تسببت الأزمة السياسية والاقتصادية والصحية التى تمر بها البرازيل فى إثارة الشكوك حول نجاح الدورة الأوليمبية الصيفية لعام 2016 والمقرر انعقادها فى ريو دى جانيرو البرازيلية، وأصبحت الأوليمبياد بين فكى كماشة الأزمة السياسية وفيروس زيكا.
وانحصرت الدورة الأوليمبية بين الأزمة السياسية من هزيمة رئيسة البرازيل ديلما روسيف فى تصويت حاسم فى مجلس النواب، وأصبح من المتوقع أن تفقد منصبها قبل انطلاق دورة الألعاب فى ريو 5 أغسطس القادم، وبين الأزمة الاقتصادية التى تهدد البلاد ، والأزمة الصحية من انتشار فيروس زيكا فى البرازيل الذى أدى إلى عدد من الوفيات والمصابين ، فضلا عن تسببه فى إصابة العديد من الأجنة بمرض صغر الرأس، وإصابة عدد كبير من البرازيليين بمتلازمة جيلان باريه العصبية التى تؤدى إلى الشلل.
الأزمة السياسية
ويناقش مجلس الشيوخ البرازيلى إجراءات إقالة الرئيسة ديلما روسيف التى أقرها مجلس النواب الأحد بأغلبية تجاوزت الثلثين، ليبت فى القضية، وتتهم المعارضة روسيف بأنها تلاعبت عمدا بالحسابات العامة فى 2014 فى خضم الحملة الانتخابية الرئاسية، للتخفيف من تأثير العجز والأزمة الاقتصادية، من أجل تشجيع الناس على إعادة انتخابها، وقعت روسيف مراسيم حملت بموجبها مصارف عامة بصورة مؤقتة، نفقات تقع على عاتق الحكومة وتبلغ قيمتها مليارات من دون الحصول على موافقة البرلمان، لكنها تؤكد أنها لم ترتكب أى "جرم مسئولية" إدارية وتدين محاولة "انقلاب" للمؤسسات.
واتهمت روسيف بتهم من الفساد والإفساد والتلاعب بخزينة البلاد، وانتهاج سياسة اقتصادية شعبوية أدت إلى ركود فى البلاد، ولعل تورطها بفضية الفساد التى طالت شركة Petrobras النفطية الوطنية هى التى سرعت بأمر التصويت للإطاحة بها.
ولذلك فإن فى حال انعقاد الأولمبياد فى ريو دى جانيرو سيتم انعقادها خلال حكم نائب الرئيس ميشال تامر، الذى ستولى مؤقتا مهام منصبها فى حال قرر مجلس الشيوخ عزلها من منصبها كرئيسة للبلاد، وتتاح له كامل الحرية لتشكيل حكومة انتقالية، ووعد فى هذه الحالة بوضع برنامج مؤلم للانعاش الاقتصادى، من دون التعرض للبرامج الاجتماعية للمعوزين.
زيكا
أما الفك الآخر للكماشة الذى يحكم قبضة الأوليمبياد بالبرازيل هو فيروس زيكا، الذى انتشر بشكل كبير فى البرازيل ، وأثار مخاوف كبيرة أدت إلى تهديد إقامة دورة الألعاب الأوليمبية فى البلاد وذلك لأنه ينتقل عبر ممارسة الجنس وعن طريق نقل الدم، كما أن هناك العديد من البلدان منعت السفر للنساء الحوامل بشكل خاص إلى المناطق المتضررة من الفيروس، والبرازيل أول هذه الدول المتضررة.
وأصيب فى البرازيل 27 ألف شخص بزيكا و185 حالة إصابة من النساء الحوامل ، ويوجد 944 حالة مؤكدة من الإصابة بمرض صغر الرأس المرتبطة بزيكا، بينما المشتبه فى إصابتهم 4291 حالة من الأطفال حديثى الولادة فى البرازيل ،وأصيب 57 شخصا بمتلازمة جيلان باريه، وكانت البرازيل أعلنت حالة الطوارئ فى أكتوبر الماضى، وتسبب فيروس زيكا فى مقتل 3 أشحاص فى البرازيل .
رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية
من جانبه، قال توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية إنه يتوقع أن تكون أولمبياد ريو دى جانيرو مذهلة وأن تحقق نجاحا كبيرا رغم الأزمة السياسية والاقتصادية الموجودة بالبرازيل، وطالب باخ فى اجتماع لرابطة الاتحادات الدولية الأوليمبية الصيفية "ندرك الوضع الاقتصادى والسياسى الراهن فى البرازيل سنواصل خوض تحديات الاستعدادات الأخيرة وأنا متأكد أن دورة الألعاب 2016 ستكون مذهلة حقا".
وأوضخ باخ أن الألعاب الأوليمبية تحظى بدعم كبير بين الشعب البرازيلى ويمكن للمنظمين الاعتماد على تضامن العالم الرياضى ، مؤكدا أن استضافة الألعاب تعد أشبه بمجهود فريق وأن نجاح كثير من التجارب السابقة فى استضافة مسابقات تجريبية يوضح المثال الرائع لعمل الفريق.
وأكد باخ أن "المرافق الرياضية اكتملت أو شارفت على الاكتمال"، وكلنا متحدون، وإذا نفذ كل طرف دوره فأنا واثق أن هذه الألعاب ستحقق نجاحا كبيرا".