سى إن إن:خبراء غربيون يتوقعون صراع عسكرى مباشر بين السعودية وإيران
نقلت شبكة "سى إن إن" الأمريكية عن محللين وخبراء غربيين قولهم إن قرار المملكة العربية السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران يمكن أن يكون نذير شؤم بأن شيئا ما أكثر خطورة سيأتى، وتوقع بعضهم أن يتحول الأمر إلى صراع عسكرى مباشر.
وقال فواز جرجس، أستاذ دراسات الشرق الأوسط فى كلية الاقتصاد بلندن، إن القطيعة بين السعودية وإيران يمكن أن تخرج عن السيطرة بسهولة. وأضاف أن الموقف مشتعل للغاية بين أكبر دولتين فى الخليج، فهناك حرب كلامية وهناك حروب بالوكالة. ويمكن أن يتدهور الأمر ويصبح خطيرا فى الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة.
من جانبه، قال المحلل العسكرى بالشبكة الجنرال المتقاعد مارك هيرتنج إنه من الممكن أن يندلع صراع عسكرى مباشر بين البلدين. وتلك هى القضية الرئيسية، فالأمور تتطور بشكل سريع للغاية. وتقول "سى إن إن" أن التطورات الأخيرة ليست بالأمر الجديد الذى لم يشهده البلدين من قبل.
ففى عام 2011، كتب أحد الخبراء يقول إن إيران والسعودية ليستا بحليفتين طبييعيتين أو عدوتين طبيعيتين، ولكنهما خصمين طالما تنافسا باعتبارهما من أكبر مصدرى النفط وكل طرف يقول إنه يدافع عن الإسلام، سواء السنى فى السعودية او الشيعى فى إيران.
من جانبه، قال بوبى جوش، محلل العلاقات العالمية فى سى إن إن، إن قطع العلاقات كان لا مفر منه تقريبا بعد رد الفعل الإيرانى المتوقع تماما من اعتداء المتظاهرين على السفارة السعودية طهران، وإلقاء الزجاجات الحارقة على المبنى والاحتفال باشتعال النيران فيه، ووصف على خامنئى لما حدث بالانتقام الإلهى ضد السعودية.
وبحسب السى إن إن، فإن المحلليين لا يتوقعون أن يهدا الوضع قريبا بين البلدين، بل إن فواز جرجس يقول إن الأمر قد ينتشر فى المنطقة، ويضيف "كنا نأمل التوصل لحل دبلوماسى للأزمة فى سوريا فى الأشهر القليلة القادمة، فلننس ذلك.. وكذلك الحال بالنسبة لليمن، فها هما أكبر دولتين إسلاميين فى الشرق الأوسط تدخلان فى مواجهة مباشرة وليس حربا غير مباشرة بالوكالة.. ويجب ان نشعر بالقلق من تصعيد تلك المواجهة".
سى.إن.إنتحذير من مواجهة مسلحة بين ميليشيا "بوند" والشرطة فى أوريجون الأمريكية.
لليوم الثالث على التوالى تسيطر ميليشيا "بوند" المسلحة على مبنى حكومى فى ولاية أوريجون الأمريكية، متهمين مسئولى الحكومة الإتحادية فى الولايات المتحدة باستخدام عقاب غير عادل ضد اثنين من رعاة الماشية الذين رفضوا بيع أرضهم، على حد قولهم.
وتحدثت شبكة "سى.إن.إن" الإخبارية، الأحد، مع عامون بوند، أحد قيادى الميليشيا، ونجل كلفين بوند راعى الماشية المعروف بعداءه للحكومة. وتشير الشبكة الأمريكية أن فى رده على سؤال عما يريدوه تحدث بوند بعبارات غامضة قائلا إنهم يريدون من الحكومة استعادة الحقوق الدستورية للشعب.
وأضاف مشيرا إلى "مبنى ماهور الوطنى للحياة البرية"، التابع للحكومة الاتحادية والذى تحتله الميليشيا: "هذا المبنى سبب دمار لأهالى المقاطعة والمنطقة كلها.. الناس تحتاج أن تدرك أن الحكومة تزعم حماية حقوقنا والدفاع عنا بينما هم يفعلون ذلك ضدنا".
وقام المحتجون بالاستيلاء على المبنى بعد مظاهرة تطالب بالإفراج عن اثنين من مربى الماشية ديويت هاموند، 73 عاما، ونجله ستيف، 46 عاما، الذين أدينوا بتهمة الحرق خلال عام 2012 وصدر حكم ضدهم بالحبس لمدة 5 سنوات عام 2015، بعدما رأى قاضى آخر أن الأحكام التى قضوها فى السجن لم تكن كافية بموجب القانون الاتحادى.
