3 ملامح ترسم طريق الإيرانيين نحو صناديق الانتخابات التشريعية.. حرب تكسير العظام تشتعل بين الأصوليين.. والاقتصاد كلمة السر لكسر عزوف الناخبين عن المشاركة.. والبرلمان الجديد سيعقد مهمة "روحانى"

قبل أقل من أسبوع على الانتخابات البرلمانية فى إيران فى دروتها الـ 11 المقررة الجمعة المقبلة 21 فبراير، غاب التنافس المعهود بين التياريين الرئيسيين الإصلاحى والمحافظ، وظهرت معارك داخلية بين أحزاب وأجنحة تيار سياسى واحد وهو المعسكر الأصولى، الذى يستحوذ على نصيب الأسد من المرشحين البالغ عددهم 7 آلاف و148مرشح يتنافس على 209 مقعد، بعد إقصاء أغلب الاصلاحيين من قبل مجلس صيانة الدستور. نظرة تفصيلية.. معركة تدور رحاها داخل تيار سياسى واحد وفى ثالث أيام الدعاية الإنتخابية، ومع اقتراب موعد الاقتراع، فشل التيار الأصولى فى إيران، فى لملمة أجنحته المختلفة، والانضواء تحت عبائة ائتلاف واحد لخوض الانتخابات البرلمانية، وقدم حتى الان أكثر من 3 قوائم وهى قائمة ائتلاف كوادر الثورة الاسلامية (شانا)، وقائمة جبهة الصمود وقائمة التقليديون وقائمة التجمع التقدم، والعدل وقائمة المنشدين، بحسب صحيفة آرمان ملى الإصلاحية، دخلت جميعها في تنافس بينى وتدور بين مرشحيها معركة تكسير عظام ليس فقط لدخول البرلمان بل دخلت في صراع للاستحواذ على مقعد رئاسة البرلمان. وفى هذا السياق، رفض أمين عام جبهه پایداری "جبهة الصمود" المتشددة حجة الإسلام مرتضى آقاتهرانى، والانضواء تحت عباءة ائتلاف "كوادر الثورة الإسلامية" وقدمت الأخيرة قائمة انتخابية تضم 30 مرشح في طهران يتصدرها محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران الأسبق والجنرال السابق بالحرس الثورى، وتؤهل زعامة القوائم الانتخابية المرشح لتولى منصب رئيس البرلمان. وتشير التقارير إلى أن "جبهة الصمود" اشترطت إقصاء قاليباف من رأس القائمة كى تتحد مع الائتلاف، لكن عارض ذلك بشدة غلام على حداد عادل رئيس الائتلاف وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ومستشار المرشد الأعلى وصهره، في المقابل قدم حداد عادل مقترحا بقوائم يتزعمها قاليباف وتهرانى، رفضته جبهة الصمود، فيما خرج قاليباف وأعلن استعداده للانشقاق عن قائمة كوادر الثورة وخوض الانتخابات بشكل مستقل ومنفرد لكن رفض الائتلاف. تيارات أصولية تغرى الإيرانيين بـ"الاقتصاد" وتتصاعد هواجس السلطات الإيرانية بانخفاض نسب المشاركة وعزوف الإيرانيين عن التصويت متأثرة بدعوة المعارضة في الخارج بمقاطعة الاستحقاق الذى جاء عقب احتجاجات رفع أسعار الوقود وعقوبات أمريكية عصفت بطهران وتردى اقتصادى، فضلا عن خيبة أمل أصيبت أغلب الإيرانيين من أنصار الرئيس حسن روحانى المحسوب على المتعدلين، في البرلمان المنتهى دورته والمتمثلة في كتلة اميد "الأمل" الإصلاحية التي استحوذت على مقاعد العاصمة الـ سنوات الـ 4 الماضية في البرلمان، ورغم أهمية هذه المقاعد أخفقت في تلبية مطالب الشعب الذى عقد آماله عليها في تنفيذ إصلاحات في البلاد، أو الإحساس بثمرة برلمان يمتلك التيار الاصلاحى والمعتدليين أهم مقاعده، لذا شعر الإيرانيون أنهم كانوا أمام رهان خاسر أدى إلى احباط تملك كثيرين. وفيما يبدو أن تيارات آخرى محافظة تستغل هذا الوضع، فقد اتخذت من الملف الاقتصادى آداة محفزة لإغراء الناخبين، حيث يقول المحافظون أن معركتهم في البرلمان ستكون اقتصادية، فيما رفع حداد عادل المرشح الذى يخوض الانتخابات البرلمانية على قائمة "ايران مرفوعة الهامة"، شعار "إنقاذ اقتصاد إيران"، طرحت