الكثير من الشباب يتجهون إلى بناء عضلاتهم والمواظبة على الذهاب إلى الصالات الرياضية لتضخيم تلك «العضلات» والحصول على الجسم المناسب، وبالتالى يلجأون إلى المكملات الغذائية لتسريع عملية تضخيمها بمساعدة هذه المكملات التى تحتوى على بعض «الفيتامينات، البروتينات، الأحماض الأمينية، الأحماض الدهنية، الكيراتين، محفزات هرمون التستوستيرون» وغيرها من المواد التى تساعد على تحقيق ذلك الغرض فى وقت قصير.
فهناك مادة السترويد الخطرة والتى تساعد على نمو العضلات، هذه المادة طورت فى الثلاثينيات لتساعد الرجال الذين لا تنتج أجسامهم كميات كافية من الهرمون المسؤول عن تطور صفات الذكورة مثل خشونة الصوت ونمو الشعر فى الجسم ويتعرض متعاطى السترويد إلى 70 نوعا من الأمراض تتراوح بين حب الشباب وسرطان الكبد كما تشمل كل الأمراض النفسية وأكثر الأعضاء تأثرا بهذه المادة الكبد والأوعية الدموية المتصلة بالقلب، وكذلك يعمل على إعطاء نتائج عكسية للهرمونات لدى الجنسين، أما الآثار النفسية اليومية لتعاطى السترويد فتشمل العدوانية والرغبة فى القتال والشجار والإحباط والاكتئاب.
وهناك الأعراض التى قد تظهر على المدى الطويل مثل السكتة القلبية والدماغية، كذلك قد يؤثر فى توقف نمو العظام لدى المراهقين فلا يصلون للطول المفترض لهم.
«انفراد» استطلعت آراء خبراء ومتخصصين بالصحة وعلماء النفس والعلاج الطبيعى وأصحاب صالات الجيم للتعرف على أبعاد تلك الأزمة التى من شأنها أن تتسبب فى انهيار جيل من الشباب استعجل فى بناء جسدة بالطرق غير المشروعة دون دراية بخطورة ما يتعاطاه ومدى سلبية النتائج التى قد تنجم عن أدوية وعقارات تسبب كثيرا من الأمراض.
الكابتن ياسر حسين، صاحب إحدى الصالات، والحاصل على المركز الثانى على مستوى الجمهورية، قال: إن لعبة كمال الأجسام من الألعاب الفردية المنسية فى مصر.
وأضاف حسين، أن اللعبة تتخذ طرقا لبناء الجسم أولها الطريق البعيد وهو أن يلعب المتدرب بشكل طبيعى كى يصل لفورمة، وذلك يحتاج لسنوات، والطريق المتوسط باستخدام المكملات الغذائية المصرح بها مثل الأحماض الأمينية، والبودرة وسيرماس ويوجد منه نوع مضروب، وطريقة قريبة وهى التى تدخل فى الهرمونات، وتبدأ من حقنة «ديكا».
وأشار إلى أن بعض الشباب يتعاطون هرمونات حيوانية وهى بدورها مدمرة للجسم «الألف ميك» وبذلك يكون سلوكه أقرب للسلوك العدوانى، ومن أضرارها تساقط الشعر والتأثير على النظر واللثة والقلب والكبد والبروستاتا والخصية وهشاشة العظام، مؤكدا أن هناك بعض المنشطات تعمل على الهيجان الجنسى وتقلب كيان اللاعب فى وقت قصير، ففى إحدى البطولات استعرض أحد اللاعبين على المسرح وفجأة قال: «عايز ميه وحدث له تشنجات بسبب المنشطات».
من جانبه قال أحمد سعد الشهير بــ«عضلات»، 23 سنة لاعب: «عندما بدأت اللعبة أقلعت عن التدخين وتعلمت أن أقف بجوار غيرى وأساعده، فاللعبة هدفها غرس الصبر والخير والإقلاع عن التدخين وشرب المخدرات».
بينما قال الكابتن محمود أبو الشيخ، صاحب إحدى صالات كمال الأجسام: «هناك بعض الشباب يلجأ إلى الطريق غير الصحيح فى بناء جسمه باستخدام المنشطات والهرمونات والحقن غير المصرح بها والمضرة للجسم».
وهناك من يستخدم هرمون «باميويز، أسكلين، ثرى بومب، أنبولك، استزول» وكلها حقن موضعية زجاجة بها 100 سم تعطى فى الكتف والباى والتراى والمقنص والظهر، بمبلغ 350 جنيها من أمريكا، وكلها تسبب أضرارا بالغة لمستخدميها، أهمها أنها تعمل على تجمع مجرى الدم، وفى أى لحظة تسبب «كلاكيع» فى الذراع، حيث يقوم بعمل جراحة للذراع لتفريغ ما يتجمع به ويحتاج بذلك 3 شهور للعلاج وتسبب تليف الكبد والفشل الكلوى وتؤدى إلى العقم وذلك بعد الاستخدام المفرط فيها، كما يؤدى إلى تساقط الشعر.
وهناك هرمون «جروث هرمون gh» يُحقن تحت السرة ويوجد منه للعضل، وهو يقوم بتعريض العضلة، ويوقف هرمون الذكورة «التستوستيرون» وهو من الهرمونات التى ينتجها الذكور بكميات كبيرة فى الخصيتين والغدة الكظرية، والمسؤول عن الحيوانات المنوية، ويسبب العقم والفشل الكلوى والتهاب الكبد.
كما أن هناك «أمبول» 1000 و«أمبول» 500 يعملان على انتفاخ الوجه حيث تؤخذ 10 «حبايات» تعمل على انتفاخ الجسم وتؤثر على الكبد وترفع إنزيمات الكلى، وتأثيرها يظهر بعد 5 أيام فقط.
