نقلا عن العدد اليومى...
دائما ما يتم انتقاد الذهنية العربية، وما يعلق بها من نظريات المؤامرة، الخاصة بشيطنة الغرب، وسعيه الدائم للسيطرة على الشرق، ورغم الدلائل التى تؤكد ما سبق، فإن المحللين السياسيين، يربطون بين تلك القوالب الجامدة، وبين تفاعلنا مع الآخر، وفشلنا فى تخطى عقبات الماضى، والنظر إلى المستقبل.
فى المقابل نجد أن الآخر، لا يتبرأ من نظريات المؤامرة الراسخة لديه، فهناك داخل أدمغة الشعوب الغربية، من دول العالم الأول، كما يحلو للبعض تصنيفها، عشرات من نظريات المؤامرة، التى لا تستند إلى الأدلة، وتثير السخرية فى كثير من الأحيان.
ويعد الشعب الأمريكى، من أكثر شعوب الغرب إيمانا بفكر المؤامرة، وتأثيرها على حياتهم اليومية، وتظهر الاستطلاعات التى تجريها مراكز الدراسات الأمريكية، أن جورج بوش الابن، وجون كينيدى، وباراك أوباما، من أبرز الرؤساء الذين ترتبط سيرتهم بالمؤامرات، فى حين نجد أن غزو العراق، وأحداث الـ11 من سبتمبر، والهبوط على سطح القمر، هى أكثر الأحداث ارتباطا بتلك النظرية.
ذلك إضافة إلى زيارة كائنات فضائية على الأرض، وإجراء الحكومة الأمريكية لاختبارات سرية بعقار الهلوسة، ووجود مجلس عالمى يتلاعب بسياسات العالم، وجميع ما سبق يتم تداوله بشكل يومى فى حياة المواطن الأمريكى، وداخل النقاشات العادية.
فى السطور التالية نستعرض أهم تلك النظريات، مع الاستعانة بأرقام ونسب، وردت فى أحد التقارير المنشورة بصحيفة الجارديان البريطانية، حول نسبة انتشار كل مؤامرة داخل المجتمع الأمريكى، والتى اعتمدت بدورها على تحليل عدد من استطلاعات الرأى الأمريكية الحديثة فى هذا الشأن.
مقتل كينيدى
يعتقد 54% من العينة العشوائية محل البحث، وفقا لاستطلاع الرأى المشار إليه، أن مقتل الرئيس الأمريكى «جون كينيدى» ما كان إلا مؤامرة، من قبل جهاز الاستخبارات الأمريكى، أو على الأقل من قبل جهاز ما أو جماعة أخرى، ساهمت «السى آى إيه»، فى إخفاء أدلتها، وألصقت التهمة بالشاب «هارفى اوزولد»، الذى لم يتعد عمره الـ24، وقت ارتكاب الحادثة.
وقد جاء اغتيال الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، أثناء مروره بموكبه عام 1963، بصحبة زوجته، وحاكم ولاية تكساس «جون كونالى»، الذى نجا من الحادث، وقد قيل إن اغتيال «كينيدى»، جاء نتيجة خلاف بين الأجهزة حول اغتيال الزعيم الكوبى، فيديل كاسترو وقتها، حيث كان «جون كينيدى» يعارض عملية الاغتيال تلك.
ويدلل أصحاب نظرية المؤامرة حول مقتل كينيدى، بأن مرتكب العملية «هارفى اوزولد»، ما كان له أن يعرف عددا من التفاصيل الدقيقة حول الرئيس، التى ساعدت فى عمليه اغتياله، ومنها ارتدائه لـ«مشد» حول منطقة الوسط، لتدعيم ظهره، والتقليل من الآلام المزمنة.
وقد كان «المشد» يشبه السترة المضادة للرصاص، ويصعب معه الانحناء، لذلك فشل كنيدى فى تلافى الرصاصة التى أودت بحياته، وعلى الجانب الآخر، يؤكد رافضو تلك النظرية، أن كينيدى أشرف بنفسه على خطط اغتيال كاسترو، مستعينا برجال المافيا، والكوبيين المنفيين خارج بلادهم.
فى حين يرى 44%، أن جورج بوش الابن، كذب فيما يخص وجود أسلحة للدمار الشامل فى العراق، فعند غزو العراق عام 2003، لم يجد الغازون قدرة العراق النووية، كما تم الترويج لها فى الإعلام الغربى، خلال سنوات حصار العراق، وفى المقابل قامت القوات الأمريكية باستخدام وتجربة أسلحة محرمة دوليا، وارتكبت العديد من الانتهاكات، من اغتصاب وخطف وقتل وسرقة وتدمير للتراث الثقافى، إضافة إلى فضيحة التعذيب، داخل سجن أبو غريب.
