رغم التحديات التى يمر بها قطاع البترول فى كل أنحاء العالم والتى أثرت بالسلب على تدفقات الاستثمار، إلا أن شركات البترول العالمية أكدت أن مصر مازال أمامها الكثير من الفرص والاحتمالات لتحقيق نجاحات جديدة فى استكشاف موارد الغاز الطبيعى والزيت الخام، مؤكدين أيضا أن المناخ الاستثمارى الجديد الذى حرصت الحكومة المصرية على توفيره منذ المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ قد ساهم فى تشجيع أنشطة البحث والاستكشاف والتنمية لحقول البترول والغاز بالرغم من تحديات انخفاض أسعار البترول عالمياً.
وأدى تحقيق كشفين مهمين للغاز الطبيعى فى مناطق عمل شركة إينى الإيطالية فى مصر خلال عام 2015 وهما "ظهر" بالبحر المتوسط و"نورس" بدلتا النيل غرب أبو ماضى إلى لفت أنظار العالم إلى أهمية مصر كمحور إقليمى للطاقة، وساعد على ذلك إجراءات الحكومة المصرية لتحفيز الاستثمار بطرح المزايدات العالمية وعقد الاتفاقيات البترولية الجديدة وسداد مستحقات الشركات الأجنبية.
وأكد لوكا بيرتيلى رئيس أنشطة الاستكشاف بشركة إينى الإيطالية، أن حقل نورس للغاز الذى يقع بمنطقة امتياز الشركة ينتج حاليا بمعدل 350 مليون قدم مكعب يوميا، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا تنفيذ برنامج لزيادة إنتاجية الحقل بنسبة 50 ليصل إلى 525 مليون قدم مكعب يوميا قبل نهاية العام الحالى، متوقعا أن تؤدى عمليات التنمية باستخدام التكنولوجيا الجديدة أن يصل الإنتاج إلى 700 مليون متر مكعب يوميا، ما يمثل إضافة مهمة للإنتاج المصرى من الغاز.
وأضاف أن مصر مازال أمامها الكثير من الفرص والاحتمالات لتحقيق نجاحات جديدة فى استكشاف موارد الغاز الطبيعى والزيت الخام، وأن المناخ الاستثمارى الجديد الذى حرصت الحكومة المصرية على توفيره منذ المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ قد ساهم فى تشجيع أنشطة البحث والاستكشاف والتنمية لحقول البترول والغاز بالرغم من تحديات انخفاض أسعار البترول عالمياً، وأدى إلى تحقيق كشفين مهمين للغاز الطبيعى فى مناطق عمل الشركة فى مصر خلال عام 2015 وهما "ظهر" بالبحر المتوسط و"نورس" بدلتا النيل غرب أبو ماضى.
وأشار إلى أن إجراءات الحكومة المصرية لتحفيز الاستثمار بطرح المزايدات العالمية وعقد الاتفاقيات البترولية الجديدة وسداد مستحقات الشركاء كان لها أكبر الأثر فى إثراء النشاط البترولى بمصر، متوقعاً تنامى معدلات إنتاج الغاز المصرى فى ظل تعزيز أنشطة البحث وتحقيق الاكتشافات الجديدة والمردود الإيجابى لها على صناعة الغاز فى مصر وتلبية احتياجات السوق المحلية.
وأضاف أن إينى تنفذ استراتيجية عمل سريعة بالتعاون مع قطاع البترول لتنمية كشف ظهر وبدء الإنتاج المبكر من الكشف فى نهاية عام 2017 من خلال 6 آبار، مشيراً إلى أن الكشف يعد نقطة انطلاق نحو تنمية موارد الغاز المصرى فى المياه العميقة بالبحر المتوسط إلى جانب كونه حافزاً مهماً للتوسع فى أنشطة البحث والاستكشاف عن الغاز الطبيعى قبالة سواحل مصر وشرق المتوسط بما يفتح أفاقا جديدة مستقبلاً نحو تأمين إمدادات جديدة للغاز من تلك المنطقة الواعدة والمساهمة فى تحويل مصر إلى مركز محورى للطاقة فى المنطقة، لافتاً إلى أن كشف ظهر أدى إلى تغيير أنماط الاستكشاف بمنطقة البحر المتوسط وأدى إلى فتح الباب أمام مفاهيم جديدة على غرار ما تحقق فى جميع الاكتشافات العملاقة على المستوى العالمى.
