بعدما كانت تظهر قيادات فى وسائل الإعلام وتقول بكل ثقة أن حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية يستطيع خوض الانتخابات البرلمانية على جميع الدوائر، ولكننا نرفع شعار "المشاركة لا المغلبة".
قد حصل الحزب على نسبة ضئيلة من مقاعد البرلمان، والآن مع إجراء انتخابات اللجان النوعية المقرر إجرائها غدا، السبت، يقف الحزب السلفى شاهدا على الانتخابات، ولم يعلن ترشح أى من أعضائه البالغ عدادهم 12 نائبا، يأتى ذلك بعدما فشل الحزب فى دخول عدد كبير من مرشحيه أو قيادة ائتلاف تحت القبة.
وأعلن حزب النور أنه لم يدفع بأى مرشح سواء على رئاسة أو وكالة أى لجنة برلمانية، الأمر الذى أعتبره مراقبون للشأن السياسى بأن الحزب يعرف جيدا قدرته وحجة تحت القبة، وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن حزب النور يعلم بأنه غير قادر على المنافسة مع الأحزاب الكبيرة تحت القبة، أو مجابهة الائتلافات الموجودة خاصة أن جميع الائتلافات سترفض التنسيق معه فى انتخابات اللجان النوعية.
وأضاف نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ"انفراد" أن الحزب سيستغل عدم مشاركته فى انتخابات اللجان النوعية ويدعم أحزاب وشخصيات مقابل أن تساهم فيما بعد فى تمرير مشاريع خاصة بالحزب تستطيع من خلالها أن تناقشه فى الجلسات العامة بالبرلمان.
وأشار نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن من يرشح نفسه للانتخابات اللجان النوعية لابد أن يكون حزبا كبيرا أو مشاركا فى ائتلاف يستطيع أن ينافس فى تلك الانتخابات، بينما النور ليس لديه ائتلاف، أو مشاركا فى ائتلاف برلمانى.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى إن الحزب السلفى يتبع سياسة "النأى بالنفس" ويسير على منهج الحذر من الوقوع فى صراعات تجعله فى مرمى استهداف قوى وشخصيات داخل البرلمان.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن أداء النور البرلمانى حتى هذه اللحظة يبدوا مدروسا ولا يتسرع فى الحصول على مواقع أكبر من تمثيله داخل البرلمان لا يستطيع معها القيام بمهام ومسئوليات تلك المواقع، وهو ما يجعله خائفا من المشاركة فى انتخابات اللجان النوعية.
بدوره قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حزب النور يعلم أن فرصه فى تلك الانتخابات ضعيفة مما جعله يضطر إلى عدم خوضها موضحا أن انتخابات اللجان النوعية لن تشهد منافسات قوية، خاصة فى ظل قدرة ائتلاف "دعم مصر" فى الموائمات السياسية مع الكتل البرلمانية الأخرى، موضحا أن السياسة التى يتبعها الائتلاف ستمكنه من الحصول على رئاسة معظم لجان البرلمان، موضحا أنه لن يكون هناك حصانا أسود فى تلك الانتخابات.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المستقلين لن يكون لهم نصيب كبير، خاصة المشاركين فى ائتلافات مثل ائتلاف 25-30، موضحا أنه عدم قدرة حزبى المصريين الأحرار والوفد من تشكيل ائتلافات برلمان قبل بدء انتخابات اللجان النوعية لن يجعلهم قادرين على تحقيق نتائج مرضية فى انتخابات اللجان النوعية.
كان الدكتور أحمد خليل، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، أكد عدم خوض الحزب الانتخابات على أى من المناصب المختلفة باللجان النوعية سواء على رئاستها أو أحد وكيليها أو أمانة سرها.