كما لم تعلن القوات الأمريكية انسحابها من العراق، قبل تدمير قوتها العسكرية، ونهب خيراتها، وزرع فتنة طائفية، والتبشير بإمكانية التقسيم، وتحويل الأراضى العراقية إلى دويلات، وفقا لمخطط الشرق الأوسط الكبير، الذى نراه نحن العرب، مؤامرة أمريكية، تتحول إلى واقع على الخريطة، عاما بعد آخر.
ننتقل إلى واحدة من نظريات المؤامرة المثيرة للدهشة أيضا، وتدور حول أن الحديث عن تأثير التغير المناخى على ظاهرة الاحتباس الحرارى، والتغيرات البيئية، أمر غير حقيقى، وخادع، الهدف منه إلهاء الشعب الأمريكى عن سياسة إدارته.
والمثير فى الأمر، أن نظرية الاحتباس الحرارى التى أثبتتها التطبيقات العملية، والدراسات الأكاديمية، لا يؤمن بها 37% من إجمالى العينة العشوائية محل البحث، وقد ظهرت الحملات الإعلامية للتحذير من تلك الظاهرة، خلال الخمسينيات من القرن الماضى، وعقدت المؤتمرات ووقعت الاتفاقيات الدولية، التى تنص على التقليل التدريجى من الانبعاثات الملوثة الخاصة بالمدن الكبرى.
مؤامرة المناخ
يقول رافضو الاحتباس الحرارى، إن الأجهزة الاستخباراتية اختلقت تلك النظرية، لإلهاء الشعوب عن سباق التسلح، بين الدول العظمى، على رأسها أمريكا والاتحاد السوفيتى.
وصرح إدوارد سنودن، العميل السابق فى الاستخبارات الأمريكية، خلال لقاء له بإحدى القنوات الروسية، بأنه يملك من الوثائق والمعلومات، ما يؤكد أن الإدارة الأمريكية نفسها وراء التغيرات المناخية الطارئة فى عدد من الدول، وذلك عن طريق إجراء عدد من التجارب المناخية، التى تكلفت الملايين من الدولارات، فضلا عن احتضان عدد من العلماء البارزين، لصناعة نظريات الاحتباس الحرارى.
هنا يمكن القول، إن التجارب الأمريكية، وغيرها من الدول الغربية، على المناخ لا يمكن استبعادها، فظاهرة مثل ظاهرة إطلاق غاز الكميتريل فى الهواء، لتغيير الطبيعة المناخية، باتت معروفة على مستوى العالم، وتم رصدها فى أكثر من دولة.
إلا أن تجاهل دور الملوثات الناتجة عن الدول الصناعية الكبرى، والاستهلاك غير العادل للموارد البيئية، وانعكاس ذلك بشكل واضح على ظاهرة الاحتباس الحرارى، يعد أمرا منافيا لأبسط قواعد التفكير العلمى.
ننتقل من المناخ إلى أول رئيس أمريكى من أصول أفريقية، فرغم قرب انتهاء فترة حكم باراك أوباما، فإن %36 من من ضمن الشعب الأمريكى، مازالوا يؤمنون بأن «أوباما» أخفى هويته الحقيقية، وجزء من تاريخه على الشعب الأمريكى، إذ يشكك المواطن الأمريكى فى الانتماء الدينى لأوباما.
وهناك من يرى أن «أوباما» ملحد، لا يؤمن بالأديان، ويرى آخرون أنه ربما يكون متأثرا بخلفية إسلامية، نتيجة لانتماء أسرته ذات الأصول الكينية المسلمة، كما تبرز تقارير أمريكية، أن الرئيس تلقى تعليمه فى إحدى المدارس الإندونيسية المتشددة، أثناء فترة عمل والدته بإندونيسيا.
المثير للسخرية، أن العالم العربى والإسلامى ينفى تلك النظرية بشدة، إذ لم يقو «أوباما» على مساندة أى من قضايا الشرق، مهما كانت عادلة، أو ملحة، بل إن نائبا عراقيا سابقا، أصدر تصريحات غاية فى الطرافة، جاء فيها أن الرئيس الأمريكى متعاطف مع إيران، ضد مصالح الدول العربية، بسبب كونه شيعيا، وما يؤكد ذلك هو اسم والده «حسين»، نسبة إلى حفيد الرسول الكريم.
من سر «أوباما» إلى السينما الأمريكية، وما تحفل به من كم هائل من أفلام الفانتازيا والخيال العلمى، حيث الكائنات الفضائية تسقط من السماء، هادفة إلى تدمير الأرض وغزوها، أو البحث عن سر ما، وتذكير سكان الأرض بحكمة منسية.
