، أن نسبة مشاركة حلايب وشلاتين فى الانتخابات، وصلت إلى 57%، وهذا إن دل فإنما يدل على مصريتنا حتى النخاع.
وتساءل نائب حلايب وشلاتين: أين السودانيون مما فيه الآن حلايب، مدارس ومستشفيات وتعليم وتنمية ملموسة حقيقية وضعتها مصر على أراضيها منذ القدم.
كانت الخارجية السودانية أصدرت بيانا دعت فيه مصر، للجلوس للتفاوض المباشر لحل قضية منطقتى حلايب وشلاتين أسوة بما تم مع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية حول جزيرتى تيران وصنافير، أو اللجوء إلى التحكيم الدولى امتثالا للقوانين والمواثيق الدولية، باعتباره الفيصل لمثل هذه الحالات كما حدث فى إعادة طابا للسيادة المصرية، وفقا لما ذكرته وكالة السودان للأنباء.