تسعى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، التوسع فى زراعة المحاصيل الزيتية والأصناف الجديدة، وأشجار أصناف الزيتون لإنتاج الزيوت بالأراضى المستصلحة الجديدة فى عدة مناطق جديدة، بالإضافة إلى التوجه نحو عمل تجمعات زراعية فى الأراضى الجديدة، وتوفير ماكينات العصر، وتحديد سعر استلام قبل مواعيد الزراعة لتشجيع المزارعين، وتطبيق نظام التعاقد مع المزارعين، وبرامج توعوية لتوعية المواطنين بأضرار استخدام الزيوت وتقليل الفاقد.
وقال الدكتور علاء خليل، مدير معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، فى تصريحات لـ " انفراد "، أن هناك تكليفات لقسم المحاصيل الزيتية بمواصلة تنفيذ خطة التوسع فى المحاصيل الزيتية لتقليل فجوة الاستيراد، مضيفا أن التوسع فى المساحات المجمعة المنزرعة بالمحصول الزيتى خاصة الزيتون تساعد فى الحد من الفجوة الغذائية للزيتوت، متابعا أن من المحاصيل الزيتية القطن وفول الصويا ويقدر الانتاج حسب المساحات المنزرعة، وهناك توجه إلى زيادة المساحات المنزرعة بالسمسم والفول السودانى، ودورا الشمس خاصة فى الأراضى الجديدة، والوادى الجديد .
فيما أكدت دراسة فنية متخصصة عن استراتيجية التوسع فى زراعة الزيتون، متضمنة الأصناف المزروعة، سواء زيتون التخليل أو إنتاج الزيت، وطرق الزراعة الكثيفة أو عالية الكثافة، والاحتياجات المائية للأصناف، والمناطق المقترحة للزراعة، وفرص التصدير وطرق تدبير الشتلات واستيراد الشتلات، موضحة أن 75% من المساحات المزروعة بالزيتون حاليا من أصناف زيتون التخليل، مشيرة إلى أن إنتاج مصر من أصناف الزيت حوالى 30 ألف طن، معظمها للاستهلاك المحلى.
ويواصل معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، مراجعة التركيب المحصولى الزراعى للتوجه نحو التوسع فى زراعة المحاصيل الزيتية لإنتاج الزيوت، بالأراضى المستصلحة الجديدة، وبدات التجرية فعليا بمشروع غرب غرب المنيا لاستخلاص الزيتوت، وعمل برامج تربية واصناف مبكرة النضج لزيادة الإنتاج خاصة من " الذرة والكانولا ودوار الشمس وبذور القطن وفول الصويا، لتقليل العجز من الزيوت، والتوسع فى المساحات المنزرعة بالأراضى المستصلحة الجديدة، خاصة فى محصول الزيتون .
وأكد تقرير لوزارة الزراعة، أن التوسع فى زراعة اشجار الزيتون والاصناف الجديدة، تشمل عدة مناطق "شمال ووسط سيناء، وطريق الضبعة، وطريق العلمين، ووادى النطرون، وشرق واحة سيوة والجارة، ومناطق الواحات البحرية، والفرافرة، وطريق أسيوط الغربى حتى المنيا، نظرا لارتفاع درجة الحرارة وقت تكوين الزيت.
وكشف التقرير، أن التوجه فى زراعة نبات " الكانولا " فى مصر يساهم فى زيادة إنتاج مصر من الزيوت والحد من الفجوة الاستيرادية للمنتجات الزيتية وزيوت الطعام، من خلال التوسع فى زراعة "الكانولا"، حيث يعتبر محصول "الكانولا " من أهم المحاصيل الزيتية ومصدرا هاما من مصادر الزيوت النباتية فى العالم بعد زيت النخيل والفول الصويا، مؤكدا أن زيت الكانولا من افضل الزيوت النباتية عند استخدامه فى تغذية الإنسان و تزرع فى مصر كمحصول شتوى ويعول عليه المهتمين بحل مشكلة الفجوة الزيتية فى مصر أملاً كبيراً فى سد الفجوة الزيتية، ويعتبر نبات الكانولا من أفضل الزيوت المستخلصة التى تصلح للاستخدام عند إعداد المخبوزات.
وأكد التقرير، أن هناك خطة للتوسع فى إنتاج البذور الزيتية لحل هذه المشكلات، من خلال التوسع فى زراعات الفول الصويا وعباد الشمش محمل على بعض الزراعات، ووضع اليات تسويقه للمحاصيل الزيتية وتشجع على التوسع فى المساحات المنزرعة لزيادة انتاج الزيت وللحد من الاستيراد، ويجرى حاليا تنفيذ برامج لزيادة نسبة الزيت فى بذرة القطن، ترفع نسبة الزيت بها إلى 25 % بدلا من 20 % حاليا،و زيادة الانتاج من المحاصيل الزيتية لتقليل الفجوة من إستيراد منتجات الزيوت من الخارج خاصة زيوت النخيل، مشيرة إلى أن زيت النخيل من أكثر الزيوت التى تستهلك فى مصر.
وقال التقرير، إن هناك خطة لتنفيذ مشروع قومى لزراعة نخيل الزيت، بعد تنفيذ خطة بحثية لتربية هذا النوع من النخيل، مضيفا أن التركيز على زراعة نخيل الزيت فى مصر، خاصة أنه يتم الحصول عليه من لحم ثمرة نخيل الزيت كما يحدث فى إنتاج زيت الزيتون من أشجار الزيتون، حيث يحتوى على تركيبة متوازنة من كل من الأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة، إلى جانب احتوائه على نسبة عالية من فيتامين "هـ"، ويعد زيت النخيل هو أفضل زيت قلى متاح فى السوق.
وقال الدكتور الحسينى موسى، باحث أول فى قسم بحوث المحاصيل الزيتية بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، أن مصر تستورد ما يقرب من 96% من إجمالى الاستهلاك من الزيوت سواء كان ذلك بذرة أو زيوت تم عصرها مسبقا بسبب ضعف الإنتاج المحلى وعدم قدرته على تلبية إحتياجات الاستهلاك المتزايدة.
واقترح " الحسينى" عدة حلول للنهوض بالإنتاج منها إعادة الدورة الزراعية عمل تجمعات زراعية فى الأراضى الجديدة لزراعة المحاصيل الزيتية، وتوفير ماكينات العصر الخاصة بالمحاصيل خاصة "الكانولا " لاحتياجه لماكينات عصر تختلف عن فول الصويا ودوار الشمس، بالإضافة إلى تحديد سعر إستلام المحاصيل الزيتية قبل مواعيد الزراعة لتشجيع المزارعين، وتطبيق نظام التعاقد مع المزارعين لاستلام المحصول بسعر "عادل"، ولابد من النظر إلى طرق استهلاك الزيوت بطريقة خاطئة وتحسينها عن طريق التوعية وعمل حملة إعلامية لتوعية المواطنين بأضرار إستخدام الزيوت بكميات كبيرة، والتركيز على الفاقد من الزيوت أثناء عمليات الطبخ.