والحقيقة أن المواطن الأمريكى لا يستبعد وجود الكائنات الفضائية، حتى إن نسبة 29% من العينة التى خاضت استطلاع الرأى المشار إليه، تؤمن بذلك كحقيقة مؤكدة، وقد كثر الحديث حول تلك الظاهرة خلال الستينيات من القرن الماضى، وظهرت روايات للعديد من المواطنين الأمريكيين، تزعم اختطافهم من قبل كائنات فضائية، إضافة إلى الحوادث الغامضة، حول رؤية أجسام غريبة تظهر فى السماء.
عقار الهلوسة
فى مجال التجارب الدوائية على المواطن الأمريكى، يؤمن 29%، أن الاستخبارات الأمريكية، تجرى تجارب سرية على المواطن، باستخدام عقار الهلوسة، الـ«إل إس دى»، بهدف التأثير على الإدراك والسلوك والذاكرة.
من المعروف أن عقار الهلوسة اكتشف بالصدفة، خلال إحدى التجارب العلمية فى الأربعينيات من القرن الماضى، وقد أثار العقار انتباه المخابرات الأمريكية، التى سعت إلى تجربته على عدد من العينات البشرية، حتى خرجت تلك التجارب عن السيطرة، وتوقفت فى الستينيات من القرن الماضى.
إلا أن توقفها لم يمنع المواطن الأمريكى من الشك فى حكومته، خاصة أن عددا من العقارات المشابهة، تمت تجربتها على المساجين والفقراء والعاهرات والمرضى، خلال الأعوام التى سبقت ظهور القوانين الخاصة بحصر التجارب الدوائية، وفقا لمعايير وشروط، على رأسها ضرورة إخبار المريض، بالآثار الجانبية والأضرار.
كما يؤمن 28%، بما يعرف بالمجلس العالمى، والمكون من مجموعة من رجال الأعمال والنخبة، فى كل المجالات، يتحكمون فى مجريات الأحداث، عن طريق السيطرة على المصارف العالمية، والبورصة، وبإمكان تلك المجموعة إشعال الحروب والثورات، ويشير مؤيدو تلك النظرية، إلى أن ذلك المجلس ظهرت قوته فى دعم الثورة البلشفية فى روسيا، وتأييد النازية.
المثير فى الأمر أن نظرية المؤامرة القديمة تلك، تسربت، مؤخرا، إلى الإعلام المصرى، باسم المجلس الأعلى للعالم، وتبدو تلك النظرية أقرب إلى الخرافة، والخيال الشعبى الجمعى، إذ لا يوجد ما يؤيدها بشكل قاطع، حتى الآن.
وللرئيس الأمريكى جورج بوش الابن، نصيب الأسد فى نظريات المؤامرة المترسخة فى الذهنية الأمريكية، إذ يرى 25% من الأمريكيين، أن الإدارة الأمريكية كانت على علم بهجمات الحادى عشر من سبتمبر، وأنها لم تعمل على منع تلك الكارثة، وغضت الطرف عنها.
ويعتمد مؤيدو تلك النظرية على الشبكة الدفاعية الجوية لأمريكا، وصعوبة اختراقها، كذلك ما أشيع عن وجود تدريبات مخابراتية سابقة لاختراق دفاعات البنتاجون، وما نقله المسعفون من سماع أصوات انفجار فى المبانى الملاصقة للبرجين، فضلا عن الإجازات التى حصل عليها عدد من المسؤولين العاملين فى البرجين والبنتاجون، قبل الحادث، وكذلك ما أثير حول معرفة الإدارة الأمريكية بأن إسرائيل كانت على علم بأحداث التفجيرات، وأخيرا اتهام بن لادن بالتسبب فى تفجير البرجين، رغم كونه أحد حلفاء أمريكا السابقين فى أفغانستان، خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى.
تزوير بوش
أما انتخاب جورج بوش الابن لفترة ولاية ثانية عام 2004، فلا يخرج من نطاق المؤامرة أيضا، حيث يرى 23% من المبحوثين، أن ثمة عملية تزوير ما، تمت خلال الانتخابات الرئاسية فى ذلك العام، أدت إلى فوز بوش الابن، على نظيرة مرشح الحزب الديمقراطى جون كيرى.
ويرى مؤيدو تلك النظرية، أن إدارة بوش استغلت أحداث الحادى عشر من سبتمبر، لفرض نظرية المؤامرة الإسلامية الدولية، لتدمير الولايات المتحدة، وتبرير التضييق على الحريات داخل المجتمع الأمريكى، بدعوى الحرب على الإرهاب، وإظهار ضرورة استمرار بوش فى الحكم، لاستكمال الحرب الوحشية فى العراق، وأفغانستان.
كما يؤمن %21، بحادثة روزويل، التى وقعت عام 1947، حيث نشرت بعض الصحف الأمريكية خبرا عن اكتشاف طبق طائر متحطم فى منطقة «روزويل»، أو المنطقة 51، بولاية تكساس الأمريكية، ويعتقد الكثيرون أن الحكومة الأمريكية قد عثرت على المركبة الغريبة التى تحطمت فى هذا الموقع عام 1947، وأخفت حقيقة وجود المخلوقات الفضائية وقتها.