وأوضح أن الجهود المكثفة بدلتا النيل أكدت الاحتمالات الواعدة التى تتمتع بها منطقة كشف "نورس" للغاز الطبيعى والتى يصل حجم الاحتياطيات بها إلى 1.5 تريليون قدم مكعب غاز، بالإضافة إلى إمكانية تأكيد احتمالات جديدة عن طريق حفر المزيد من الآبار الاستكشافية البرية والبحرية، مؤكداً أن إينى حريصة على تطوير أنشطة وأعمال البحث والاستكشاف فى كل مناطق عملها بمصر، وأن النجاحات الأخيرة فى الصحراء الغربية وخليج السويس أظهرت القدرة على مواجهة تحديات التناقص الطبيعى فى إنتاجية الحقول فى ظل استخدام أحدث التكنولوجيات وحسن استغلال المفاهيم الجديدة فى هذا المجال.
وقال الرئيس التنفيذى لشركة إينى الإيطالية كلاوديو ديسكالزى، مؤخرا، إن الشركة تركز جهودها على بدء الإنتاج فى حقل ظهر العملاق قبالة السواحل المصرية بحلول نهاية 2017، مضيفا خلال إحدى فعاليات وكالة الطاقة الدولية فى العاصمة الفرنسية باريس أن "إينى" تتحرك بسرعة فى المشروع، على الرغم من وجود بعض التحديات، مؤكدا أن الشركة بدأت الأعمال المدنية بالفعل.
ومنذ أن وقعت شركة إينى الإيطالية اتفاقية البحث والاستكشاف مع وزارة البترول فى يناير 2014 وهى تسابق الزمن فى جميع تعاملاتها، حيث استطاعت تحقيق كشف ظهر فى منطقة امتياز شروق فى المياه الإقليمية المصرية بالبحر المتوسط فى أقل عامين، باحتياطيات تقدر بـ30 ترليون قدم مكعب من الغاز، بمعا يعادل 5.5 مليار برميل مكافئ من النفط.
وبالتوازى مع مغادرة حفار سابيم لإجراء أعمال الصيانة، ومعاودة الحفر فى 30 ديسمبر 2015، عملت شركة إينى على عقد لقاءات مستمرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لإعداد وتقييم خطة عمل تنمية وتطوير حقل ظهر، حيث تضمنت تلك الاجتماعات التوقيت والتكاليف المرتبطة بتطوير الحقل، إضافة إلى بحث الآفاق ومناقشة الأهداف التى قد تنتج من وجود شبكة غاز محورية فى البحر الأبيض المتوسط، والتى تسمح بمشاركة البنية التحتية المصرية والتصدير للمناطق القريبة فى المنطقة.
وقبل الموعد المقرر لعودة الحفار بثلاثة أيام وصل حفار "سابيم" بعد إجراء أعمال الصيانة له وعاود مرة أخرى لبدء الحفر لمدة 26 شهرا، بمساهمة شركات بترول مصرية مثل بتروجيت، باستثمارات تقديرية 12 مليار دولار، تتحملها الشركة بالكامل على أن تبدأ الإنتاج بمليار قدم مكعب من الغاز فى 2017، لتصل إلى 2.7 مليار قدم مكعب من الغاز فى 2019، وتوجيه كل الكميات المنتجة للسوق المحلية.
واستمرت خطة تنمية الكشف تخضع لمرحلة المراجعة والمفاوضات بين "إينى" والحكومة المصرية على تقييم سعر شراء الغاز والاستثمارات التقديرية التى سيتم ضخها من قبل الشركة خلال أعمال الحفر فى المرحلة الأولى والتى تتضمن 22 بئرًا، كما بدأت بالتوازى مع الإجراءات الفنية والمالية، عملية الحفر لحين اكتمال الإجراءات التنفيذية وتأسيس شركة مشتركة تتولى أعمال تنمية المشروع والأنشطة المتعلقة به واعتماد عقد التنمية.