وأقر هاموند ونجله بإشعال نيران عامى 2001 و2006، لكنه برر هذا بأنه لحماية ممتلكاتهم من الغزو النباتى وحرائق الغابات. وقد تم إدانتهم قبل ثلاث سنوات وقضى الأب ثلاثة أشهر فى السجن والابن عاما واحدا.
وحذر المارشال الأمريكى المتقاعد، أرت رودريك، الذى عمل لسنوات على التحقيق فى أنشطة الميليشيات المناهضة للحكومة، من دعوة "بوند" لمؤيديه بالإنضمام إليه مما قد يزيد الامور سوءا". وأشار إلى أن ما تهدف له الميلشيا هو إرسال قوة أمنية كبيرة، محذرا "آخر شئ يمكن الإقدام عليه هو مواجهة من هذا النوع".
واشنطن بوست:قلق أمريكى من تأثير التوتر السعودى الإيرانى على محاربة داعش
قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن مسئولى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد أعربوا عن قلق عميق من أن التصعيد الحاد فى التوترات بين السعودية وإيران يمكن أن يكون لها تداعيات تمتد إلى الحرب ضد داعش فى سوريا والعراق، والجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية فى سوريا والجهود الأكبر لجلب الاستقرار للشرق الأوسط.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربى قد قال إنه يعتقد أن التواصل الدبلوماسى والمحادثات المباشرة تظل أساسية فى تجاوز الخلافات، وسنواصل حث القادة فى المنطقة على اتخاذ خطوات أكيدة لتهدئة التوترات.
إلا أن الصحيفة تقول أن الدعوة العامة للهدوء تغطى خلافات قديمة بشأن إيران وأمور أخرى بين الولايات المتحدة والسعودية، حليفتها القوية فى الشرق الأوسط. وكان مسئولو الإدارة قد انتقدوا السعوديين سرا لإعدام الشيعى نمر النمر.
وقال مسئول رفض الكشف عن هويته أن تلك لعبة خطيرة يلعبونها، فهناك تداعيات أكبر من رد الفعل على الإعدام منها ضرر بمبادرات مواجهة داعش إلى جانب عملية السلام السورية. من ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن شخص وصفته بأنه مخول بنقل التفكير السعودى، دون أن تكشف عن هويته، قوله "كفى فد سخرت إيران من الغرب مرارا وتكرارا، وواصلت دعم الإرهاب وإطلاق صواريخ باليستية ولم يفعل أحد أى شىء".
وتابع قائلا إنه فى كل مرة يفعل الإيرانيون شيئا ما تتراجع الولايات المتحدة، بينما يفعل السعوديون شيئا ما.
نيويورك تايمز:إشتعال حروب الوكالة بين السعودية وإيران فى ظل تصاعد التوترات
قالت الصحيفة أن تنامى التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران، فى أعقاب إقدام الرياض على إعدام رجل الدين الشيعى نمر النمر، وإعلان السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، يشير إلى تصاعد سريع فى التنافس الطائفى والاستراتيجى الذى تتسم به صراعات الشرق الأوسط.
وجاء قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى الوقت الذى كانت تأمل فيه الولايات المتحدة وغيرها فى الغرب إستغلال التعاون المحدود بين القوتين الإقليميتين فى إنهاء الحروب الأهلية فى سوريا واليمن، مع تهدئة التوترات فى العراق والبحرين ولبنان.
وأعرب محللون غربيون تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز، عن مخاوف من تعميق الإنقسامات الطائفية فى المنطقة وإستثمار كلا البلدين فى الحروب بالوكالة. وقال مايكل ستيفنز، الخبير بالمعهد الملكى للخدمات المتحدة، فى لندن: "هذا تصعيد مثير جدا للقلق". مضيفا أن عواقبه ستكون وخيمة على شعوب المنطقة، فضلا عن أن التوتر بين السعودية وإيران يعنى استمرار حالة عدم الإستقرار فى أنحاء الشرق الأوسط.
وأشار عباس كاظم، الزميل البارز فى كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكينز، إلى أن "كلا البلدين جمعهتهم علاقة من العداء وعدم الثفة حيث يرون كل حدث فرصة لزيادة التوتر". وبينما تحجم البلدين عن الخوض فى مواجهة عسكرية مباشرة ضد بعضهما، فإن كاظم أعرب عن قلقه من أنهما سيزيدا إستثمارهما فى مواجهات غير مباشرة فى بلدان أخرى.
وأضاف الباحث بجامعة جونز هوبكينز، أن"كلا البلدين سوف يبذلا قصارى جهدهم فى محاولة تحصين وكلاءهم وأنشطتهم داخل بلدان المنطقة، مما سيخلق مزيد من الإضطرابات".