هكذا أصبح لغز المنطقة 51، مصدرا للتكهنات، والأقاويل، حيث تظهر ذكرى الحادثة العجيبة على السطح بين الحين والآخر، ويطالب مؤيدو نظرية وجود كائنات فضائية، بضرورة كشف الحكومة، عما حدث وقتها، عملا بقانون حرية تداول المعلومات.
هيلارى كلينتون، المرشحة المحتملة للرئاسة الأمريكية، استخدمت تلك الحادثة، كنوع من الدعاية، حيث تعهدت وفقا لـ«سى إن إن»، بأن تكشف عن الأسرار الخاصة بتلك الحادثة، فى حالة وصولها إلى مقعد الرئاسة، ذلك فضلا عن ظهور صور ولقطات فيديو، بين الحين والآخر، تكشف عن جوانب خفية، حول تلك الحادثة المثيرة.
ويرى 10% فقط، أن الصعود إلى القمر، من قبل رواد الفضاء الأمريكيين، لم يكن أمرا حقيقا، وإنما كان دعاية مضادة، تستخدم خلال الحرب الباردة، ضد الاتحاد السوفيتى، حيث السباق على امتلاك تكنولوجيا الفضاء.
وكان نيل أرمسترونج، رائد الفضاء الأمريكى، أول إنسان فى العالم تطأ قدماه سطح القمر، عام 1969، بعد هبوط ناجح بواسطة المكوك الفضائى أبولو 11، حيث قال جملته الشهيرة، عند عودته إلى الأرض مرة أخرى: «كانت خطوة صغيرة بالنسبة لرجل، لكنها خطوة كبيرة بالنسبة للبشرية».
لكن التشكيك فى مصداقيه تلك الرحلة ظل يطارد الحكومة الأمريكية، حيث أكد المخرج الأمريكى ستينلى كوبريك، أن كل مشاهد هبوط أول إنسان على سطح القمر مزورة، معلنا أنه هو الذى كان يصورها، وأن وكالة ناسا خلال تلك الحقبة الزمنية كانت تزور رحلات هبوط البشر على القمر، وكان هو المسؤول عن تصوير مقاطع الفيديو، لإيهام المشاهد بصدق مزاعمها.
الفضائيون فى حضرة الرئيس الأمريكى
التطور العلمى والتكنولوجى لم يمنع الشعب الأمريكى من الوقوع فى فخ الخوف من المجهول، وتجسيده، فكما يكثر فى المجتمعات العربية الحديث عن ظهور الجن والعفاريت، بهيئات مختلفة، وتأثيرها على الإنسان، يكثر فى المجتمع الأمريكى الحديث عن الكائنات الفضائية، وتأثيرها، ليس فقط على الفرد، بل أيضا على صناع القرار، وسياسة الدولة بشكل عام.
الكثير من السياسيين والرؤساء الأمريكيين، حكوا تجاربهم مع الكائنات الفضائية، كالرئيس الأمريكى رونالد ريجان، الذى حكى عن رؤيته سفينة فضائية، أو صحن طائر، معلق فى السماء، كما أن نفس الحادثة تكررت مع الرئيس جيمى كارتر.
أما الرئيس الأمريكى «جون كينيدى»، فقد قيل إنه طلب جميع المعلومات الخاصة بظهور كائنات فضائية على الأراضى الأمريكية، قبل أيام من حادث وفاته، حيث أرسل كينيدى خطابا موقعا بخط يده، إلى «السى آى إيه»، يطالبها بتنظيم برنامج مع وكالة ناسا، لتبادل المعلومات حول كل ما توصل إليه كلا الجانبين، من معلومات حول الكائنات الفضائية.
ترتبط أيضا سيرة المغنى الشهير «الفيس بريسلى»، بالكائنات الفضائية، فقد رفض محبو «بريسلى»، التسليم بموته إثر جرعة زائدة من المخدر، فى بدايات الأربعينيات من عمره، وظلوا يعتقدون أنه مازال حيا، وأنه ربما تعرض لخطف من قبل الكائنات الفضائية، وحتما سيعود إلى الأرض يوما ما.
وفى حديث سابق للرئيس الأمريكى «باراك أوباما»، مع المذيع الشهير «جيمى كيميل»، ذكر المذيع أن الرئيس الأمريكى السابق «بيل كلينتون»، اطلع على الملفات السرية الخاصة بالكائنات الفضائية، وقال إنه لا يوجد بها شىء، فعلق «أوباما» مازحا: «التعليمات التى لدينا تخبرنا بأن نقول هذا».