وفى يوم 21 فبراير الماضى أنهت وزارة البترول والشركة ملف تنمية اكتشاف حقل "ظهر" بعد مرور 6 أشهر على تحقيق الكشف العملاق وعامين على توقيع الاتفاقية البترولية الخاصة بها، حيث أعلن المهندس طارق الملا وزير البترول اكتمال الإجراءات التنفيذية لتنمية الحقل وتم اعتماد عقد التنمية لشركة أيوك المملوكة بالكامل لـ"إينى" الإيطالية، كما تم تكوين شركة بترو شروق للبترول وهى شركة مشتركة بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وإيوك لتقوم بأعمال تنمية مشروع حقل ظهر، على أن يتم تنفيذ الأنشطة المتعلقة بالمشروع من خلال شركة "بتروبل".
بعد مرور شهرين على بدء أعمال الحفر، أعلنت الشركة نجاح الاختبارات الأولى للإنتاج من بئر "ظهر 2" التقييمى وأثناء الاختبار تم فتح 120 مترا من الخزان للإنتاج، وضخ 44 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، وأثبتت نتائج التحليلات والبيانات التى تم جمعها عن البئر، أن لديه إمكانية إنتاج ممتازة، تصل إلى 250 مليون قدم مكعب يوميا، بما يعادل 46 ألف برميل من النفط المكافئ يوميا.
وذكرت أن بئر ظهر 2 الذى تم الانتهاء من حفره بنجاح على عمق 4171 مترا يبعد عن بئر ظهر1 نحو 1.5 كليو متر جنوبا، مشيرة إلى أن أعمال حفر البئر الثانى أكدت نفس كميات الغاز المكتشفة فى البئر الأول.
وبالتوازى مع بدء شركة بترو شروق فى منتصف مارس لإجراءات استلام موقع الإنتاج الخاصة بكشف "ظهر" فى منطقة بورسعيد، تمهيدا لعمليات الإنشاءات والتطوير، بدأت الشركة حفر البئر الثالثة "ظهر 3"، ومن المخطط عقب الانتهاء من حفر البئر الثالثة البدء فى حفر 3 آبار جديدة خلال الفترة المقبلة بواقع بئرين تنمويين وبئر استكشافية استكمالاً للمرحلة الأولى من المشروع التى تشمل 6 آبار، وتبلغ استثمارات الأنشطة الخاصة بهذه المرحلة نحو 4 مليارات دولار، تضخها الشركة الإيطالية على مدار عامى 2015/2016 و2016/2017.
وتأكيدًا على أهمية العمل بالتوازى فى كل الاتجاهات الخاصة بالمشروع سواء المتعلقة بالدراسات الهندسية أو الأعمال التنفيذية فى المناطق البرية والبحرية، ترأس وزير البترول انعقاد الجمعية التأسيسية للشركة المشتركة "بترو شروق".
أوضح نيكولا مونتى الرئيس التنفيذى لشركة أديسون العالمية أن مصر ستظل لاعباً رئيسياً فى قطاع البترول والغاز، حيث تحتل مصر المركز السادس عشر من حيث إجمالى الاحتياطيات العالمية للغاز والمركز الخامس عشر من حيث مستوى الإنتاج وثانى أكبر منتج للغاز على مستوى أفريقيا وأول دولة منتجة للبترول من خارج أوبك على مستوى أفريقيا.
وأوضح أن هناك طبقات جيولوجية جديدة تشتمل على احتياطيات هائلة فى مناطق خليج السويس والصحراء الغربية ودلتا النيل وشرق المتوسط، وأن هناك مناطق بها إمكانيات لم يتم استكشافها بعد مثل منطقة غرب المتوسط حيث لاتزال هناك أكثر من تريليون برميل يومياً ودلتا النيل (نحو 232 تريليون قدم مكعب من الغاز) والصحراء الغربية (تضم مصادر غير تقليدية تقدر بنحو 100 تريليون قدم مكعب) وخليج السويس (نحو 112 تريليون قدم مكعب) وصعيد مصر (ما تزال هناك تريليون برميل يومياً).
