تدرس مصانع الأسمنت فى مصر، العودة إلى الاعتماد على الغاز، حال تراجع الأسعار من 6 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية إلى 3 دولارات، فى ظل مطالب لكافة القطاعات التصنيعية التى تعتمد على الغاز بضرورة خفض الأسعار الحالية، لكون الغاز مكون ومدخل رئيسى فى العملية التصنيعية.
وقال مدحت اسطافنيوس رئيس شعبة الأسمنت فى اتحاد الصناعات، أن مصانع الأسمنت أغلبها تحول للاعتماد على الفحم، وتم شراء خطوط إنتاج بالمصانع ليكون الفحم عنصر فى العملية الإنتاجية بديلا للغاز، كاشفا أن السعر الحالى للغاز مرتفع ولا يناسب الصناعة، حتى وإن تم تخفيضه من 6 إلى 4 دولارات فهذا غير مناسب.
وأضاف فى تصريحات لـ"انفراد"، أن مصانع الأسمنت يمكن أن تدرس العودة للاعتماد على الغاز حال خفض سعره إلى 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، فى ظل أن كافة المصانع تكلفت مبالغ كبيرة للتحول إلى الفحم، لذلك قرار العودة إلى الاعتماد على الغاز يحتاج دراسة متأنية.
وكان مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، وافق على اعتماد توصيات اللجنة الوزارية المنعقدة بتاريخ 30 سبتمبر 2019، بشأن إعادة دراسة ومراجعة تسعير الغاز لكل نشاط صناعى من الأنشطة الصناعية المختلفة، وذلك فى إطار المتغيرات الاقتصادية والبيئية والسياسية والاجتماعية داخل السوق المحليّة، طبقًا لأحكام قانون تنظيم أنشطة سوق الغاز.
ووافق المجلس على أسعار الغاز التى انتهت إليها اللجنة الوزارية؛ بحيث يكون 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لصناعة الأسمنت، و5.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لصناعات: الحديد والصلب، والألومنيوم، والنحاس، والسيراميك والبورسلين.
وكان سعر المليون وحدة حرارية من الغاز الطبيعى لصناعة الأسمدة والبتروكيماويات يبلغ 4.5 دولار ونحو 7 دولارات لصناعة الحديد والصلب والألومنيوم والنحاس والسيراميك، فى حين كانت الصناعات الغذائية والغزل والنسيج والأدوية وقمائن الطوب تحصل على الغاز الطبيعى بسعر 5 دولارات للمليون وحدة حرارية، و8 دولارات لصناعة الأسمنت.
يذكر أنه يتم إجراء مراجعة لهذه الأسعار كل 6 أشهر، فى ضوء تغيرات الأسعار العالمية والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بمعرفة اللجنة الوزارية المختصة.
فاروق مصطفى العضو المنتدى لإحدى الشركات المنتجة للأسمنت، قال إن العودة للاعتماد على الغاز يتطلب خفض سعره، وكل مصنع لدية دراسة حول تكلفة الطاقة كمدخل فى عملية التكلفة، لذلك مراجعة أسعار الغاز ضرورة ملحة بالنسبة للمصانع، مضيفا" على الرغم أن أغلب المصانع بقطاع الأسمنت تعتمد على الفحم، لكن خفض أسعار الغاز قد يدفع المصانع لمراجعة الاعتماد على الغاز بديلا للفحم".
وأضاف مصطفى، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن الغاز حاليا نستخدمه بنسب قليلة جدا، والاعتماد الكلى على الفحم، فالمصانع تكبدت تكاليف وصلت 15 مليون دولار، لتركيب خط إنتاج يعتمد على الفحم، مشيرا إلى أن الـ 19 مصنع العاملة فى مصر تعتمد كليا على الفحم.
فى سياق آخر، أكد فاروق مصطفى، أن التحول إلى الغاز مرة أخرى يحتاج أولا خفض الأسعار للمليون وحدة حرارية، ثانيا لابد معرفة تكلفة الفحم مقارنة بالأسعار الجديدة للغاز حار خفضها، وبعدها يمكن لكل مصنع حسب دراسة التكلفة لدية، اتخاذ قرار بالعودة إلى الاعتماد على الغاز.
وذكرت شعبة الأسمنت فى اتحاد الصناعات، فى دراسة لها، أن هناك تراجع فى الطلب المحلى والخارجى، نتيجة ارتفاع كبير فى تكاليف الإنتاج والنقل، حيث كان الطلب فى 2018 حوالى 53 مليون طن، ليتراجع فى 2019 إلى 49 مليون طن، وكذلك هناك انكماش فى اعداد العمالة.
وأشارت الشعبة إلى أن الربع الثالث من 2019 كانت مصانع الأسمنت تعمل بطاقة 60 % فقط، وارتفع هذا الرقم قليلا بالربع الأخير من العام، لذلك لابد من حوافز لتقليل من فاتورة التكلفة على صناعة الأسمنت.