قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن المهمة التى يسعى الرئيس الأمريكى باراك أوباما للقيام بها خلال زيارته للشرق الأوسط تتمثل فى تشجيع الاستقرار من خلال تحسين العلاقات بين السعودية وإيران، إلا أن أمريكا ينظر إليها على أنها جزء من المشكلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما خلال زيارته للرياض هذا الأسبوع سيسعى إلى تعزيز أجندة سياسة خارجية وضع فيها واشنطن فى دور الوساطة بين الرياض وطهران، اللتين شهدتها سلسلة من المواجهات الخطيرة عبر الشرق الأوسط، إلا أن الولايات المتحدة ينظر إليها بدرجة كبيرة من داخل المنطقة على أنها مساهم فى الإسراع فى الانقسام بين الطرفين، وهو ما يشعل فترة جديدة من عدم الاستقرار الإقليمى.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن اكتمال الانسحاب الأمريكى من العراق عام 2011 خفض من البصمة الأمريكية ونفوذ واشنطن فى المنطقة.
كما أن الاتفاق النووى مع إيران الذى تم التوصل إليه العام الماضى، والذى مضى فيه أوباما ضد رغبة الرياض، قد رفع العقوبات الدولية عن طهران إلا أنه لم يؤدى بعد إلى سلوك أكثر مسئولية من قبل حكامها الدينيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراعات فى سوريا واليمن قد اشتعلا دون أن يكون هناك تدخل أمريكى كبير، مما شجع على استخدام قوى بالوكالة بين إيران وخصومها بالخليج، كما أن التراجع الحاد فى استهلاك النفط الأجنبى بالولايات المتحدة قد زاد من الفوضى فى أسواق الطاقة.
ويبنى البيت الأبيض آماله، فيما يتعلق بالاستقرار فى الشرق الأوسط فى السنوات القادمة، على رؤية تحمل شكوك، بأنه قادر على التشجيع على علاقة ناجحة، وهو ما وصفه أوباما بالسلام البارد، بين السعودية وإيران.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار مسئولى الإدارة الأمريكية قوله إن هناك صراعا بين دول مجلس التعاون الخليجى وإيران، ولاسيما بين إيران والسعودية. وكان هذا سببا فى الفوضى وعدم الاستقرار والطائفية التى تشهدها المنطقة. وتابع المسئول قائلا إنهم بحاجة إلى نوع مختلف من العلاقات بين دول الخليج وإيران، وجعلها أقل ميلا للحروب بالوكالة، وهو ما سيأتى بالخير على المنطقة كلها. وأشار المسئول الذى لم يكشف عن هويته إلى أن تعزيز هذا الحوار شئ سيرغب الرئيس باراك أوباما فى الحديث مع القادة بشأنه.
ويرى المسئولون الأمريكيون أن المحادثات السياسية لحل الصراعات فى سوريا واليمن وسيلة محتملة لمثل هذا التحول، والذى يقولون إنه يمكن أن يساعد فى تخفيف حدة الخلافات حول سياسات الطاقة وقضايا أخرى.
غير أن هذه الإستراتيجية تتطلب على الأقل بعض التجاوب من القادة المتشككين للغاية من السعودية والخليجيين الذين يجتمعون فى قمة دول التعاون الخليجى فى الرياض، ويتشككون فى أن إيران على استعداد للقيام بدورها. ومن ثم، فإن الخطر الرئيسى يمكن أن يتفاقم فى كلا الجبهتين لو استمرت إيران على تعنتها وابتعدت السعودية عن الولايات المتحدة فى الخلاف حول النهج.