لم ينس أحمد على محمد منزله الذى سكنه لنحو 18 عاما كاملة قبل أن تصل إليه أيدى القائمين على مبادرة تطوير القرى الأكثر احتياجا التى يتبناها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة ومجموعة حديد المصرين بالتعاون مع جمعية الأورمان.
منزل أحمد على بقرية الخربة بمدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، نفذته جمعية إسكان تابعة لوزارة الإسكان منذ عام 1984، مكون من عدة عشش ذات أسقف صاج بالإضافة إلى غرفتين صغيرتين، دون أن تصل إليها المرافق وخاصة المياه أو الكهرباء .
أحمد على صاحب 54 عاما يقول قبل ثلاثة أشهر فوجئنا بعدد من الشباب يقولون إنهم سيقومون بتطوير نحو 100 منزل بالقرية، بالإضافة إلى تأثيث المنزل بكل ما يلزمه من فرش وأجهزة كهربائية وأجهزة منزلية، مشيرا إلى التطوير كان يتم بالتوازى داخل المنزل من خلال تفريغ غرفة وتجهيزها ثم الانتقال إلى الغرفة التى تليها، موضحا ليس لدينا أماكن أخرى نقيم بها حتى يتم الانتهاء من التطوير.
أحمد الذى يعمل موظفا بالتربية والتعليم يستعرض ما تسلمه بمنزله بعد التطوير قائلا تسلمنا فرش غرفة نوم سرير كبير ودولاب، وفرش غرفة أطفال دولاب صغير وسريرين، بالإضافة إلى كنبتين (٢ كنبة) ومطبخ خشبى وبوتاجاز وغسالة، واصفا ما حدث بأنه إعادة إحياء الأمل لأهالى سيناء، قائلا: الآن تستطيع أن تقول أن هناك من يفكر فى أبناء سيناء الذين ملوا من ترديد اتهامات الخيانة والعمالة والإرهاب.
وعلى الرغم من السعادة التى يحكى بها أحمد، إلا أنه يقول "لدى أسرة مكونة من أربعة أولاد منهم بنتان، وهو ما يضيع عليه عبئا كبيرا فى تجهيزهما للجواز خاصة وان تكلفة زواج البنت الواحدة منهم لا تقل عن 30 ألف جنيه وهو ما جعله يطالب المسئولين بعدم الاكتفاء بتطوير المنازل فقط ولكن توفير فرص عمل للشباب لمساعدة أهاليهم فى تدبير أمور المعيشة فى ظل ارتفاع الأسعار .
المنازل التى تم تطويرها بلغت نحو 100 منزل، منها 75 منزلا تطويرا كاملا، بينما كان هناك 25 منزلا تم تطويرها جزئيا، بحسب ما يقوله سليمان الزملوط أحد كبار عائلة الزملوط ببئر العبد، وأحد أبناء قرية الخربة، مضيفا كانت هذه المنازل سيئة الشكل، متهدمة الحوائط، كان يعف الإنسان عن الإقامة بها، بالإضافة إلى نقص الخدمات وانعدام المرافق، قائلا منذ أن سكنا هنا ولا توجد ماسورة مياه أو عمود كهرباء، موضحا أنه تم توصيل نحو 50 عمود كهرباء بالإضافة إلى خط مياه للشرب.
وأضاف الزملوط أن ما حدث من تطوير بالقرية يشير إلى أن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، استطاع توظيف الدور الاجتماعى للأموال، من خلال تنفيذ الدور المجتمعى لرجال الأعمال.
زوجة ربيع أبو الشيخ العامل بالجامعة تقول قبل أن يعرف التطوير طريقه إلينا كنا نعيش مع الفئران، قائلة عايشين بس مش عايشين، مضيفة كنا نقطن عشش سقفها من الخشب الذى لا قيمة له أثناء هطول الأمطار أو فى الحر الشديد .
وأضافت صاحبة الأسرة المكونة من 10 أفراد لم يكن بعششنا أبواب أو شبابيك أو سيراميك مثل ما حدث الآن، مشيرة إلى أنهم قبل التطوير منازلهم كانوا يخرجون لنحو ثلاثة كيلو متر لجلب مياه الشرب بالإضافة إلى عدم وجود كهرباء.
اللواء ممدوح شعبان مدير جمعية الأورمان يقول تطوير القرية لم يقتصر فقط على تطوير المنازل وتأثيثها، ولكن تم إنشاء ملعبين خُماسيين بالقرية وإنارتهما، بالإضافة إلى إنشاء مشغل للسيدات البدويات لإنتاج ما يخص السيدات البدويات من ملابس.
ويكمل هناك أيضا 50 قرضا حسنا مقدمة من مجموعة حديد المصريين ورجل الأعمال أحمد أبو هشيمة بقيمة 250 ألف جنيه لـ50 شخصا وسيتضاعف عدد المستفيدين من القرض خلال 24 شهرا لأن القرض دوار .
أبو وليد أحد سكان قرية الخربة وصاحب أحد المنازل التى شملها التطوير يطالب الدولة بأن تستكمل التطوير الذى بدأ ببناء مدارس لمحاربة الأفكار المتطرفة التى تعانى منها سيناء، بالإضافة إلى بناء ووحدات صحية أيضا لأن الأهالى يجدون معاناة شديدة مع المرض بسبب تردى الخدمات الصحية بالقرية وعدد وجود أطباء.
المهندس "محمد الزملوط" المشرف على المشروع، قال إن قرية الخربة تعتبر ثامن مشروع تطوير ضمن سلسلة مشروعات مبادرة "إعادة إعمار القرى الأكثر احتياجا"، القائمة بمختلف أنحاء الجمهورية، وتم اختيار قرية الخربة فى شمال سيناء لتنفيذ المشروع الذى يتضمن رفع كفاءة حى الـ"100 بيت" بقرية الخربة من استكمال بناء وبياض وسيراميك ونجارة ودهان وكهرباء وفرش جديد لهذه المنازل، فضلا عن منح الأسر المحتاجة من أبناء القرية وأصحاب هذه المنازل 50 مشروع أغنام وتجهيز العرائس اليتيمات ومشغل تطريز لتوفير سبل عمل جديدة للسيدات المعيلات والفتيات المقبلات على الزواج.
وأضاف أن الهدف من المشروع إيجاد نواة خدمية لتشجيع الجهاز التنفيذى بالمحافظة لاستكمال العمل بتوصيل المرافق لهذا الحى من مياه وكهرباء ورصف، فضلا عن إنشاء ملعب كرة قدم كبير من وزارة الشباب.