مهما كانت الظروف التى أحاطت بمقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، هناك تحركات متزامنة تكشف عن تربص، بالطبع فإن جهات الأمن مطالبة بإعلان نتائج التحقيقات فى مقتل الباحث، لكن الأمر تجاوز الحدث إلى حملات تتجدد كل يوم، كلما اتجهت الأمور إلى الهدوء، وآخر التوجهات هو التقرير المجهل الذى نشرته وكالة أنباء كبرى منسوبا لمصادر أمنية قالت للوكالة، إن الباحث تم اعتقاله من وسط البلد يوم اختفائه، لاحظ أن نفس الوكالة نشرت نفس التقرير فى فبراير الماضى منسوبا لمصادر نشرتها منسوبة لصحف إيطالية قالت أيضا، إن الباحث تم اختطافه من الجيزة، واتضح باعتراف الصحيفة أن المصادر الأمنية هى العقيد الهارب فى أمريكا عمر عفيفى الذى يبدو أنه المصدر الوحيد لكل التقارير التى نشرتها وكالة الأنباء والصحف الإيطالية. الصحف الإيطالية اعترفت أن الهارب هو مصدرها، بينما الوكالة لم تعترف حتى الآن. بالتزامن نشرت نفس الوكالة أن الولايات المتحدة دعت لإجراء تحقيق شامل ومحايد فى وفاة الباحث الإيطالى، تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى والتوترات التى تتعلق بالزيارة، وأيضا بتوتر سعودى أمريكى لم تخفه زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للمملكة.
كل هذه التقارير وتوقيتات نشرها تضاعف من حجم الغموض والجهة التى تطلق كل هذه التقارير وتعود لتنشر غيرها، كل هذا يضاعف من الغموض الذى أحاط بالحادث منذ البداية، حيث ظهرت جثته أثناء زيارة لوفد إيطالى إلى مصر، ثم التقارير التى يتضح كذبها. كل هذا يفترض أن يحرك العقول لتطرح أسئلة وتفتش عن الروابط بين حملات فى نفس الوقت.
قلنا أمس إنها حرب واضحة، ومن يريد أن يعرف يمكنه مراجعة ما كتبته صحيفة وول ستريت إيطاليا، إنه فى الوقت الذى يدعو فيه بعض أعضاء البرلمان الإيطالى مصر بضرورة التوصل للحقيقة، قالت إن فظاعة مقتل الشاب الإيطالى تؤكد أنها محاولة لكسر العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية مع مصر.
وما نراه اليوم من محاولات لركوب الأحداث والتلاعب فى كل حدث ونشر تصريحات مكذوبة يتضح خطأها، مثل خبر عن استبعاد 5 ملايين موظف الذى روجته بعض المواقع وابتلعه بعض النشطاء ضمن حالة من الشحن، والدفع نحو صدام وتحويل أى خلافات إلى طريق لصدام لن يكسب منه أحد غير الجماعات التى تكسب من الفوضى.
وكما قلنا فإن مقتل أى مواطن مصرى أو أجنبى على أرضنا، جريمة تستحق التحقيق ويجب أن تواصل أجهزة الأمن عملها لحين كشف غموض الحادث، وإعلان النتائج، لكن ما علاقة كل هذا بتقارير تتبنى شائعات ومصادر مجهلة، إذ كيف يمكن لعقل أن يصدق أن 6 قيادات أمنية تختص الوكالة بنفس ما سبق وخصها به عمر عفيفى أو غيره من مروجى الشائعات، بل إون عفيفى هاجم إيطاليا عندما كشفته الصحف الإيطالية، للمصادفة نفس المعلومات تتحول إلى تقرير منسوب لمصادر أمنية، قالت الصحف الإيطالية إنها للهارب عفيفى.
