تمكنت “كاميرا فيديو 7″ قناة انفراد المصورة، من كشف أحدث أنواع المخدرات البديلة للمدمنين بالشارع المصرى.
بطل القصة هو عقار “Ketamine Alfasan” أمبول للحقن العضلى والوريد والذى يقوم المدمنون بتحويله من سائل للحقن إلى بودرة بيضاء للاستنشاق كمادة بديلة للكوكايين عن طريق تسخينه بالنار وتجفيفه للحصول على المادة الفعالة للمخدر الخام.
ظهر الكيتامين فى عام 1962 كعلاج بيطرى لتخدير الحيوانات عند إجراء أحد العمليات الجراحية الحرجة مثل عمليات “استئصال المبيض، الاختصاء، القيصرية الحيوانية، جراحة الأسنان” والمخدر يؤدى للتخدير السريع والتسكين العميق الذى يعمل مفعوله خلال 10 دقائق فقط من تعاطيه من خلال الحقن.
تحول الكيتامين مع الوقت لعلاج بشرى بعد إعلان “المعهد القومى الأمريكى للصحة” عن اكتشاف أقوى علاج للاكتئاب خلال ساعتين وقد تم حقن الجنود الأمريكان بالعقار خلال الحروب الفيتنامية للقضاء على الآلام الشديدة وأعراض الاكتئاب حتى تمت إصابة الجنود الذين تم حقنهم بالعقار بالأمراض العقلية والانفصام الحاد فى الشخصية.
انتشر العقار فى مصر والخليج العربى فى العام 2010 من خلال العمالة الآسيوية التى ساهمت فى تعريف العقار لدى المدمنين بحيث يعطى العقار المزاج المطلوب للمتعاطى من الهدوء التام والهلوسة مع رخص ثمنه الذى يصل إلى “120 جنيها”. وفى المقابل يصل جرام ماده الكوكايين لـ”1500 جنيه” للجرام الواحد.
الكيتامين يؤثر بالمدى الطويل على نظام الدوبامين الذى يؤدى إلى تورم القواتم “المبايض” والخلايا بحيث يقوم العقار بتنشيط الخلايا العصبية والدماغية التى تؤدى إلى تغيير الحالة العقلية والذاكرة بشكل كامل لدى المتعاطى وتحويله إلى حالة هدوء تام وهلوسة شديدة تصل إلى الانفصال التام عن الواقع.
كاميرا فيديو 7 انتقلت للعيادات البيطرية للتأكد من إمكانية تعاطى العقار كبديل للمخدرات وعن إمكانية تحويله من الشكل السائل إلى البودرة من خلال تسخينها واستخدامها عن طريق الاستنشاق ومدى الأضرار التى تقع على البشر بعد تناول عقار بيطرى يقوم بتخدير الحيونات عن طريق الأنف.
من جانبه أكد الدكتور “محمد عبد العزيز” أخصائى الجراحة البيطرية أن العقار يستخدم كمخدر للعمليات الجراحية الحرجة للحيوانات ويستخدم أيضا كمخدر بديل بالفعل من قبل المدمنين بحيث يعطيهم الهدوء الكامل والهلوسة المطلوبة، مشددا على أن العقار متواجد فى الأسواق ولا يخضع لأى رقابة وغير مدرج بجدول المخدرات.
وانتقل عبد العزيز للحديث حول مدى تعرضه للحالات المدمنة التى تطلب شراء الكيتامين حيث أكد أنه تعرض بالفعل إلى العديد من الحالات المشتبه فيها لكنه رفض بيع العقار لهم إلا فى حالة وجود الحيوان المطلوب تخديره بحيث لا يوجد ما يدعو لاستخدامه من دون الأطباء المتخصصين للعمليات الجراحية.
وأشار إلى إمكانية استخدامه كمادة مخدرة بديلة للبشر عن طريق الاستنشاق حيث قال “إحنا المعلومة إللى وصلتنا إن فى مجموعة من المدمنين بيستخدموا الدواء بشكل غير قانونى أو طبى.. ويتعاملون مع الأمبول بشكل معين، بحيث يتم تحويله من سائل لبودرة ممكن تستخدم عن طريق الاستنشاق”.
واعتذر عبد العزيز عن ذكر الأضرار التى يتعرض لها متعاطى عقار الكيتامين عن طريق الاستنشاق بحيث يتطلب الأمر مختص من قسم السموم والمخدرات ليتكمن من شرح الأضرار بالشكل التفصيلى والعملى، مؤكداً أن الأضرار كبيرة والأمر لا يحتمل التجويد أو ذكر أضرار على هامش الموضوع.
وللتأكد من صحة المعلومات السابقة من مصادر متنوعة توجهت كاميرا “فيديو 7″ إلى مركز البحوث العلمية الكائن بحى الدقى لمقابلة الدكتور مصطفى النجار الباحث بقسم السموم والمخدرات والذى اتفق مع عبد العزيز، مشددا على أن عقار الكيتامين أصبح من أكبر المخدرات الحديثة ضررا والتى ظهرت مؤخراً فى العالم العربى ومصر، موضحا أن “المتعاطين لا يدركون خطورة الأمر”.
ووجه النجار نداءه من خلال “فيديو 7″ إلى الجهات المسؤولة والشباب متعاطى العقار، قائلا: “أضرار هذا العقار بالأخص لا يمكن علاجها نهائياً بعد استفحالها بحيث يوجه العقار كل عمله للمراكز العصبية للمخ مباشرةً والذى يؤدى لإصابة المريض بتلف الخلايا العصبية الدماغية خلال أشهر قليلة”.
وحول الأمراض التى يصاب بها مدمن العقار قال النجار إن أقلها ضررا: أمراض الجهاز البولى والتناسلى والإصابة بحالة هياج فورى أثناء انسحاب المخدر من الجسم وهذه الأضرار قريبة المدى، أما عن الأضرار طويلة المدى فقد عجز الطب الحديث ومركز البحوث الأمريكى عن علاجها، حتى الآن.
واختتم النجار حديثه بالتأكيد على حتمية إصابة المتعاطى بأمراض الخلل النفسى وحالات الانفصام الحاد فى الشخصية وحالات “البرانويا” التى تجعله يرى نفسه أعظم رجال العالم وهو ما يتعارض مع الواقع ويجعل لديه رغبة فى العودة إلى العالم الافتراضى ومنها إلى حالات الجنون التام.