قالت فدوى البرغوثى زوجة المناضل الفلسطينى الأسير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "مروان البرغوثى" المعتقل بسجون الاحتلال الإسرائيلى منذ 15 عاما فى ظروف صعبة واستثنائية، السلطات المصرية تدرك تماما أهمية الإفراج عن زوجها، وتضع اهتماما كبيرا بقية الأسرى الفلسطينيين المعتقلين بسجون الاحتلال.
وأضافت البرغوثى لـ"انفراد" على هامش مؤتمر عقدته بمقر السفارة الفلسطينية بالقاهرة بعد ظهر اليوم الاثنين، إن كل ما يحدث فى الوطن العربى من انقسامات ونزاعات يصب فى صالح إسرائيل، وأن الأحداث الأخيرة بعد عام 2011 أقصت القضية الفلسطينية جانبا ولم تعد القضية المركزية بالنسبة للعرب.
وأوضحت زوجة المناضل الفلسطينى، أنها خلال لقائها السابق بوزير الخارجية سامح شكرى، استشعرت أهمية "مروان" بالنسبة لمصر، وقالت إنها لاقت احتراماً كبيراً لدور مروان البرغوثى ونضاله، مضيفةً أن هذه ليست المرة الأولى التى يتم استقبالى من مسئول مصري، وبشكل مستمر نلتقى معهم ونتواصل معهم وننسق معهم، كما أضافت أن "الخارجية المصرية سوف يبذلون كل جهودهم للإفراج عن الأسير البرغوثى، مؤكدة على الثقة بمصر وبدورها.
22 عام فى سجون الاحتلال
وأضافت البرغوثى، إن اليوم يعد اليوم الثالث من العام الـ 15 التى يقضيها مروان فى سجون الاحتلال، موضحة أنه قد قضى 7 أعوام من قبل لتصبح عدد سنوات سجنه حتى الآن 22 عام، وهو الآن عمره 52 عاما أى أنه قضى حوالى نصف عمره معتقلا، مشيرة إلى أنه تعرض لكل أنواع الاضطهاد كما تعرض من قبل لعملية اغتيال وتم ابعاد من الضفة بين عامى 1987 حتى عام 1994، ومارست اسرائيل ضده كل المحاولات للنيل منه، ولكنه ما زال ثابتاً ويستمد قوته من ثباتِ وصمودِ الشعب الفلسطينى، ومساندة أحرار العالم لنا.
450 سنة حبس
واستهجنت فدوى البرغوثى الحكم الإسرائيلى على مروان البرغوثى بـ540 عاما، موضحةً أن هذا الحكم يعنى أن بعد وفاة مروان البرغوثى أن تحتجز إسرائيل جثته لإكمال حكم سجنه.
قوة مصر هى قوة لفلسطين
وطمأنت البرغوثى على صحة الأسير مروان البرغوثى، قائلةً أنها قامت بزيارته قبل حضورها للقاهرة، ونقلت لهم لكم تحياته لكل مصرى، كما أنه يتمنى لمصر السلامة والاستقرار، وأن تبقى مصر هى محور القوة للوطن العربى كله، لأن قوة مصر هى قوة لفلسطين.
وأضاف زوجة المناضل الفلسطينى أن البرغوثى قال لها أيضا خلال الزيارة أن يتمنى أن تظل مصر فى دورها الريادى للوطن العربى لأن قوتها هى قوة لكل العالم العربى.
وأضافت أنها تقوم بزيارته الآن كل أسبوعين مرة، وتستغرق رحلة الزيارة خمسة عشرة ساعة للوصول إليه فقط من أجل رؤيته من خلف الزجاج وسماعه عبر سماعة الهاتف فقط، من دون أولادها الأربعة الذين لا يستطيعوا رؤيته، لأنهم بحاجة إلى تصريح خاص من سلطات الاحتلال.
العزل الانفرادى
وأوضحت أن الأسير البرغوثى قد تم عزله 22 مرة بعد العزل الانفرادى الأول الذى استمر 1000 يوم، بسببب تصريحاته للصحافة والحديث، وعقابه أشهر عديدة من الزيارة، مؤكدةً أن كل هذه الممارسات لن تثنيه عن أن يتواصل مع الشعب الفلسطينى وأحرار العالم، وأنه أفشل محاولات اسرائيل لإخماد صوته ظناً منها أنها ستخمد صوت الحق والحرية ولكنهم فشلوا ومازالوا يفشلون.
وأكدت البرغوثى أن ما يقارب 800 ألف فلسطينى تم أسرهم من قبل جيش الاحتلال، فى مختلف تواجد الشعب الفلسطينى فى الوطن، موضحةً أن هذه النسبة دليل على أن شعبنا الفلسطينى كله شعب مناضل يتعرض للظلم والاضطهاد، وهو ما يناقض الأكذوبة الإسرائيلية أن السجناء الفلسطينيين إرهابيين ومجرمين.
أقدم أسير فلسطينى
وأشارت إلى أن أقدم أسير فلسطينى على وجه الأرض يقبع فى سجون الاحتلال الاسرائيلى الأسير "كريم يونس"، بالإضافة إلى 60 امرأة فلسطينية بعد صفقة شاليط، لافتةً إلى أن سياسة الأسر مستمرة فى سياسة الاحتلال ولا يلتفتون إلى القوانين والاتفاقيات.
