تباينت مواقف الإخوان وأنصارها حول الأزمة القائمة بين المملكة العربية السعودية وإيران، حيث أعلنت الجماعة الإسلامية تضامنها بشكل كامل مع المملكة، فيما انتقدت الجبهة السلفية موقف المملكة واعتبرت أحكام الإعدام التى نفذتها ظالمة، بينما تجاهلت جماعة الإخوان بجبهاتها المتصارعة الأزمة ولم تصدر أى بيانات تظهر موقفها بشكل صريح، الأمر الذى اعتبره خبراء فى شأن حركات التيار الإسلامى بـ"الموقف المائع".
الجبهة السلفية تنحاز للشيعة
وفى مفاجأة من العيار الثقيل، انحازت الجبهة السلفية الموالية لجماعة الإخوان إلى الشيعة بشكل صريح، منتقدة إعدامهم فى السعودية، ووصفتهم بالعلماء الصادقين.
وزعمت الجبهة فى بيان صادر عنها، منذ قليل، أن أحكام الإعدام ظالمة، داعية إلى الوقوف ضد المملكة العربية السعودية، ولم تنتقد الجبهة فى بيانها موقف إيران أو اقتحام السفارة السعودية فى طهران.
جماعة الإخوان تتجاهل الأزمة
بينما تجاهلت جماعة الإخوان بجبهاتها المتصارعة على سلطة التنظيم الأزمة، ولم تصدر جبهة الحرس القديم التى يقودها محمد عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، أو جبهة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد أى بيانات، فيما قال أحمد رامى القيادى الإخوانى فى أحد القنوات التابعة للجماعة: "يوجد حالة كبيرة من الاستقطاب بين السعودية وإيران، الذى له أبعاد إقليمية كثيرة نتيجة الخلاف بين السعودية وإيران والطموح الإيرانى".
وأضاف، "هناك مخاوف تُهدد وجود المملكة العربية السعودية بالشكل الجغرافى، فنحن الآن فى آخر عهد الأسرة الحاكمة السعودية، جيل أبناء الأوائل، فنحن فى مرحلة انتقالية فى المملكة العربية السعودية، التى تواجه طموحًا إيرانيًا وتدخلاً على أطرافها، سواء فى سوريا أو اليمن، فكل هذه الأمور تُعقد الموقف أكثر".
الجماعة الإسلامية تتضامن مع السعودية
بينما أصدرت الجماعة الإسلامية بيانًا، أعلنت فيه تضامنها مع السعودية بشكل صريح، وقال أحمد الإسكندرانى، القيادى بالجماعة الإسلامية، إن الأعمال التى تعرضت لها السعودية فى طهران همجية.
وأضاف الإسكندرانى، "أن هذه الأعمال ما هى إلا وصمة عار جديدة تضاف إلى سجل الجرائم التى ترتكبها إيران بدافع طائفى مقيت، الذى يمارسه الجانب الإيرانى من خلال اضطهاد مواطنيه من السنة، كما يمارسه بحق دول وشعوب المنطقة، من خلال ميلشياته المسلحة التى مزقت وحدة الشعوب فى العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها".
وأعرب الإسكندرانى عن تضامنهم مع المملكة العربية السعودية، مؤكدًا حقها فى حماية أمنها الداخلى، ومواجهة محاولات إثارة الفتن التى ترعاها إيران.
أحمد بان: "الإخوان" لا يمكنها الإدلاء بآرائها فى الوقت الحالى
وبدوره فسر أحمد بان الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامية موقف الإخوان بأن الجماعة فى مرحلة لا تمكنها من الإدلاء بآرائها فى الموقف الإقليمى نتيجة الانشقاقات التى تمر بها.
وقال "بان"، فى تصريحات لـ"انفراد": "الإخوان الآن ليس لها هيئة لكى تُعبر عن موقفها الرسمى، كما أنها تعتبر أن إيران والسعودية خذلا موقفها داخل مصر".
ومن جانبه وصف خالد الزعفرانى القيادى السابق بالإخوان موقف الجماعة من أزمة جدة وطهران بالمائع، مشيرًا إلى أن هناك جناحًا داخل الإخوان وعلى رأسه يوسف ندا يتقارب مع شيعة إيران.