وأكد أن مصر لديها المقومات لتصبح مركزاً إقليمياً فى البحر المتوسط من خلال موقعها الاستراتيجى والبنية الأساسية والموانئ المؤهلة التى تمتلكها مصر لتصدير واستيراد البترول والغاز، كما استعرض رئيس أديسون موقف عمليات البحث والاستكشاف فى مناطق عمل الشركة بمنطقة شرق المتوسط مناطق امتياز شمال بورفؤاد – شمال شرق حابى – شمال ثقة، موضحاً أن الشركة تقوم حالياً بعمليات بحث سيزمى ثلاثى الأبعاد واسع النطاق على إجمالى مساحة أكثر من خمسة آلاف كيلو متر مربع.
وأضاف أنه فى إطار خطة الحكومة المصرية لتحرير سوق الطاقة وتحسين كفاءتها ستقوم الشركة بالتعاون مع إحدى الشركات الخاصة بتنفيذ مشروع لإنتاج الكهرباء من الغاز الإضافى الذى سيتم تنميته بحقل أبو قير، الذى بموجبه ستقوم أديسون بضخ استثمارات إضافية للتنمية لاستخدامه فى توليد الكهرباء.
استعرض المهندس هشام مكاوى الرئيس الإقليمى لشركة بى بى شمال أفريقيا تجربتها فى مصر، مشيراً إلى أنها تفخر بتاريخها الطويل من الشراكة مع مصر الذى يمتد لأكثر من خمسين عاما، وكونها أكبر المستثمرين الأجانب فى مصر، كما أكد على التزامها بالخطط المستقبلية بضخ استثمارات ضخمة فى قطاع البترول والغاز المصرى، وأوضح أن بى بى استثمرت أكثر من خمسة وعشرين مليار دولار فى مصر إلى الآن وتعتزم زيادة أنشطتها، ما يجعل مصر واحدة من أكبر متلقى استثمارات بى بى عالمياً، وأنها تستهدف زيادة إمدادات الغاز الطبيعى للسوق المحلية المصرية من نحو 2ر1 مليار إلى 5ر2 مليار قدم مكعب من الغاز يومياً بنهاية عام 2020، ما يعنى مضاعفة إنتاجها من الغاز، مشيراً أن ذلك لا يعكس الثقة فى اقتصاد مصر وإمكانياتها فحسب، لكنه يعكس أيضاً الشراكة القوية والناجحة مع الحكومة المصرية.
وأضاف أن بى بى تتطلع إلى مستقبل أفضل وأكثر إنتاجية، موضحاً أنها أنتجت منذ بدء نشاطها فى مصر ما يقرب من 40% من إجمالى إنتاج البترول المصرى وأنها تنتج حالياً نحو 10% من إجمالى الإنتاج السنوى لمصر من البترول والمتكثفات، كما تنتج نحو 30% من إجمالى إنتاج الغاز المصر.
وأوضح أن نسبة تنفيذ مشروع غرب دلتا النيل تفوق المخطط، حيث بدأ الحفر فى عام 2015 محققاً أعلى مستوى من الأداء فى آبار تورس/ليبرا حتى تاريخه، وأنه من المقرر أن يبدأ المشروع فى إنتاج الغاز عام 2017، وأنها فى الطريق لتنفيذ مشروع المرحلة الأولى لحقل أتول، الذى أعلن عنه خلال مؤتمر شرم الشيخ، بخطة لحفر ثلاثة آبار متعاقبة بدءاً من شهر أغسطس المقبل وهو ما سيوفر للسوق المصرية إنتاجاً يصل إلى 300 مليون قدم مكعب غاز يومياً بحلول عام 2018.
كما أشار إلى أن بى بى تتطلع لبدء الحفر المبدئى لبئر "موكا" وهو أول بئر برى فى طبقة الأوليجوسين فى دلتا النيل فى منطقة امتياز المطرية، ويمثل هذا البئر واحداً من أكثر الفرص الواعدة لتوفير الغاز للسوق المحلية فى أسرع وقت ممكن.