وشددت البرغوثى على أن المستوى الرسمى أو الشعبى، والحملات والمؤسسات تعمل سويا لحماية هؤلاء المناضلين لأنهم أبطال حرية وليس كما تقول إسرائيل عنهم بأنهم مجرمين، هى قضية سياسية، كما أنها سياسية حيث أن هناك إهمالا طبيا، وهناك أبناء يولدون وأبائهم فى السجون ويتزوجون وينجبون وما زال أبائهم قابعون داخل السجون.
وأضافت "نحن كجزء من المجتمع الفلسطينى والدولى نقوم بكل ما نستطيع من أجل تشكيل حماية لجميع أسرانا فى سجون الاحتلال، وقد بدأنا قبل أربعة عشر عاماً من القاهرة وكانت حملة عربية، وحملة عالمية أخرى من فرنسا، وكان للبرلمانيين الفرنسيين دور كبير للدفاع عن مروان".
الحملة الدولية
وقالت البرغوثى أنه من السهل أن يؤيدنا متضامن دولى فى بدله حيث يستقبلوننا ويقومون بحملات ويناصروننا، ولكن الأمر المختلف كان بزيارة 120 شخصية عالمية لفلسطين ومنهم حملة جائزة نوبل للسلام ووزراء خارجية سابقين ولهم مكانة فى بلدانهم حضروا للمشاركة فى طلب الافراج عن المناضل مروان البرغوثى، كما أسسوا لجنة دولية للإفراج عنه.
وأضافت أن الحملة أطلقت من جنوب أفريقيا من زنزانة نيلسون منديلا ووضعت فيها صورة البرغوثى، مؤكدة أنه إيمان منهم أن قضية مروان تمثل حرية شعباً مناضلاً مكافحاً يقع عليه الظلم والاستبداد.
وتابعت البرغوثى: "فى كل حملة من حملاتنا أصبحنا نعتمد على شعارات الأسير مروان؛ منها الوحدة الوطنية، وإنهاء الاحتلال، وإنهاء الاستيطان، وقبل ذلك شعارات الحق فى الحياة والحق فى النضال".
كما تحدثت عن ترشيح المناضل الأممى الارجنتينى "إيسكفل" لأبو القسام لجائزة نوبل فى ذكرى اعتقاله، وهو حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1980، حيث قدم الترشيح للجنة جائزة نوبل، مع رسالة مرفقة لأهمية هذا الترشيح، مضيفةً أن بعد ذلك تم البدء فى حملة أخرى فى تونس وقامت كل المؤسسات والأحزاب فى تونس بدعم هذه الحملة.
وأضافت أنه كان هناك تبنى والتزام بالعمل من قبل البرلمان العربى للعمل مع البرلمانات الوطنية والعربية لترشيح مروان البرغوثى لنيل جائزة نوبل للسلام.
وعلقت البرغوثى على ما يدور فى الوطن العربى من تغيرات قائلةً "أن ما يحدث فى الوطن العربى أقل ما فعله هو إقصاء القضية الفلسطينية، حيث تجد الآن الشأن الفلسطينى متأخراً فى الفضائيات العربية والعالمية، ةيعتبر انتصاراً لاسرائيل".
اعلان "روبن ايلاند"
كما تحدثت البرغوثى عن اعلان "روبن ايلاند" لحرية مروان البرغوثى وكافة الأسرى قائلاً "إن الاعلان المؤسس لحملة دولية واسعة النطاق لنصرة الأسرى، ونجحت هذه الحملة باستقطاب شخصيات دولية رفيعة المستوى من خلال رمزية القائد البرغوثى ومكانته الوطنية والدولية الاستثنائية، واستفادت الحملة من تضافر الجهود الرسمية وغير الرسمية لحماية حماة القضية".
واستنكرت البرغوثى فى ختام كلمتها أمام عدد من الصحفيين المصريين المهتمين بالشأن الفلسطينى، الممارسات الإسرائيلية فى كبح أنشطة حقوق الإنسان، موضحةً أن حقوق الانسان تتحرك وتمارس مهامها فى كل العالم وفى كل القضايا، ولكن فى فلسطين حين تعتقل إسرائيل النواب الفلسطينيين تحول إسرائيل موضوع حقوق الإنسان إلى موضوع أمنها وتصدر للعالم أنها تحاول الحفاظ على أمنها.
وقالت البرغوثى، أن زوجها يستمد قوته من عظمة وصمود الشعب الفلسطينى والمصرى والعربى وجميع الشعوب الحرة، موضحة أنه قبل زيارتها للقاهرة التقطه خلال زيارته فى السجن وقال لها إن ترسل سلامه وتحياته لمصر.
زيارة الأسير
وعن ظروف الاعتقال وصعوبة زيارة الأسرى، قالت البرغوثى، إن رحلة زيارة الأسير فى السجن تبدأ من الساعة الـ 5 صباحا وتنتهى فى الـ 8 مساءا من أجل الإجراءات وإنهاء التصاريح اللازمة، وبعد كل هذا لم يسمح سوا بـ 45 دقيقة فقط ويكون الحديث مع الأسير من خلف جدار زجاجى وعبر هاتف، مشيرة إلى أن "مروان" قد تعرض من قبل داخل المعتقل لـ 22 مرة عزل انفرادى استمرت احداهما 1000 يوم.
وأشارت البرغوثى إلى أن القيادة الفلسطينية الحالية تسعى لتدويل قضية الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال، فى ظل الظروف التى تمر بها المنطقة، موضحة أن السلطة قد ارتكبت "خطيئة" خلال التوقيع على معاهدة "أوسلو" قبل الإفراج عن جميع الأسرى، والتى لا تزال إسرائيل تعتقلهم حتى الآن.