تيارات أصولية آخري قوائم تضم اقتصاديين تركز على إزالة مشكلات الشعب الإيراني وإحداث تحول اقتصادى، من بينها ائتلاف "الاقتصاد ومعيشة الشعب"، التي تضم عضو تشخيص مصلحة النظام المتشدد غلامرضا مصباحى مقدم، والناشطة السياسية والنائبة السابقة الهه راستجو، والهام أمين زاده، ويرى هذا الفريق أن البرلمان الجديد ينبغى أن يتألف من الاقتصاديين والخبراء، رغم أن بعض الوجوه التى تشكل قائمتهم الانتخابية ليس لديها صلة بالاقتصاد، وفقا لتقرير صحيفة آفتاب يزد الاصلاحية. "المنشدين" مرشحين جدد على الساحة السياسية وبخلاف القوائم السابقة، فللمرة الأولى يطرح المنشدين، قائمة انتخابية وهى الأولى من نوعها في إيران، والمنشدين هم فئة جديدة في الساحة السياسية، يبدو أنها بدأت عمليا خوض العمل السياسى في إيران، بعد أن كانت تنشده في غنائها فقط، على نحو ما نشر منصور ارضى وهو أحد المنشدين صورة على صفحته على انستجران تتضمن قائمة انتخابية يتصدرها سيد محمود نبويان وهو نائب محافظ سابق. المعسكر الاصلاحى.. أحزاب مستقلة تخوض المعترك الانتخابى على استحياء في المقابل، يرفض المعسكر الاصلاحى الاقصاء مجددا من الساحة السياسية، ورغم قلة مرشحيه تأهبت بعض أحزابه لخوض المعترك الانتخابى وتقديم قوائم مستقلة، بعد أن أعلن المجلس الأعلى لوضع سياسات الجبهة الإصلاحية أنه لن يقدم مرشحين للتنافس على مقاعد العاصمة، البالغ عددها 30 مقعد، لكنه قال أن بعض الأحزاب ستقدم بشكل منفرد مرشحيها، وجائت في مقدمتها حزب کارگزاران سازندگی أي كوادر البناء الذى أسسه رئيس تشخيص مصلحة النظام الراحل هاشمى رفسنجانى، وأعلنت الصحيفة المقربة من الحزب " سازندگی" أن الحزب طرح قائمة للتنافس على مقاعد طهران، بزعامة عضو مجمع رجال الدين المناضلین مجيد أنصاري، وبدعم من حزب الاعتدال والتنمية، وتضم القائمة مجموعة مؤلفة من عدة أحزاب إصلاحية من بينها، أحزاب العمل الاسلامى وبيت العامل، ونداء الإيرانيين والمجمع الاسلامى، ومجمع رجال الدين المناضلين... ويقول الحزب أن هدفه من المشاركة هو الحيلولة دون أن تحكم أقلية الأغلبية، وقال أن المشاركة من أجل التهديدات التي تتعرض لها البلاد في أمنها القومى ووحدتها الوطنية. ومع نزول بعض الأحزاب الإصلاحية المعترك الانتخابى، وصفت وسائل اعلام إصلاحية الانتخابات بالحرب غير المتكافئة، بسبب اقصائ اغلبية الإصلاحيين من قبل مجلس صيانة الدستور، وقلة المرشحين الإصلاحيين إذا ما قورنوا بمرشحى المعسكر الاصولى، وكتبت صحيفة اعتماد على صدر صفحتها، "معارك القوائم في حرب غير متكافئة". تشكيلة برلمانية جديدة وسوف تفرز الانتخابات توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان، وبحسب مراقبون فان التيار المحافظ سيكون الأوفر حظا في الفوز بأغلبية المقاعد، أي أن المعسكر الإصلاحي سيفقد الأغلبية فى هذه الدورة البرلمانية ولاسيما مقاعد طهران، ما يعنى أن البرلمان الإيرانى المقبل لن يكون على وفاق مع روحاني وقد يكون سيفا على رقبته في حال طرحت الأغلبية المتشددة "الكفاية السياسية للرئيس التي ينص عليه الدستور ".وبالنسبة لعلاقة إيران بالخارج، ففقدان هذا التيار للأغلبية داخل البرلمان، سيكون له دلالة كبرى وهى أنه سيفقد القدرة على تحديد الاتجاه السياسى للبرلمان، وأن التيار الأصولى هو من سيمتلك بوصلة البرلمان السياسية لـ 4 سنوات المقبلة، ما يعنى أنه لن تكون أولوية إيران في التواصل وتعزيز العلاقات مع الغرب تحديدا.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;