أما الكابتن محمود رمضان، صاحب إحدى الصالات، فبدوره أكد أن هرمونات السترويد و«bumboies» و«deka» مضرة وتستخدم عن طريق الحقن ولها أضرار فسيولوجية على الجسم من تليف الكبد والكلى وتؤدى بعد فترة من استخدامها للعقم، ناصحا الشباب باتباع برنامج غذائى سليم ومكمل غذائى مصرح به، لأن ربنا خلق لنا جسما علينا الحفاظ عليه.
شعبان فرحات، صيدلى، حذر من أن مادة «السترويد» هى أحد أنواع «الكورتيزون» وهذه مادة خطرة ولا يفضل تعاطيها دون استشارة طبيب وهى عبارة عن هرمون موجود فى الجسم أساسا، ولكن من الخطورة تعاطيها على شكل مركبات وعادة لا ينصح الأطباء بتعاطيه لأكثر من شهر وتكمن خطورة هذه المادة فى أنها تساعد على حبس الماء فى الجسم وبالتالى ظهور العديد من الأعراض على حسب بنية الجسم نفسه، حيث يحقن بطريقة موضعية بمعدل كل 21 يوم أو شهر لكن معظم الشباب يأخذونه على فترات قصيرة.
وأضاف أن تعاطى الهرمون يؤثر على الحيوانات المنوية إذا تم أخذه بإفراط، كما يؤدى إلى ضعف الانتصاب ولو أخذته أنثى تظهر لديها أعراض ذكرية مثل خشونة فى الصوت أو زيادة فى الشعر ببعض الأماكن، كما تزيد نسبة الكوليسترول فى الدم، كما يحدث تغيرات وحساسية فى الجلد.
وقالت منى أحمد دكتورة صيدلانية: «إن هذا الهرمون يؤثر على القلب ويقلل إنتاج الحيوانات المنوية، كما يأتى تأثيره بعد عام أو اثنين ويساعد على سرعة بناء العضلات».
فى حين يرى الدكتور عصام رمضان، خبير الصحة العامة بالأمم المتحدة، أن المادة الفعالة بالهرمونات هى «أمفيتامين» وهى منشطات النمو، ولها أضرار شديدة «فيتامين مع هرمون»، فالهرمون يعمل على تضخيم الخلية والزيادة فيه تؤدى إلى سرطنة الخلايا أو «عملقة» الخلايا، وننصح بعدم استخدامها، فهى تؤخذ عن طريق الحقن داخل العضلة ذاتها وتسبب «سرطان» فى المثان، والحقن غير الآمن يؤدى إلى الإصابة بفيروس سى، أو إحداث شلل فى العضلات المحددة.
ويتابع رمضان، أن عقار «أمفيتامين»، يتم إعطاؤه للأحصنة قبل السباق لأنه يعطى طاقة للجسد كله فى لحظات سريعة فى وقت بسيط، فلو أخذها الشاب يؤدى إلى انهيار التمثيل الغذائى لجسمة وإصابة الكبد والكلى بالفشل على المدى البعيد، أو قد يحدث حالة من الجنون.
وينصح خبير الصحة العامة بالأمم المتحدة، الشباب بممارسة الرياضة بشكل طبيعى دون الاستعانة بأدوية مضرة، كما طالب الحكومة بوضع قوانين صارمة لمراقبة بيع هذه الأدوية والمنشطات.
من جانبه قال الدكتور إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن بعض الشباب الذين يتعاطون المنشطات والهرمونات تصل بهم إلى حد الإدمان وعند محاولتهم الإقلاع عنها يحدث لهم أعراض انسحاب مثل أعراض مدمن المخدرات.
وأضاف قائلا، إن الجسم لا يستطيع التخلص من الأدوية التى يتعاطاها فتتحول إلى سموم تؤثر على الكبد، وتؤدى إلى فشل فى وظائف الجسم، كما تؤثر على هرمونات الذكورة وتؤدى إلى العقم، وعقب الإقلاع عن الرياضة يحدث ترهل للجسم ويتحول لملامح أنثوية وخاصة الثدى.
وطالب استشارى الطب النفسى، بعدم المبالغة فى حجم العضلة من أجل الاستعراض، فهناك من يستخدم هذه الهرمونات من أجل حجز وظيفة بودى جارد مع رجل أعمال أو بإحدى الشركات والمحال التجارية.
وأشار إلى أن أبطال العالم فى المصارعة وكمال الأجسام أجروا عمليات تغيير شرايين والبعض منهم قتلوا زوجاتهم، وأصاب البعض الآخر أزمات قلبية، لذا من الواجب اتباع نظام غذائى سليم وصحى، فزيادة العضلات دون علم تؤدى إلى كارثة.
أما الدكتور جمال محمد فرويز، أستاذ الطب النفسى بالأكاديمية الطبية قال: إن هناك مجموعة من الشباب تحب لعبة كمال الأجسام كنوع من التفاخر والاهتمام الزائد بالذات، أو كونها شخصية هستيرية ترغب فى الاستعراض بأخذ أدوية محرمة دوليا.
بينما يؤكد الدكتور حافظ شوقى، وكيل نقابة العلاج الطبيعى، أن أخذ هذه الهرمونات الضارة يؤثر على الجسم فى المدى البعيد، مشددا على على أن الشباب يتعين عليهم عدم اللجوء إلى إضافات خارجية تؤدى إلى ضمور فى العضلات، فدور العلاج الطبيعى إعادة الجهاز العضلى إلى ما كان عليه، مشيرا إلى أن الأطباء لهم دور إرشادى توعوى فى المؤتمرات والندوات.