تجسس واختراق وتنصت على المكالمات والمحادثات، تجاوزات تقوم بها أغلب حكومات العالم عندما تريد تتبع شخص ما، وهذا يكون باستخدام برامج محددة واستخدام الهاكرز أو عن طريق الضغط على شركات التكنولوجيا المختلفة لمساعدتها فى معرفة المعلومات التى تريدها، ولكن هذه الضغوطات بدأت أن تخرج للنور أمام العالم خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة بعدما قررت أغلب الشركات الكشف فى تقرير شفافية عن عدد الطلبات التى تتلقاها من كل حكومة للكشف عن بيانات أشخاص بعينهم، والأمر تخطى هذا خلال هذا العالم، فشركات التكنولوجيا قررت أن تقف فى وجه الحكومات التى تريد معرفة تفاصيل أكثر عن المستخدمين وتعرض الأمر للرأى العام، فمنذ بداية عام 2016 الحالى وهناك حركة غير معتادة من جانب الشركات الكبرى وهجوم قوى على الجهات التى تريد اختراق هواتف المستخدمين أو المساس بالخصوصية، وفيما يلى نسلط الضوء على الخطوات التى اتخذتها شركات التكنولوجيا تجاه تأمين المستخدمين.
-معركة أبل مع FBI
شهد العالم على القضية الأكبر فى تاريخ التكنولوجيا التى جمعت شركة أبل ومكتب التحقيقات الفيدرالى، وهذا بعد أن طالب الأخير الشركة بفتح هاتف آى فون تابع للإرهابى "سيد فاروق"، وإنشاء ثغرة داخل النظام تسمح للحكومة بالوصول إلى بيانات وملفات الهاتف، ولكن أبل رفضت الطلب وأعلنت الحرب على الـFBI، وقالت إن الطلب من شأنه تهديد خصوصية جميع المستخدمين، واستمر الأمر أشهر، وكان من المقرر أن يتم عرض الأمر على المحكمة ولكن قبل الانعقاد بيوم واحد أعلنت FBI عن التراجع والاستعانة بطرف ثالث لفتح الهاتف بدون مساعدة أبل، وبالفعل تمكنت من فتح الهاتف ولم تعثر فيه على أى ملفات مهمة تساعد فى القضية.
-مايكروسوفت تقاضى الحكومة الأمريكية
فى حركة جديدة من نوعها قررت شركة مايكروسوفت رفع دعوى قضائية على الحكومة الأمريكية من أجل السماح لها بإخطار المستخدمين الذى يتم التجسس على بياناتهم، وهو الأمر الذى سبق ورفضته الحكومة بشكل كامل، ولكن مايكروسوفت قالت إنها ترى أن من حق مستخدميها معرفة أنه يتم التجسس عليهم أو تتبع البريد الإلكترونى الخاص بهم، وأن الدستور يؤكد حق الأفراد فى معرفة ما إذا كانت الحكومة تبحث ممتلكاتهم أو تضع يدها عليها.
-واتس آب يشفر الرسائل
لم يسلم تطبيق واتس آب أيضا من طلبات الحكومات حيث أوقفت الشرطة البرازيلية نائب رئيس شركة "فيس بوك" فى أمريكا اللاتينية، بسبب رفضه تسليم بيانات مطلوبة فى تحقيق ضد الاتجار بالمخدرات، والمعلومات المطلوبة متواجدة على تطبيق "واتس آب" المملوك لشركة فيس بوك، وهذا الأمر أثار غضب الشركة، وبعدها بأسابيع قليلة أعلن تطبيق واتس آب عن تفعيل ميزة جديدة لتشفير كل الرسائل والصور والمكالمات التى يتبادلها المستخدمون بشكل لا يسمح حتى للشركة نفسها بتعقبه أو اختراقه.
-فايبر يواكب واتس آب
قرر تطبيق فايبر الذى يمتلك أكثر من 700 مليون مستخدم نشط شهريا العمل بميزة end to end encryption من أجل تشفير المكالمات الصوتية والرسائل والمحادثات بشكل كامل، وهى ميزة تشبه التى أطلقتها واتس آب مؤخرا، ولكن فايبر أضاف بعض المزايا الجديدة للمستخدمين من أجل التحكم فى مدى الخصوصية التى يريدونها أثناء التحدث مع أصدقائهم عبر التطبيق، وهذا الأمر الذى أصبح مطلبا جماعيا من المستخدمين حول العالم بعد الكشف عن رغبة الحكومات فى تعقب الجميع.
-فيس بوك تختبر دردشة سرية
وكشفت أحدث التقارير أن موقع فيس بوك يعمل الآن على ميزة جديدة داخل تطبيق "ماسنجر" يساعد المستخدمين فى إجراء محادثات سرية ومشفرة بالكامل، وستكون الميزة الجديدة جزء من التطبيق واختيارية للمستخدمين فى أغلب دول العالم.